الخلفي يحاضر بأكادير في موضوع «الإعلام وتحديات الهوية في ظل الثورة التكنولوجية»
هوية بريس – و م ع
الثلاثاء 08 أكتوبر 2013م
شكل موضوع “الإعلام وتحديات الهوية في ظل الثورة التكنولوجية” محور المداخلة التي ألقاها، أمس الاثنين، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد مصطفى الخلفي، خلال الدرس الافتتاحي الجامعي 2013-2014 برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير.
وتناول الخلفي، في هذا الدرس، مفهوم الهوية باعتبارها محركا للأمم وباعثا لها على أن تكون حاملة لرسالة للعالم، مؤكدا أن مقومات الانفتاح والتعدد والسيادة شكلت، على مر العصور، صلب الهوية المغربية، مبرزا أن ما ميز المغرب على الدوام هو سعيه الدؤوب إلى معالجة قضايا الهوية دون انغلاق أو تجزيء أو تناحر، ملاحظا أن ما يطبع على الدوام مكونات الأمة، في بعديها العربي الإسلامي والأمازيغي، هو ذلك التعاضد والانسجام والتكامل الذي يعد نتيجة تطور تاريخي وحضاري.
واستشهد، في هذا السياق، بخصوصية الاجتهاد الفقهي لدى العلماء المغاربة منذ عهد المرابطين والموحدين، مبرزا أن الاختيارات الفقهية للمغاربة تنبع من انسجامها مع مقوماتهم الأمازيغية كما يدل على ذلك مثلا تفضيلهم لقراءة ورش على غيرها من القراءات.
واعتبر أن المطلوب حاليا هو صدّ كل المحاولات الساعية إلى خلق “غيتوهات” منغلقة تؤدي إلى توترات داخلية من شأن تفاقمها أن يعصف بوحدة الأمة، والعمل في المقابل على صيانة الانسجام والتكامل والتعاضد ضمن رؤية منفتحة على العالم لا تنظر إلى الهوية من موقع دفاعي يحكمه الخوف.
وبعد أن شدد على ضرورة ترسيخ الرافد التاريخي الأمازيغي بالمغرب، سجل السيد الخلفي أن ما يعرفه العالم حاليا في سياق العولمة والثورة التكنولوجية يستدعي تدبير الانفتاح على الآخر بطريقة عقلانية من غير ذوبان أو تماهي أو خنوع.
وقال، في السياق ذاته، “إننا بقدر ما نرفض الانغلاق والتقوقع، بقدر ما نطرح سؤال الانفتاح من غير استيلاب ولا تبعية للآخر”، مشددا، في هذا الصدد، على موقع الجامعة ومكانة البحث العلمي كمرتكزات أساسية لدعم هذا التوجه، القائم على تدبير التعددية في إطار الوحدة.
وعلى الرغم مما واكب هذا الدرس الافتتاحي من تشويش وانقطاعات، إلا أنه حظي بمتابعة عدد مهم من الطلبة ومن الفعاليات الأكاديمية والثقافية والعلمية.