«المرارة» تجتاح شوارع وأزقة المدن المغربية والليلة تنتهي وظيفتها
هوية بريس – عيسى الراشيدي
الثلاثاء 15 أكتوبر 2013م
بحلول العشر الأوائل من شهر ذي الحجة الحرام، تعمل فئة من الشباب المغربي على إنشاء عدة أبنية عشوائية عبارة عن “براكة” وقد اصطلح عليها في اللغة الدارجة بين ساكنة سلا بـ: “المرارة” وربما اختلف وسمها في بعض مناطق المغرب بتسميات أخرى؛ ولكنها تقوم على راحة وخدمة المواطن المغربي ولو بشكل عشوائي.
بحيث يحرص الشباب القائمون عليها بتقريب المواد المتعلقة بأضاحي العيد وخصوصا مأكولات الأكباش (التبن، الفول، الشعير، اللوبيا، الجلبانة)، وما يتعلق بمستلزمات الذبح من سكاكين وسواطير وغيرها، وكذلك ما يتعلق بآليات الشواء: (شوايات، مجامر، سفافد، الفاخر -الفحم الخشبي- البصل، “الروابيز” الهوائية..)، وتقديم خدمة حدّ وشحذ السكاكين والسواطير؛ وعرض الجديد والكثير من أشكال الطواجين، وكل ذلك بجودة مختفلة وأثمنة متفاوتة.
وقد أصبح من الشائع لدى جميع المغاربة أن موسم عيد الأضحى تنتعش فيه تجارة بعض المواد والمستلزمات التي ترتبط بذبح الأكباش وغير ذلك، مما يؤدي إلى قلة العرض وكثرة الطلب، وخصوصا في بعض المواد مثل البصل والفحم الخشبي (الفاخر)، التي تنفد كمياتها المتوفرة من محلات البيع بالجملة، وبالتالي من أصحاب المحلات التي تتاجر فيها، وكذلك عند القيمين على “المرارات”، مما يتسبب في مشاكل عند بعض الأسر؛ وتجنبا لذلك يختار غالبية الناس الحل الأسهل وهو أن تظفر بتلك المواد في وقت مبكر وقبل نفادها من الأسواق.
ومما يرافق هذه الأيام المباركة كثرة الطلب على وسائل النقل المختلفة وخصوصا المخصصة لحمل البضائع، وهو ما يفتح المجال لمزيد فرص للشباب لجني بعض الأموال من وراء عملية حمل الأكباش وإيصالها لمنازل الراغبين في ذلك.
ولكن ورغم كل الأجواء الاحتفالية التي ترافق الأيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة الحرام، فإنه من الجدير أن نشير إلى خطورة “المرارة” في بعض الأحيان، وذلك أن عددا كبيرا من الشباب الذين يقيمونها يكونون مدمنين على تدخين المخدرات، وهذا ما قد يشكل خطرا على المارة، إذا ما تم شجار بين أهلها، وخصوصا مع توفر معدات الجريمة، -رغم أنها لم تخصص لذلك-، من أسلحة بيضاء، والتي قد تصبح حمراء لا بدم الأضحية كما هي العادة بل بدم أحد خلان المعتدي أو أحد أصدقائه.
ومن المشاكل التي تطرحها أيضا، النفايات التي تترتب على علف الأضاحي، وكذلك ازدحام حركة المرور، والتضييق على بعض المواطنين، وخصوصا جيران “المرارة”، وإزعاجهم بين الفينة والأخرى بصوت الموسيقى الصاخب.
وعلى كل حال فإن “المرارة” المغربية تبقى لها رمزيتها، وتطغى على كل فنون التنظيم والترتيب المحكم، وتعبر على البساطة، وكذلك تعمل على تقريب مواد عيد الأضحى إلى الناس.