“12 سنة” رحلة الشيخ الكملي مع شرح الموطأ.. د.إلهامي يعلق
هوية بريس – د.محمد إلهامي
قضى الشيخ د. سعيد الكملي في شرحه الموطأ، اثني عشر عاما.. (لم يكمله بعد) فجزاه الله خيرا!
وفي الواقع فإن دروس الشيخ سعيد الكملي تكاد تبلغ الذروة في كل شيء، فهي مترعة بالعلم، مزينة بحسن الشرح، موشاة بخفة ظل الشيخ!
وفيها من كل شيء: ففيها الفقه والتفسير والحديث والتراجم والتاريخ والقراءات والأدب والشعر والبلاغة والنحو والصرف.. وسبحان من يفتح على عبده بكل هذه العلوم!
ثم فيها متعة العين، فالشيخ من أولئك الحريصين على حسن الثياب والمظهر، واختياره لأثوابه اختيار فنان، فهو ينسق ألوانها ويوفق بينها، فتلتذ العين كما تلتذ الأذن كما يلتذ العقل!
وقد أوتي الشيخ نفسا طويلا في الشرح، فيستغرق الحديث الواحد منه مجالس كثيرة، يتعرض فيه لسند الحديث ورجاله وتراجمهم، وما في السند من علم المصطلح، ثم المتن وما فيه من اللغة فيذهب إلى شرح الألفاظ ومعانيها، وكثيرا ما تأخذه الألفاظ إلى حديث الأدب والشعر وأيام العرب، ثم التراكيب وكثيرا ما تأخذه هذه إلى مسائل من النحو والصرف والبلاغة، ثم يدخل فيما في الحديث من الفقه، ويسلك منه إلى نقاش المسألة وأقوال المذاهب فيها وأدلتهم على أقوالهم، وردود بعضهم على بعض!
وأحسب أن طالب العلم إن عكف على هذا الشرح للموطأ فأتقنه، فإنه يخرج منه بحصيلة تجعله على أبواب التمكن العلمي رأسا!
وأجمل ما في هذه الدروس أنها تنفع طالب العلم، ومن هو دونه!
والشيخ فوق ذلك يجيد الإنجليزية والفرنسية ويدرس بهما.. وأوتي من الحصافة وحسن الخلق ما يحجزه عن التعرض للخلاف العلمي بين الأئمة إلا بالصيانة اللائقة لمقامهم، وهو يترفع عن إثارة المشكلات والنزاعات -كما هو دأب كثيرين مع الأسف الشديد- ويحسن التصرف مع الأسئلة الشائكة التي تريد النيل من الحركات والجماعات الإسلامية!!
وما أخشى عليه من شئ خشيتي أن يستزله حكام السوء بالمكر والحيل وأنواع الخديعة، وأسأل الله تعالى أن يحفظه من شر الشيطان وشر أولئك الحكام.. فإنه لم يقترب عالمٌ منهم إلا مسَّه شيء وأشياء من باطلهم ودنسهم.
هنيئا لأرض المغرب بمثل الشيخ سعيد، وأسأل الله أن يبارك في مشايخ المسلمين أجمعين.ال