12 ومضة ووردة لأجل عام دراسي مثمر وناجح

04 سبتمبر 2024 21:17
انطلاق عملية التسجيلات الجديدة بالسنة أولى من التعليم الابتدائي برسم الموسم الدراسي 2019-2018

   هوية بريس – رشيد وجري 

ما إن يبدأ العام الدراسي الجديد بعد إجازة صيفية سريعٌ انقضاؤها وقليلٌ استثمارها للأسف الشديد؟!، إجازة اعتاد فيها الطلاب وأسرهم عادات سلبية كالكسل والخمول والنوم الطويل … يتطلب التخلص منها جهدا جهيدا وعزيمة صادقة وهمة عالية حتى تكون البداية محرقة لتكون النهاية مشرقة… بلى إن معظم الطلاب بكل أسف تجدهم قد نسوا الدروس والمعلومات التي حصلوها خلال الموسم السابق، فيقبل الموسم الجديد وتهب معه رياح اُخَر رياح الفاعلية والأمل والتفاؤل والإيجابية عند البعض أو رياح الهم والقلق والتوجس عند البعض الآخر؟! فتنشط في الأغلب الأعم حركات الأسر والأولياء لتوفير الظروف المناسبة لأبنائهم من أجل عام دراسي مثمر وناجح، فيبدلون الوُسع ويحاولون جهدهم في توفير متطلبات أبنائهم وتلبية رغباتهم وحاجاتهم من مستلزمات عامهم الدراسي الجديد من ملابس وأدوات مدرسية وغيرها مما يساهم في تيسير الموسم الدراسي …

وهذه باقة من التوجيهات والإرشادات والومضات التي تنير الدرب وتحفز القلب من أجل النجاح والتفوق الدراسي:

  1. أولا لابد من بداية الموسم الدراسي بمعنويات مرتفعة ونظرة إيجابية وراحة نفسية من أجل حسن التحصيل الدراسي العلمي والتربوي، فعلى السادة الأساتذة وأولياء الأمور خاصة زرع هذه القيم البانية في أبنائهم وإقناعهم بها وتشجيعهم وتحفيزهم عن طريق الحوار المثمر والبناء وبأسلوب محبب للأبناء يوسم باللين والحجة وضرب الأمثلة حتى يطمئنوا وتسكن أنفسهم وتتخلص من “قلق البدايات”. وكما جاء في الأثر “تفاءلوا بالخير تجدوه”.
  2. وضع خطة عمل مرنة ومعقولة تتضمن أهم محطات الموسم الدراسي للوصول إلى النجاح والتفوق الدراسيين، وليكن الهدف العام من الموسم الدراسي ككل واضح وواقعي بعيدا عن المثالية والتعقيد. كأن يسطر الطالب هدف الحصول على شهادة الباكالوريا بميزة حسن جدا أو النجاح في الثالثة إعدادي بمعدل لا يقل عن 16/20… ولن يكون ذلك متاحا إلا بالاهتمام بكل محطات ومراحل السنة الدراسية مرحلة مرحلة : ابتداء من التسجيل وإجراءات بداية الموسم الدراسي مرورا بإعادة التوجيه (خاص بالثانوي التأهيلي) وحضور التقويمات التشخيصية لمعرفة مكامن التعثر والنقص ثم حضور حصص الدعم الأولية ثم حصص دروس كل المواد مع تدوين وكتابة الدروس وإنجاز الواجبات والاستعداد لفروض الأسدوس الأول ثم هكذا مرحلة تلوى الأخرى حتى الاستعداد الجيد لامتحانات آخر الموسم الدراسي سواء كانت إشهادية أو غيرها …
  3. العمل بكل إرادة وتصميم من بداية الموسم ومهما كانت الظروف والعوارض الحياتية على حسن التحصيل الدراسي والمواكبة الواعية للدروس بعيدا عن كل تسويف أو تواكل أو ارتباك فمن كانت بدايته سليمة مدققة كانت نهايته ناجحة موفقة، بلى إنها البداية وهي المرحلة الأساس حيث وضع الأسس والبناء، فإن صحّت يصح العمل وتتضح الرؤية ويسهل الدرب وتشق آفاقًا واسعة نحو تحقيق الأهداف، وهؤلاء الناجحون الموفقون الذين يعيشون بيننا غالبا ما كانت لهم بدايات خاصة أوصلتهم لما هم عليه الآن إضافة إلى المثابرة والعزيمة والانضباط ؟؟ فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة لكن هذه الخطوة يجب أن تكون محسوبة وموفقة وصادقة …

يقول صاحب إرادة الحياة أبو القاسم الشابي رحمه الله :

إِذا مَا طَمحْتُ إلى غــــــايةٍ          رَكِبتُ المنى ونَسيـتُ الحَذرْ

ولم أتجنَّبْ وُعورَ الشِّــعابِ          ولا كُبَّةَ اللَّهَبِ المُـــــــستَعِرْ

ومن لا يحبُّ صُعودَ الجبالِ          يَعِشْ أبَدَ الدَّهرِ بَيْنَ الحُـــفَرْ

  1. وكما أسلفنا سابقا لابد من توفير كل المستلزمات الدراسية الضرورية في حدود المعقول والمتاح من كتب وأدوات وغيرها من الضروريات التي لا يتم التحصيل والفهم السديد إل بها بلا إفراط ولا تفريط وذلك حتى يتسنى للطالب التفرغ إلى دراسته والتركيز عليها متجنبا كل تشتت أو تضييع للوقت والفرص … فمهارة التركيز في غاية الأهمية إذ هو توجيه الانتباه نحو بناء فكرة أو إنجاز عمل أو هدف معين لمدة محدودة من الزمن دون الالتفات إلى المشتتات والمثبطات بناء على قرار ورغبة الطالب نفسه، والتركيز من أهم أسرار النجاح وهو يختصر على الطالب الكثير من الوقت والجهد لإتمام المهمة وتحقيق المبتغى الذي هو النجاح والتفوق الدراسي..
  2. عند كتابة الدروس وإنجاز الواجبات المدرسية لابد من تحسين الخط وتجويده واستعمال الألوان وحسن توظيفها وتنظيم الواجبات والإنجازات والدروس حتى يسهل على الطالب الرجوع إليها وقت المذاكرة والمراجعة فذلك أدعى لحفظها واستيعابها وإتقانها وكذا تقديم المطلوب منها في أبهى صورة وأزهى حلة، وتحقيق النجاح الدراسي والتفوق يتطلب منا توظيف مهارات مساعدة ومساندة كمهارة التنظيم والإبداع والمبادرة والتجميل …
  3. ولا تنسوا أيها الطلاب التجمل والتزين بحسن علاقاتكم مع:
    • الله تعالى: علاقة العبد الطائع لمولاه بالتزام تعاليم الدين لإسلامي الحنيف من صلاة وحسن خلق والتقرب إليه بالطاعات والخوف منه باجتناب المعاصي والزلات وبإخلاص النية لله تعالى في طلب العلم والاقتداء بالنبي الكريم الرحمة المهداة للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي دلنا على كل خير و حبب إلينا طلب العلم وعلمنا بقوله صلى الله عليه وسلم : مَن سلَكَ طريقًا يلتَمِسُ فيهِ علمًا ، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طريقًا إلى الجنَّةِ ، وإنَّ الملائِكَةَ لتَضعُ أجنحتَها لطالِبِ العلمِ رضًا بما يصنعُ وإنَّ العالم ليستغفِرُ لَهُ مَن في السَّمواتِ ومن في الأرضِ ، حتَّى الحيتانِ في الماءِ ، وفضلَ العالمِ على العابدِ كفَضلِ القمرِ على سائرِ الكواكبِ ، وإنَّ العُلَماءَ ورثةُ الأنبياءِ إنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا إنَّما ورَّثوا العلمَ فمَن أخذَهُ أخذَ بحظٍّ وافرٍ” (رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وهو حديث صحيح) …
    • أسرتكم من الأب والأم وما يفعلانه من أجلكم من تضحية ونكران الذات وتوفير المطعم والمشرب والمسكن والملبس وغيرها من الخدمات الغالية التي لا تقدر بثمن، وكذا تحسين علاقتكم بإخوانكم وأخواتكم وكل أفراد أسركم …
    • بمؤسستكم باحترام أطرها الإدارية والتربوية وروادها وكل العاملين فيها واحترام قوانينها الداخلية وغيرها وحسن الالتزام بالهندام التربوي (ارتداء الوزرة وتجنب حلاقة القزع وارتداء السراويل الممزقة والقصيرة والقبعات والسلاسل وغيرها مما يخالف القانون الداخلي للمؤسسة…)، كما يجب أحترم تجهيزاتها ومرافقها …
    • بزملائكم وأصدقائكم في الدراسة وذلك بالاحترام المتبادل والتعاون وحسن المعاملة بعيدا عن كل عنف وصدام وصراع وسوء تصرف …
  4. استغلال الوقت بشكل جيد واحترام وتثمين الزمن لمدرسي وجدول الحصص بعيدا عن الغيابات والتأخرات وتضييع الوقت والجهد فيما لا يفيد ولا يجدي، فيجب أن يخصص:
    • وقت لكتابة الدروس وجمعها في حينها وحسن تنظيمها..
    • ووقت للمذاكرة والمراجعة وتثبيت المعلومات وترسيخها …
    • ووقت للدعم والتقويم والتصويب وعدم الاستهانة بدروس الدعم والتقوية التي من شأنها مساعدة الطالب على تدارك النقص الحاصل واللحاق بالنجباء المجدون…
    • ووقت للاستفادة من المواقع التربوية المعتبرة وشبكة الأنترنيت فيما له صلة بالمقرر الدراسي والمنهاج بوعي وحسن تدبير دون تفلت أو تضييع لوقت أو جهد يقول الشاعر:

الوقتُ أنفسُ ما عُنيِت بحفظِه /// وأراه أسهلَ ما عليكَ يضيعُ.

  • للاستعداد للامتحانات المتنوعة (مراقبة مستمرة وامتحان إشهادي)
  • وقت للترفيه والرياضة والراحة دون إفراط أو تفريط وذلك لتجديد النشاط واستنهاض الهمة وكسر جدار الرتابة الممل..
  • ووقت لاجتياز الامتحانات بأنواعها وتصحيحها وتجاوز كل التعثرات والتحديات وتدارك كل نقص حاصل بطرق متنوعة …
  1. الانتباه الدائم إلى شرح الأستاذ ودروسه وما يركز عليه ويرشد إليه، فقد تستوعب معلومة أو درس في وقت وجيز لو اهتممت بذلك وقد تمكث الأوقات الطوال بمفردك لفهم المنهج واستيعاب الدروس أو ضبط معلومة وقد لا تدرك ما هو مطلوب منك معرفته وإدراكه؟! لذلك فالأستاذ وإن لم يعد هو المصدر الوحيد للمعرفة، ولم تعد وظيفته نقل المحتوى للطلاب وشرحه فقط، وإنما أصبح دوره الأكبر في تسهيل الوصول للمعلومات الموثوقة، وتوجيه وإرشاد المتعلمين أثناء تعاملهم مع المحتوى من خلال الشبكة، أو من خلال تعاملهم مع بعضهم البعض في دراسة المقرر وفهمه الفهم السليم …
  2. شارك بفاعلية وإيجابية في الأنشطة الموازية والمندمجة للمؤسسة وذلك لأنها تقضي على الروتين ورتابة الدروس الصفية وفي نفس الوقت تمكن الطالب من تعويض وتدارك النقص الحاصل والتعثر المرصود مما يمكنه من تعويض بعض الدرجات التي قد تكون ضاعت منه خلال فروض المراقبة المستمرة، كم أنها تجدد نشاطه وتشحذ همته لعطاء أفضل وإنجاز أجمل …
  3. لتكن همتك عالية أيها الطالب ولا تقبل بالدون والمراتب المتأخرة فيجب عليك العمل دائما على احتلال المراتب المتقدمة ما أمكنك بين أقرانه بالجد والاجتهاد وحسن استغلال وتدبير الأوقات والفرص, يقول الشاعر المتنبي:

ولم أَرَ في عيوبِ الناسِ عيباً … كنقص القادرين على التمامِ

ويقول أيضا الشاعر والمفكر المغربي علال الفاسي :

كل صعب على الشباب يهون /// هكذا همة الرجال تكون

  1. الاستعانة بالموارد الإضافية والدعم المتاح فهو استراتيجية مهمة لتحسين المستوى الدراسي وتحقيق التفوق الدراسي. فيجب على الطلاب الحرص والسعي للاستفادة من هذه الموارد المتوفرة مثل المكتبات، والمواقع الإلكترونية التربوية الموثوقة، والمدرسين المجتهدين، والأقران النجباء، والمرشدين الأكاديميين وكل ما من شانه أن يساعدهم على تنزيل الأولويات وتحقيق الأهداف المسطرة للموسم الدراسي الناجح …
  2. وختاما ابتعد أيها الطالب النجيب عن كل ما من شأنه أن يؤثر في تحصيلك وتفوقك ولا تشغل بالك به أكثر من اللازم سواء كانت مشاكل أسرية أو ظروف اجتماعية قاسية أو مشتتات إلكترونية كالهاتف المحمول والتلفاز والحاسوب وشبكة الأنترنيت وغيرها من المشتتات الأخرى وليكن همك وتركيزك وبغيتك تحقيق النجاح المدرسي وبتفوق. وقديما قالوا: فمن عرف ما قصد هان عليه ما وجد.

هذا ما تيسر جمعه نقدمه لكم كباقة حب عطرة في هذا المقال الموجه بالأساس للطالب ثم لأولياء أموره والسادة الأساتذة وكل مهتم بالشأن التربوي، وكل موسم دراسي جديد وأنتم أكثر همة وفاعلية وعزم لتحقيق النجاح والتفوق الدراسي المأمول …

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M