أحاديث منتشرة في فضل الأضحية لم تثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام
هوية بريس – د. حميد العقرة
السبت 19 شتنبر 2015
مما يؤسف له أن كثيرا من الخطباء والوعاظ في هذه الأيام المباركة عند ذكر الأضحية وفضلها لا يكلفون أنفسهم البحث للاستدلال بالثابت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، ولا عذر لهم في ذلك لأن وسائل معرفة ذلك أصبحت جد ميسرة؛
وإن واجهته قال: ما دام في الفضائل فلا يضر، لكن نقول له على رأي من يعمل بالضعيف في الفضائل فقد اشترط أهل العلم شروطا ومنها:
– ألا يشتد ضعفه
– وأن تبين ضعفه وهذا مما فقد، فتجده يستدل بالموضوع وإن ذكر الضعيف ذكره بصيغة الجزم ولا يبين ضعفه، فليحذر المسلم من أن يدخل في قوله عليه الصلاة والسلام: “من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار” رواه الشيخان، وهو حديث متواتر، وقوله عليه الصلاة والسلام: “مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ” رواه مسلم في مقدمة صحيحه.
قال النووي رحمه الله في “شرح مسلم” (1/71):
“يحرم رواية الحديث الموضوع على من عرف كونه موضوعا، أو غلب على ظنه وضعه. فمن روى حديثا علم أو ظن وضعه ولم يبين حال روايته ووضعه فهو داخل في هذا الوعيد، مندرج في جملة الكاذبين على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويدل عليه أيضا الحديث السابق: (من حدث عنى بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين) اهـ.
لكن ينبغي أن يعلم أن من أعظم فضائل الأضحية أنها قربة إلى الله تعالى مع الاقتداء بسيد الخلق عليه الصلاة والسلام وكفى بهذا فضلا.
ودونك بعض الأحاديث المشتهرة والمنتشرة حول فضل الأضحية لم تثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام:
الحديث الأول: “ما عمل ابن آدم يوم النحر عملا أحب إلى الله عز وجل من إهراق الدم وإنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها وأن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض فطيبوا بها نفسا” حديث ضعيف انظر سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني حديث (رقم:526).
الحديث الثاني: “يا رسول الله صلى الله علي وسلم ما هذه الأضاحي قال سنة أبيكم إبراهيم قالوا فما لنا فيها يا رسول الله قال بكل شعرة حسنة قالوا فالصوف يا رسول الله قال بكل شعرة من الصوف حسنة” حديث موضوع.
سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني حديث (رقم:527).
الحديث الثالث: “يا فاطمة قومي إلى أضحيتك فاشهديها فإن لك بكل قطرة تقطر من دمها أن يغفر لك ما سلف من ذنوبك قالت يا رسول الله ألنا خاصة آل البيت أو لنا وللمسلمين قال بل لنا وللمسلمين” حديث منكر.
كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني حديث (رقم:528).
الحديث الرابع: “عظموا ضحاياكم فإنها على الصراط مطاياكم” حديث ضعيف جدا.
انظر كتاب الشذرة في الأحاديث المشتهرة لابن طولون (1/96)، وكتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني (1/173)، وكتاب كشف الخفاء للعجلوني حديث (رقم:1794).
الحديث الخامس: “من ضحى طيبة بها نفسه محتسبا لأضحيته كانت له حجابا من النار” موضوع.
سلسة الأحاديث الضعيفة للألباني حديث (رقم:529).
الحديث السادس: “إن الله يعتق بكل عضو من الضحية عضوا من المضحي” حديث لا أصل له.
انظر كتاب تلخيص الحبير للحافظ ابن حجر (4/252)، وكتاب خلاصة البدر المنير لابن الملقن (2/386).
الحديث السابع: “يا أيها الناس ضحوا واحتسبوا بدمائها فإن الدم وإن وقع في الأرض فإنه يقع في حرز الله” حديث موضوع .
سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني حديث (رقم:530).
الحديث الثامن: “ما أنفقت الورق في شيء أفضل من نحيرة في يوم العيد” حديث ضعيف جدا.
سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني حديث (رقم:524).
الحديث التاسع: “ما عمل ابن آدم في هذا اليوم أفضل من دم يهراق إلا أن يكون رحما مقطوعة توصل” حديث ضعيف.
سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني حديث (رقم:525).
كتبه نصيحة لنفسه وإخوانه د. حميد العقرة.