العلم والسياسة
عبد العلي الودغيري
هوية بريس – السبت 03 أكتوبر 2015
حين قرأ أحدهم هذه الكلمات التي كتبتها عن الجنرال الإيراني “صرَّح جنرال كبيرٌ في إيران قائلاً: هناك ألفا صاروخ جاهز لضرب السعودية. قلتُ: وهل عند إيران صاروخٌ واحدٌ جاهز لضرب إسرائيل؟”.
نصحني بالابتعاد عن قذارة السياسة بدعوى أنني رجل علم وأدب. وكأن مجال السياسة يجب أن يُترك للغَوغائيين والجَهَلة لا دخَل للمثقفين والعلماء والمفكرين فيه.
مع أن سبب تدنّي الوضع السياسي في العالَم العربي والإسلامي، بل سبب خراب الأمة وضياعها، هو ابتعادُ المثقفين والعلماء ورجال الفكر ونُكوصهم وتقوقعهم في أبراجهم العاجية، وتخلّيهم عن القيام بواجبهم وحقهم في القيادة والنُّصح والريادة، أو ممالأتُهم لرجال السياسة وخضوعهم لسلطتهم والاكتفاء بالسير في ركابهم والتطبيل والتزمير لهم.
لقد أصبح الأمر معكوسا منكوساً: عوض دعوة المثقفين ليكونوا في مقدمة الصفوف لقيادة الأمة وتنويرها وتوعيتها ونصحها، أصبح يُطلَب منهم الرجوع إلى الصفوف الأخيرة والتفرُّج على الواقع والأحداث دون التدخل فيها ولو برأي أو فكرة أو تعليق.
أقول لمثل هذا الأخ: إن السياسة قد انحطَّت وأخلاقُ السياسيين فسدت وصارت إلى الحضيض حتى وصلنا إلى المهازل التي وصلنا إليها اليوم، كلُّ ذلك بسبب سُكوت العلماء والمفكرين وصمتهم وخنوعهم وابتعادهم، حتى أصبحوا كأنهم جزءٌ من المؤامرة على الأمة وعبئاً عليها.
ما فائدةُ العلم إذا لم يكن في خدمة قضايا الأمة الكبرى والصغرى؟
وهل العلمُ هو قال فلان وقال عِلان، بالرواية والعَنعَنة، دون إبداء رأي أو تعليق أو التعبير بالقول والفعل عن كل مخالفة، والتصدي لتصحيح الخطأ أو فضح المؤامرات والمغالطات والدسائس والمساومات…؟؟
هَزلت والله..