وفد عن أحزاب اليسار المغربية يبدأ زيارة إلى السويد
هوية بريس – متابعة
الإثنين 05 أكتوبر 2015
بدأ وفد يمثل أحزاب اليسار المغربية اليوم الاثنين زيارة عمل للسويد سيعقد خلالها اجتماعات مع مسؤولين سياسيين وبرلمانيين وفاعلين من المجتمع المدني بخصوص تطورات موقف ستوكهولم إزاء الوحدة الترابية للمملكة.
ويضم الوفد الذي تقوده الأمينة العامة لحزب اليسار الاشتراكي الموحد، نبيلة منيب، كلا من محمد بن عبد القادر عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ورشيدة الطاهري عن حزب التقدم والاشتراكية ومصطفى بوعزيز عن حزب اليسار الاشتراكي الموحد.
وستشكل مستجدات الموقف السويدي بخصوص قضية الصحراء والتطور الذي يعرفه هذا النزاع الإقليمي وتداعياته الجيوستراتيجية وكذا مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب كحل في إطار ورش واسع للإصلاحات الديمقراطية المتقدمة محور المباحثات التي سيجريها الوفد المغربي.
وقد أجمعت الحكومة والأحزاب السياسية وكافة مكونات المجتمع المغربي على الإدانة الشديدة للتطورات الخطيرة في موقف ستوكهولم حيال قضية الصحراء، مؤكدة اللجوء إلى كافة وسائل الضغط المتاحة لإفشال أي محاولة للاعتراف بالكيان الوهمي.
موقف السويد بشأن قضية الصحراء ينم عن “عداء وفهم غير حقيقي” لقضية الوحدة الترابية
قال المدير العام لمركز أطلس للأبحاث والدراسات الاستراتيجية للتنمية ببني ملال، عبد الصماد ملاوي
إن موقف السويد بشأن قضية الصحراء المغربية ينم عن “عداء وفهم غير حقيقي” لقضية الوحدة الترابية للمملكة وللمسلسل الديمقراطي والحداثي الذي يعرفه المغرب في شتى المجالات.
وأوضح السيد ملاوي، أن الإصلاحات والأوراش الكبيرة التي باشرها المغرب تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أضحت تقلق بعض التيارات السياسية السويدية التي تسبح ضد تيار الديمقراطية وتتعامل بمنطق المصلحة الخاصة وخدمة الأطروحة الانفصالية.
وبعد أن اعتبر أن هذه الاستفزازات هي مجرد محاولات لطمس جهود المغرب في الدفاع عن قضيته الوطنية العادلة ومساره الحداثي، أكد السيد ملاوي أن مسألة الوحدة الترابية للمغرب هي من القضايا التي يؤمن بها كل مواطن مغربي، ويعتبرها جزءا من العقيدة المغربية التي لا يمكن التنازل عنها باعتبارها إحدى الثوابت التي توحد مجموع المغاربة.
وأضاف السيد ملاوي، الذي يشغل أستاذا جامعيا بجامعة مولاي سليمان ببني ملال، أن الجبهة الداخلية الموحدة للمغاربة تعتبر ضمان الاستقرار والتقدم الذي ينشده المغرب ومعه دول الجوار وكذلك الدول التي تربطه بها علاقات متوازنة كالاتحاد الأوروبي، مبرزا أن هذه العلاقات يتجاوز حجمها بكثير هذه الأزمة المفاجئة مع السويد.
وتابع أن مجموعة من الدول، وخاصة الأوروبية، المهتمة بالتنمية المتبادلة مع المغرب، تعمل على تحقيق ذلك في العديد من المجالات، من خلال شراكات متعددة، وبالتالي فإن أي خطوة غير محسوبة كالتي نهجتها السويد يمكنها أن تؤثر، بشكل واضح، على كل الجهود، وأن نتائجها ستكون سلبية على المنطقة بشكل عام، خصوصا وأن المغرب انخرط في مجموعة من البرامج التي تهم المنطقة ومنها مكافحة كل أشكال الإرهاب.
وشدد السيد ملاوي أنه لا يمكن القبول بكون الجهود الدولية ومعها جهود المملكة المغربية التي تصب في حل مشكل خلفه الاستعمار بالمنطقة، أن تكون في اتجاه يدعمه المجتمع الدولي واتجاه آخر شاذ وغير منطقي تتبناه دولة بعيدة جغرافيا وثقافيا عن المغرب كالسويد حيث لا تعرف خصوصية المنطقة والثوابت التاريخية الموثقة.
وأكد، من جهة أخرى، أن مجال البحث العلمي، كواحد من مجالات التعاون بين المغرب والسويد عبر البرامج الدولية، سيتأثر لا محالة بتبعات هذه الأزمة، على اعتبار أن الباحث المغربي، خصوصا المتواجد بالدول الغربية، يعي جيدا مستوى ما يتعرض له المغرب من عدوان على وحدته الترابية ومدى أي تدخل خارجي في المغرب ومدى انعكاسه على هذا القطاع.
وبعد أن استنكر التوجه “غير المتعقل” للسويد، دعا السيد ملاوي إلى تحلي هذا البلد بالحكمة ومراجعة مواقفه إزاء قضية الصحراء المغربية وتكريس مبادئ العدل والسلام في القضايا الدولية.
يذكر أن ما يسمى بنزاع الصحراء هو نزاع مفروض على المغرب من قبل الجزائر، التي تمول وتحتضن فوق أراضيها بتندوف الحركة الانفصالية (البوليساريو).
وتطالب (البوليساريو)، وهي حركة انفصالية تدعمها السلطة الجزائرية، بخلق دويلة وهمية في منطقة المغرب العربي. وهو مطلب يعيق كل جهود المجتمع الدولي في تحقيق اندماج اقتصادي وأمني إقليمي.