ما هكذا يا أحبتي يا أهل السنة تورد الإبل
د. رشيد بنكيران
هوية بريس – السبت 10 أكتوبر 2015
يكثر في مواقع التواصل الاجتماعي نقل أخطاء شنيعة للشيعة، فينهال معظم من وقفت على مشاركتهم من أهل السنة بسبهم بأقبح النعوت، وهذا لا يليق في ميزان الشرع ، فليس الهدف من ذكر أخطاء الشيعة وما عليه من منكر أن نشبعهم سبا ولعنا وهجرا من القول، وإنما الهدف بل أهداف من وراء ذلك:
– إقامة الحجة الرسالية على الناس التي تحملها السني بحق بعد نبيهم عليه الصلاة والسلام؛
– تنبيه المغرر بهم من الشيعة العوام؛
– تحذير عموم أهل السنة من بدعتهم حتى لا يغتروا بهم؛
– الدفاع عن الدين الصحيح وصونه من التحريف، وغيرها من المصالح المرعية المعتبرة.
وأهل السنة بحق قد عرفوا قديما بأنهم أعلم بالحق وأرحم بالخلق كما جاء عن السلف الصالح.
أما السباب فلا نجني منه شيئا يذكر إلا إيغال صدور الشيعة والرد علينا بالمثل أو أكثر ، وقد نهانا الله عن سب الجهال أو سب معبوداتهم سدا لذريعة إهانة الحق من جهتهم أو سبه، وذلك في قوله تعالى: (لا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون) الآية.
نعم، قد يأذن الشرع الحكيم ببعض منه ولكن بمقدار وفي مواطن قليلة جدا ليس هذا موضع بسطها إنما هو خلاف الأصل والقياس، أما الأصل فهو المجادلة الآخر -أيا كان هذا الآخر- بالحكمة والموعظة الحسنة والرفق، وقد صح عن نبي المرحمة أنه قال: “ما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا كان الفحش في شيء قط إلا شانه“.
وصح عنه أيضا كما جاء في الصحيحين “مهلا يا عائشة، فإن الله يحب الرفق في الأمر كله” وقد أخرجه البخاري في أبواب عدة، منها: باب “كيف يرد على أهل الذمة”، وباب “الدعاء على المشركين”، وباب “إذا عرض الذمي وغيره بسب النبي”.
وفي هذه الأحوال كلها فإن الإمام البخاري -وهو ممن بلغ درجة الاجتهاد المطلق وكفى به إماما قدوة- يستحضر موضوع الرفق في الرد عليهم وفي معاملة المخالف الذي صدر منه ما هو شين في حق الشرع.
وإني لأخشى على إخوتي من أهل السنة من إثم ما يصدر منهم بسبب هذا السب والشتم الذي هو خلاف منهاج السنة النبوية التي يتمسكون بها.
وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد والتمكين على أعداء الله.