الخطة الخمسينية الإيرانية وتجلياتها في المملكة المغربية
هوية بريس – إبراهيم الصغير
الثلاثاء 03 نونبر 2015
«سنعمل على تصدير ثورتنا -التشيع- إلى مختلف أنحاء العالم».
كلمات منذ قذف بها الخميني في روع آيات إيران، وهي بمثابة الأساس المتين للمشروع الصفوي الفارسي التوسعي.
المشروع الذي تكشفت أوراقه بعد تسريب الخطة الخمسينية الإيرانية، التي تهدف إلى تشييع أهل السنة في الداخل والخارج، وتحويلهم إلى أدوات تسهر على تنفيذ الأجندة الإيرانية بتلك الدول وفق برامج محبوكة بدقة وموضوعة بعناية.
برامج ظهرت نتائجها وتجلياتها في دول الجوار التي وضعت على رأس تلك المخططات، كالعراق مثلا.
فما الخطة الخمسينية؟
وما تجلياتها وإسقاطاتها في المغرب؟
الخطة الخمسينية:
الخطة الخمسينية هي رسالة سرية وجهها مجلس شورى الثورة الثقافية الإيرانية إلى المحافظين في الولايات الإيرانية، تبين تصور آيات إيران والخطط التي وضعوها لتصدير الثورة.
وقد نشرتها رابطة أهل السنة في إيران -مكتب لندن- بعدما ترجمها الدكتور عبد الرحيم البلوشي من الفارسية إلى اللغة العربية.
وتتكون هذه الخطة من خمس مراحل، عمر كل واحدة منها عشر سنوات، أحيطت كلها بعناية فائقة دراسة وتخطيطا، وتنفيذا وتطبيقا، لأجل الاختراق الناعم كبديل عن أسلوب المواجهة.
جاء في مقدمتها: «… وقد قامت الآن بفضل الله وتضحية الإمام الباسلة دولة الإثني عشرية في إيران بعد قرون عديدة، ولذلك فنحن -وبناء على إرشادات الزعماء الشيعة المبجلين- نحمل واجبا خطيرا وثقيلا وهو تصدير الثورة، وعلينا أن نعترف أن حكومتنا فضلا عن مهمتها في حفظ استقلال البلاد وحقوق الشعب، فهي حكومة مذهبية، ويجب أن نجعل تصدير الثورة من الأولويات…».
لما جعلت الدولة الإيرانية تصدير الثورة (التشيع) أولى الأولويات، سخرت له كافة الإمكانيات والمتطلبات، لتأتي النتائج سريعا بتوسع نفوذ التشيع في كثير من الدول المستهدفة.
فآيات إيران الذين استطاعوا تحويل إيران من دولة سنية إلى راعية للتشيع مصدرة له، فتحت شهيتهم، ولم تعد دول الجوار التي استهدفوها كافية لإشباع أطماعهم الاستعمارية، مما دفعهم إلى التقدم أكثر في تنفيذ مخططاتهم بمحاولة التوسع في البلدان البعيدة، كدول شمال إفريقيا مثلا.
هذه الدول التي ظلت متمسكة بسنيتها زمنا طويلا، بدأت تشهد بعض تجليات تلك الخطة الخمسينية التي تسربت إليها في حين غفلة من أهلها.
وإن ما نعيشه اليوم في المغرب من بروز خلايا شيعية بدأت تخرج للعلن، لمن تلك المخططات التي تستهدف هذه الدول.
فما تجليات هذه الخطة في المغرب؟
لقد ساهمت الوحدة الدينية للمغاربة في التصدي لجميع الأفكار والإيديولوجيات الوافدة بما في ذلك التشيع الذي فشل في جميع محاولاته الاختراقية السابقة، مما دفع هؤلاء الغزاة إلى إعادة ترتيب أوراقهم وتغيير حساباتهم.
حسابات استغلت المتغيرات الدولية والمستجدات الدستورية بالمغرب، لترجمة بنود تلك الخطة وتطبيقها في أرض الواقع، بترجمة جهود سنوات من العمل السري إلى تكتلات وخلايا شيعية بدأت تخرج للعلن.
كهيئة شيعة طنجة ومتشيعي الخط الرسالي، الذين لا يتجاوز عددهم مجتمعين (8000)، حسب التقرير الأخير لوزارة الخارجية الأمريكية، والذي جاء فيه أن المغاربة سنيون بنسبة 99 في المائة.
فهؤلاء المتشيعين على قلة عددهم يسعون بكل الوسائل المتاحة إلى تنفيذ ما استطاعوا إليه سبيلا من تلك المخططات، والتي نذكر منها:
– أصل الاختراق: تحسين علاقة إيران بالدول المستهدفة:
تقول الوثيقة السرية: «…وفي حال وجود علاقات قوية ثقافية وسياسية واقتصادية بيننا وبينهم فسوف يهاجر بلا ريب عدد من الإيرانيين إلى هذه الدول، ويمكننا من خلالهم إرسال عدد من العملاء كمهاجرين ظاهرا ويكونون في الحقيقة من العاملين في النظام، وسوف تحدد وظائفهم حين الخدمة والإرسال».
فهذا ما تسعى إليه إيران دائما من خلال دعوتها وحرصها على عودة العلاقات بينها وبين المملكة المغربية، وتوطيد أواصر هذه العلاقة حتى يتسنى لها تنفيذ هذا البند.
هذا وقد أشار تقرير الخارجية الأمريكية إلى أن أغلب الشيعة المغاربة أجانب ينحدرون من لبنان وسوريا والعراق.
إشارة إذا أضفناها إلى العلاقة التي تربط متزعمي هؤلاء المتشيعين بالخارج، والزيارات المتكررة لهم لتلك البلدان، فإنها تطرح العديد من التساؤلات حول الحقيقة المبتغاة من إرسالهم حسب سياق الوثيقة.
أهداف وأساليب الاختراق:
تقول الوثيقة في إحدى فقراتها، عن حال تلك الدول قبل استهدافها: «… بل لم يكن لنا في أي دولة موظفون فضلا عن وزير أو وكيل أوحاكم».
فهؤلاء هم الأصناف الذين تعول عليهم الدولة الإيرانية في السهر على تنفيذ أجندتها، فما إن تطأ أقدام هؤلاء العملاء تلك البلاد حتى يبحثوا لهم عن وظائف مؤثرة في النسيج الاجتماعي لتلك الدول، ففي المغرب مثلا أصبح من هؤلاء المتشيعين أساتذة ودكاترة بالجامعات، وبعدها يعملوا على اختراق المجال السياسي، وهذا أيضا حصل بتغلغل هؤلاء الشيعة في بعض الأحزاب المغربية، في تجل واضح للرهان الأول وطموح للثاني…
وقد دفعتهم لشراء الأراضي، والبيوت وتوفيرها لأبناء مذهبهم، وحثتهم على كسب ود أصحاب رؤوس الأموال والموظفين الإداريين الذين يتمتعون بنفوذ في الدوائر الحكومية حسب ذات الوثيقة.
طرق التحرك:
ترسم هذه الخطة لعملائها طرق التحرك والتغلغل داخل المجتمعات المستهدفة، وفق ما يلي:
«يجب حث الشيعة (العملاء) على احترام القانون وطاعة منفذي القانون وموظفي الدولة، والحصول على تراخيص رسمية للاحتفالات المذهبية -وبكل تواضع- وبناء المساجد والحسينيات، لأن هذه التراخيص الرسمية سوف تطرح مستقبلا على اعتبار أنها وثائق رسمية».
وكلها شعارات يلوح بها شيعة الخط الرسالي بالمغرب، الذي حصل على ترخيص من محكمة تجارية بفاس لإنشاء مؤسسة للدراسات والنشر، سيكون وثيقة رسمية لصالحه في المستقبل حسب هذه الوثيقة.
وتضيف الرسالة: «ولإيجاد الأعمال الحرة يجب أن نفكر في الأماكن ذات الكثافة السكانية العالية لنجعلها موضع المناقشة في المواقع الحساسة، ويجب على الأفراد في هاتين المرحلتين أن يسعوا للحصول على جنسية البلاد التي يقيمون فيها باستغلال الأصدقاء وتقديم الهدايا الثمينة، وعليهم أن يرغبوا الشباب بالعمل في الوظائف الحكومية والانخراط خاصة في السلك العسكري».
خلق الفتنة بين العلماء والحكام:
من بين المساعي التي جاءت بها هذه الرسالة السرية خلق فتنة بين العلماء السنة وحكامهم.
تقول الوثيقة: «وفي النصف الثاني من هذه الخطة العشرية يجب -بطريقة سرية وغير مباشرة- استثارة علماء السنة والوهابية ضد الفساد الاجتماعي والأعمال المخالفة للإسلام الموجودة بكثرة في تلك البلاد، وذلك عبر توزيع منشورات انتقادية باسم بعض السلطات الدينية والشخصيات المذهبية من البلاد الأخرى،…وفي النهاية إما أن يلقوا القبض على تلك القيادات الدينية أو الشخصيات المذهبية، أو أنهم سيكذبون كل ما نشر بأسمائهم… وهذه الأعمال ستكون سببا في سوء ظن الحكام بجميع المتدينين في بلادهم… وفضلا عن هذا سينمو الحقد والنفرة بين العلماء والحكام في تلك البلاد…».
خطوة نابعة من وعي إيراني بالدور الفعال الذي تلعبه مؤسسة العلماء في الاستقرار السياسي في البلدان السنية، مما جعلها تفكر في التنفير منهم مقابل تعظيم عملائها المتزيين بزي العلماء المتقين على أفكارهم التي لا يبدون منها إلا ما يخدم مصالحهم وأجندتهم في محاولة لتلميع صورة التشيع وأنه لا خطر منه على هؤلاء الحكام، حتى ينالوا رضاهم.
وقد رتبت لذلك عند بلبلة تلك البلاد بظهور هؤلاء المتشيعين أبطالا ومنقذين لتلك البلاد وحكامها، حتى يتم تقريبهم منهم، ليقومون بالوشاية بالمخلصين من المقربين من الحكام واتهامهم بالخيانة ليتم استبعادهم وتغيرهم بالعناصر الشيعة التي أظهرت ولاء وطاعة زائفة لهم.
وبالاستعانة بأصدقائهم من أصحاب رؤوس الأموال لخلق أزمات اقتصادية خانقة تكون الظروف قد تهيأت لتصدير الثورة.
هذه محاولة لتجلية بعض مظاهر المخططات الصفوية التي تستهدف بلدنا، أثيرها بينكم، تنبيها لخطرها وتحذيرا من شرها.
و مرت الايام و ها نحن نرى ان حراك الريف فيه شيء من هذه الخطة، حيث سمعت باذني المتعجرف زفزافي يسب سنة الحجاز واصفا اياهم بالوهابية العفنة الارهابية…
هذا الزفزافي الذي خدع فيه جموع من الناس و لن يسمعوا صوت الحق بأن الرجل حاقد على الاسلام لانه قد بلغت القلوب الحناجر و زاغت الابصار فلا يسمعون الا الكلام الحماسي الثوري …
بل ان قنوات شيعية واكبت هذا الحراك و حاولت جاهدة تهويل الاحداث..
الغرب درس عقلية الشعوب العربية الامازيغية و صرف اطنان من الاموال على ابحاثه و جواسيسه لرسم خارطة ذهنية للمجتمعات.
اغلب الناس عاطفيون و العاطفة تحجب العقل و التدبر، مثلا عدة منفلتين من اهل السنة لا يعرفون خلفية زفزافي و يتمنون ان يكون هو و امثاله بديلا لماذا ؟ فقط لانه يتكلم بآهاتهم اما معتقده فلا يهم هذا هو بديلهم شخص متعصب للقبيلة كاره لدين الله و لو اتقى..