عندما تتظاهر المومسات عن حقهن في العمل!!
هوية بريس – إبراهيم الوزاني
الأحد 27 أكتوبر 2013م
تظاهر في باريس أمس السبت نحو 300 مومس، منهن من وضعن قناعا أبيض ومنهن من وضعنه أحمرا، لأجل الاحتجاج على مشروع قانون تقدم به الحزب الاشتراكي يجرم زبائن الدعارة، بحسب ما أفاد مراسل وكالة “فرانس برس”.
ورفعت المتظاهرات لافتات كتب عليها “تجريم الزبائن=قتل المومسات”، كما رددن شعارات نددت بوزيرة حقوق المرأة نجاة بلقاسم التي تؤيد تجريم الدعارة.
وبحسب المشاركين في التظاهرة فإن مشروع القانون هذا يرمي إلى “تهميش بعض الفئات الاجتماعية، والأشخاص الذين اختاروا هذا النوع من العمل، وهؤلاء لن يكونوا ضحايا للاستغلال بل ضحايا لهذا القانون” في حال إقراره.
ووزعت منشورات جاء فيها “إن إلغاء الدعارة هو إلغاء لوجود المومسات، وأن هذا القانون الذي يجرم الزبائن سيضع حياة المومسات وسلامتهن على المحك”.
وكان نواب الحزب الاشتراكي الفرنسي تقدموا في الرابع عشر من أكتوبر بمشروع قانون يفرض غرامة على كل من يمارس الدعارة مع مومس.
ومن المقرر أن يجري التصويت عليه آخر الشهر المقبل.
وتخوفت منظمات غير حكومية من أن يؤدي مشروع القانون في حال إقراره إلى تعزيز الدعارة السرية مع ما يرافقها من مخاطر.
هذا حال انهيار القيم عند الغرب العلماني، فعندما صار جسد المرأة سلعة يتاجر بها بارونات تجارة الرقيق الأبيض، وقنن ذلك باسم شرعية الأغلبية، صار أمرا مفروضا بقوة القانون ولا يمكن إلغاؤه إلا بالقانون.. بل وصارت ضحايا هذه التجارة ينافحن عن حقهن في البقاء سلعة مستهلكة من قبل طالبي اللذة العابرة.
إن انتكاسة القيم في الغرب، والاحتكام إلى المادة والمصلحة دون مراعاة لدين، لن تكون نتيجته إلا هذا الاضطراب القيمي والمجتمعي!!
فبعدما صوتت الأغلبية قديما بتقنين الدعارة، ها هي قلة تقترح مشروع قانون لأجل أن ينال رضا أغلبية جديدة لإلغاء ما قرره أساتذتهم في السياسة والاجتماع، فأي سفه وأي اضطراب هذا يمكن أن يسمح عقل إنسان واع بأن يسلك سبيله؟!!
هذه رسالة للمنخدعين بالحريات الفردية المتسيبة التي مؤداها ونتيجتها أن نصل لنفس الحال والمآل..