شعارات المعاداة لأمريكا تختفي من شوارع إيران
هوية بريس – متابعة
الثلاثاء 29 أكتوبر 2013م
لن نسير خلف الموجة الإعلامية المروجة لفكرة عودة العلاقات الإيرانية الأمريكية، بعد انقطاعها لعدة عقود، وذلك لإيماننا بأنه لم يكن ثمة خلاف بين كلا الجانبين (إيران وأمريكا)، وأن العلاقات كانت ممتدة بينهما، وإن لم يكن لها مظهر خارجي صريح، حسب ما أفاد به مركز التأصيل والدراسات والبحوث.
فلقد تطلبت المصلحة إخفاء هذه العلاقة، ولعل ما نراه من توافق أمريكي/إيراني هذه الأيام من أصدق الأدلة على حميمية تلك العلاقة.
فقد تعاون الإيرانيون مع الأمريكان من قبل في مواقف عدة، منها الحرب على العراق ومن قبل الحرب على أفغانستان، حيث ساهم الإيرانيون بنصيب الأسد في هاتين الحربين.
فعلى يدهم دخلت القوات الغربية للعراق وأفغانستان، ومن ثم حصل الشيعة الإيرانيون على مكافئة هذه الخيانة بتمكينهم من العراق، لتتحول إلى إمارة إيرانية، يفعل بها الإيرانيون ما يشاؤون.
فالتعاون الحربي بين إيران وأمريكا تاريخه قديم، بدأ بفضيحة “إيران جيت” التي دوَّت في سماوات العالم، حيث كُشف للعالم أجمع أن ادِّعاء العداء الإيراني/الأميركي، إدِّعاء باطلاً، بدليل بيع الأمريكان أسلحة للجانب الإيراني، والأمر نفسه يصدق على التعاون الاقتصادي والصناعي والسياحي…الخ.
لكن الجديد في طبيعة العلاقة الأمريكية الإيرانية هذه الأيام، هو ما رأيناه من تقارب ظاهري عبر سلسلة من الإجراءات والتي كان من آخرها، إعطاء أوامر من قبل السلطات الإيرانية بإزالة كافة اللوحات المنتشرة في شوارع العاصمة طهران، والتي تحمل شعارات “معادية للولايات المتحدة”.
فقد نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إيرنا” عن أيازي- الناطق باسم بلدية طهران– قوله: “إن البلدية تقوم بإزالة الشعارات التي كانت تنتشر في شوارع المدينة”.
وأضاف أيازي أن الخطوة تأتي بعدما قامت وزارة الثقافة بنشر تلك الشعارات “دون الحصول على موافقة المجلس الثقافي في البلدية” على حد تعبيره.
وقد جاء هذا الإجراء بعد سلسلة من الإجراءات المناقضة للموقف السياسي العام للدولة الإيرانية من الغرب سيما أمريكا وإسرائيل، فرأينا ساسة إيرانيين كبار يدعون الشعب الإيراني لنبذ شعار (الموت لأمريكا)، و(الموت لإسرائيل)، بدعوى أن هذه الشعارات تخالف الأخلاق الإسلامية.
ثم رأينا تفاهمات غير معلنة بشأن الثورة السورية والملف النووي الإيراني وما يحدث في البحرين والعراق إلى غير ذلك من الملفات الملتهبة في الساحة العربية والإسلامية، والتي تدخل في إطار دائرة المصالح الإيرانية.
إن خروج التقارب الإيراني/الأمريكي من حالته الكامنة غير المرئية إلى العلن تطور خطير، يشير إلى إمكانية تطور هذه العلاقة، لتتحول إلى علاقة تحالف كالتي نراها مع إسرائيل، ما يؤكد على أن العلاقة الأمريكية/العربية، و(الخليجية) على وجه الخصوص قد صارت على المحك.
فبقدر تقارب أمريكا من إيران، بقدر ما سنجد بعداً وصداً من الجانب العربي(الخليجي)، والموقف السعودي الأخير من مجلس الأمن دليل واضح على صدق هذه الرؤية، وأن الأيام المقبلة تخفي العديد من المفاجئات، فيما يخص العلاقة مع أمريكا.