د. محمد موسى الشريف يكتب: والله لا يحاكم مرسي
هوية بريس – محمد موسى الشريف
الأربعاء 30 أكتوبر 2013م
أعلن في مصر أن سيادة الرئيس الشرعي لمصر الأخ الدكتور محمد مرسي سيحاكم في مصر بعد بضعة أيام، وهذا من الأنباء العجيبة والأخبار الغريبة، وذلك لأمور، منها:
1- كيف يحاكم رئيس وهو مازال في رئاسته إذ لم يستقل ولم يكمل مدته؟
2- المعروف أن الحاكم يحاكم لجريمة اقترفتها يداه، أو لخيانة سولتها له نفسه، أو لحد وجب عليه، أو لقصاص يستوفى منه، أو لخيانة لشعبه، أو لسرقة أموال الدولة، أو لموالاة أعداء بلاده، أو لأمانة ضيعها، أو لعهد نكث به عمدا، فهل كان الأخ الرئيس سيادة الدكتور محمد مرسي كذلك؟ وهل عرف عنه يوما شيء من ذلك؟ ما عرف العالم عنه الا حرصه على دينه، وحدبه على شعبه، وقيامه على شؤون الدولة، وحفاظه على قضايا المسلمين على قصر المدة التي قضاها في الحكم، أحسبه كذلك والله حسيبه، ولا أزكي على الله تعالى أحدا، فعلام سيحاكمه الانقلابيون؟
3- هل يمكن للطالح أن يحاكم الصالح؟
لقد عرفنا من أحوال الانقلابيين إلى الآن أنهم لا يرجون لله وقارا، وأن الإسلام ليس عندهم في المحل الأرفع الأجل الأعظم، وأنهم يضيقون على أهل الإسلام بكل وسيلة، وأنهم يقدمون أهل الفساد ويؤخرون أهل الصلاح، وأنهم يسيرون سير أسلافهم الذين خبرناهم طويلا وعرفنا صنيعهم وما جروه على الأمة من ويلات وشرور وهزائم وفساد في كل أوجه الحياة ابتداء من العبد الخاسر ومرورا بالسادات وانتهاء بمبارك، فكم لدغنا من هؤلاء؟ وكم رأينا من مخازيهم، فهل نأمنهم اليوم على محاكمة رئيس شهدت الدنيا بصلاحه ونزاهته وحبه لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه واله وسلم وللمؤمنين؟ ما هذه الأوضاع المقلوبة في مصر يا عباد الله؟
4- ثم هل نأمن نزاهة القضاة ومن المعلوم أن كثيرا منهم ظهر فساده، ولاح حقده على الشرفاء الأطهار؟
5- ثم هل سيحكم على سيادة الرئيس الشرعي الأخ الدكتور محمد مرسي بكتاب الله تعالى وبسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وبما فهمه منهما فقهاء الملة الأثبات أو أنه سيحاكم بقانونين وضعية فاسدة لم يأذن الله تعالى وجل وعز بها ولم ينزل بها من سلطان؟ فكم أسست من مظالم؟ وكم رفعت من وضيع؟ وكم خفضت من عظيم؟
6- وهل يحاكم رئيس على مال لم يقبض منه راتبا طوال سنة من حكمه؟ أو هل سيحاكم على مقاليد بلد جهد في رفعته؟ أو سيحاكم على (حكومة) ذات 34 وزيرا لم يعين منها سوى 7 من أعضاء حزبه؟ أو هل سيحاكم على 28 منصبا للمحافظين عين منهم الربع من حزبه فقط؟
يا شرفاء مصر إياكم أن تسلموا رئيسكم فتعصوا ربكم وتستجلبوا غضبه فهو لا يزال رئيسكم الشرعي والواجب عليكم نصرته والذب عنه، والسمع والطاعة له.
هل ستسلمون رأس البلد، ووتد الخيمة، وعمود الدولة؟
هل ستسلمون كبير القوم، وعظيم المصر، ومقدم الناس؟
هل ستسلمون من كان حريصا على عودة مصر لإسلامها وسيادتها ورفعتها، وما ينبغي أن تكون عليه من موقع قيادي بين أمم الأرض؟
هل ستسلمون أعظم رئيس حكم مصر بعد عمرو بن العاص رضي الله عنه وصلاح الدين الأيوبي رحمه الله تعالى؟
هل سينقل عنكم التاريخ يا شرفاء مصر أنكم فرطتم فيمن كان عليكم حريصا؟
هل سينقل عنكم التاريخ أنكم أسلمتم من كان عليكم شفيقا؟
هل سينقل عنكم التاريخ أنكم خذلتم من كان لنصرتكم عاملا؟
هل ستسلمون عنوان ضميركم ورمز عزتكم الذي تواطأت ضده الأمم؟
هل ستقرون بتسليمه أعين اليهودية الصهيونية والصليبية العالمية وسائر أعداء الملة الإسلامية؟
هل ستسلمون رئيسا ترضى على الصحابة والخلفاء الأربعة بالاسم والترتيب في معقل الرافضة في محفل رسمي، وهو حدث لم يحدث في إيران -حسب علمي- منذ حكم الشاه عباس الصفوي إلى الآن؟
يا معشر شرفاء المصريين -وما أكثركم- هل ستسلمون مرسي وتضيعون أعظم مشروع إسلامي في هذا القرن؟
يا شرفاء المصريين فليكن شعاركم والله لا يحاكم مرسي، كما قال سعد بن الربيع رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم: والله لا تكسر ثنية الربيع فبر الله تعالى بقسم سعد ولم تكسر ثنية الربيع رضي الله تعالى عنها.
اللهم ارحم عبدك محمد مرسي، ولا تسلمه لأعدائه، ولا تشمت به عدوا ولا حاسدا يا أرحم الراحمين.