منطقة دماج اليمنية تعيش أيامها تحت قصف الحوثيين
هوية بريس – متابعة
السبت 02 نونبر 2013م
ستظل (دماج) رمزاً للكفاح اليمني والصمود في وجه البغاة، وعلامة سوداء على دموية وبشاعة المنطق الشيعي على اختلاف مناهجه وتنوع مذاهبه وأتباعه، فرغم أن الحوثيين من الطائفة الزيدية -والتي هي أقرب إلى أهل السنة من الشيعة الاثني عشرية- إلا أن عداوتهم لأهل السنة لا تقل عن عداوة الشيعة الاثني عشرية.
وقد اتهم عدد من فقهاء الزيدية (منهم مؤسسون لحركة الشباب المؤمن) الحوثيين بالخروج عن المدرسة الزيدية والاقتراب من الاثنى عشرية وأنهم من الجارودية، حيث اتهمهم محمد بن عبد العظيم الحوثي بأنهم مارقون وملاحدة وليسوا من الزيدية في شيء، وحكم عليهم بالردة والخروج عن مذهب آل البيت.
وما يفعله الحوثيون هذه الأيام، وما فعلوه أمس و(يوم الأربعاء) يدل بما يدع مجالاً للشك على انحراف هذه الجماعة التي باتت لا ترى لها عدواً إلا أهل السنة من اليمنيين وغيرهم، سيراً على خطى الدولة الإيرانية، التي تشجع جرائمهم وتدعمهم بالمال والسلاح.
فقد قصفت مجموعة مسلحة من المتمردين الحوثيين الأربعاء مسجدًا في منطقة دماج بجنوب غرب مدينة صعدة اليمنية، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص وإصابة 20 آخرين.
وأمس كثفوا قصفهم وحاولوا التوغل في المنطقة، ولكن مقاومة أهل دماج صدتهم عن ذلك، كما قصفوا المسجد وقت صلاة الجمعة بعدد من قذائف الهاون والدبابة ومضادات الطيران والرشاشات.
وقال فارس الوائلي -المنتمي إلى قبيلة وائلة التي تقاتل إلى جانب السلفيين في دماج-: “إن الحوثيين استهدفوا المسجد بـ”قصف مدفعي بالدبابات والقذائف الصاروخية”.
وفي بيان لمركز دار الحديث بدماج على صفحة المركز الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، ذكر المركز أن يوم الأربعاء “كان يوما كارثياً شديداً، حيث وضع الحوثيون معدات معسكرات تضرب المنطقة بداية من طلقات الرشاشات الخفيفة حتى القذائف الصاروخية، وقد أتوا إلى دماج بكل وحشية وعنف لاقتحام المنطقة واحتلالها، كبقية المناطق التي احتلوها في بقية محافظة صعدة -قاتلهم الله- وكل هذه القوة المستخدمة وما يأتي لها من دعم تحت مرأى ومسمع الحكومة اليمنية”.
وبيَّن البيان أن الحوثيين قد نصبوا: “راجمات الصواريخ، وضربوا بأكثر من ثمانية صواريخ على المنطقة، ونصبوا أربع دبابات وعدد من المدافع الميدانية، وكذلك مضادات الطيران والسيارات المدرعة، كالهمر والحميضات، وكذلك الرشاشات المتوسطة، وكذلك قذائف “الآر بي جي” كلها تطلق نارها على أبناء منطقة دماج، ومن جميع الاتجاهات وبدون أي رحمة..”.
وأكد البيان أن الحوثيين قد قاموا بـ: “ضرب المسجد الكبير بعدد من قذائف المضادات والهمر، مما أدى إلى احتراق بعض الأماكن فيه، وكذلك تم استهداف مسجد المزرعة بقذيفة دبابة وقت صلاة الظهر والناس يصلون، مما أدى إلى استشهاد وجرح العشرات منهم أطفال وكبار السن..”.
ثم ذكرت الصفحة في تدوينة لها أن “دار الحديث وما حولها تتعرض لقصف مدفعي شديد من قبل البغاة الروافض الحوثيين”
وأن: “الاشتباكات تتجدد بين الحين والآخر بين الإخوة طلاب دار الحديث وأهالي دماج، وبين الروافض البغاة المعتدين في منطقة المسادير”، حسب ما ذكر موقع “مركز التأصيل للدراسات والبحوث”.
وفي بيان نشر على الصفحة فجر اليوم السبت جاء فيه: “وقد رأينا يوم أمس في الموقع الرسمي للحكومة “سبأ نت” بأن الرئيس وجه لجنة مع كتيبتين لوقف إطلاق النار والسيطرة على الوضع فإذا بنا نرى القذائف تتساقط علينا سواء كانت هاونات أو مدفعية أو الدبابة وليس هناك مبالاة من قبل الرافضة الحوثيين لتوجيهات أي شخص ما لم يكن من أسيادهم في إيران أو أمريكا قاتل الله الجميع”.
وذكر البيان يوضح ما جرى أمس الجمعة: “هذا وقد كان يوم أمس يوم مثل سابقه في اليومين الأولين الأربعاء والخميس، فقد بدأ الرافضة الحوثيون بالهجوم على منطقة دماج من الجهة الشمالية والشمالية الغربية للمنطقة الساعة الثامنة صباحا، وبدأت المدفعية والدبابات والرشاشات بجميع أشكالها بالضرب الشديد على المنطقة وخاصة المنازل الآمن سكانها تحت جبل البراقة، فتم إحراق الحطب لمزيد من المعاناة والشدة على أهل المنطقة، وتم الزحف على المنازل تحت البراقة وعلى منطقة آل مناع في كبيدة، ولكن وقف لهم أهل السنة كالجبال الرواسي لم يبالوا بترساناتهم الضخمة من الأسلحة المتطورة ولا بجحافلهم الهاجمة والتي كانت تلبس ملابس الجيش اليمنى لإيهام الناس بأنهم الدولة وحاشا الدولة أن تفعل هذا، ولكن مكر الرافضة معروف على مر الأزمان، وأيضا قاموا بالضرب بالصواريخ على المنازل الآمن أهلها من طلاب العلم وسلم الله الناس من شرها.
واستمرت المعارك إلى بعد صلاة الجمعة ثم بدأ الرافضة بالانكسار والانسحاب قاتلهم الله وأهلكهم الله ولما بدأت خطبة الجمعة في المسجد بدأوا بالضرب على المسجد فلا حرمة عندهم لمسجد ولا لدين قاتلهم الله واستهدفوا المسجد بعدد من قذائف الهاون والدبابة ومضادات الطيران والرشاشات وتم إحراق أحد سكنات الطلاب والله المستعان”.
كما أكد البيان أنهم جددوا القصف بعد صلاة الجمعة إلى العصر، ثم بعد صلاة العصر إلى صلاة المغرب؛ كل ذلك ولم يفلحوا في تكسير مقاومة وصد عدوانهم من طرف ساكنة دماج المرابطون..
ويبقى السؤال أين الحكومة اليمنية من كل هذه الدماء؟
بل أين الدول الإسلامية والقادة والعلماء؟
وأين المنتظم الدولي الذي يسارع لمنع قطرة دم غربي أن تراق ويفديه بالغالي والنفيس؟
نسأل الله أن ينجي أهل دماج، وأن يهلك أعداءهم من الحوثيين ومن يعاونهم..