حركة scoop الجنسية
عبد الخالق بدري
هوية بريس – الجمعة 01 نونبر 2013م
سكوب مراكش، سكوب أكادير، سكوب سلا، سكوب الرباط، سكوب سطات.. موسطاشات الرباط، موسطاشات أكادير.. وغيرها؛ من عناوين صفحات على المواقع الاجتماعية المنتشرة بكثرة وبطريقة منظمة، ما تلبث صفحة منهم أن تطلق دفعة من الصور الحميمية والفيديوهات، حتى تنطلق صفحات بمدن أخرى، وبشراهة غريبة على شباب وتلاميذ وطلبة حاملي لقيم المجتمع المغربي والممتلئين بقيم “العار” والحشومة” و”العيب” و”السترة”..
هذه الصفحات التي تخترق المجال الخصوصي للتلاميذ والطلبة والنساء والرجال المنتمين لشريحة معينة، والتي حيرت حتى الأجهزة الأمنية المختصة بتحليل الصورة “الرقمية”، والتي تجاوز عددها المئات والعشرات على شبكة الانترنت.. تظهر أنها حركة أطلقت حملة مسعورة وسط التلاميذ والطلبة، وزادت من سعار التهييج الجنسي وحرية اختراق الخصوصية والحميمة.
الموقع الذي نناقش به يجعلنا نعتبر المقاربة الأمنية لتتبع هاته الصفحات ومفجريها مسألة التعامل مع معطى وواقع، يمكن الوصول إليهم أو ستصعب المسألة، للتعقيد الرقمي الذي تعرفه شبكة الانترنت، والآليات المتاحة للحماية الرقمية لمفجري تلك الصور والفيديوهات، مما يجعلنا نتساءل عن نوافذ التهييج الجنسي المتاحة، ومروجيها، والداعين للتطبيع معها، في محاولة لجر أثمن مرحلة لأغلى جيل يمتلكه البلد لهاوية الإباحية الجنسية والشره المتوحش.. والانغماس في لذة ممتعة فاجرة لن تكون لها سوى نتائج سلبية بطبيعة الحال على منظومة الأسرة، التي يشكل الفرد جزء من بنائها العام.
المجتمع الرقمي، يؤذن لنا بقنبلة انبعثت شرارتها منذ مدة، وتجلت لنا آثارها في وسط المراهقين بشكل مباشر أو غير مباشر، وزادت وتيرة الداعين لقيم تصدم المراهقين والتلاميذ والطلبة وتخلق لهم أسئلة وإشكالات قيمية، وجب التماهي معها ومسايرتها وتوجيهها، خصوصا في المؤسسات التعليمية، كي لا يخلق لنا جيلا مشوها قيميا، ذلك أن المعركة القيمية محتدة، وأي تساهل في التعاطي معها يضيع لنا فرص الإنقاذ وإعادة المياه لمجاريها..
إن حركة سكوب ماهي إلا نتاج شرارة القنبلة الإباحية المنتظرة، التي ستمهد لنسق قيمي يخترق أفقا سلبيا لدى الشباب المتعطش لإرواء نهمه الروحي والعقلي.
الإباحية ليست حلا
“الإباحية ليست حلا” ليس عنوان كتاب رجل دين مسيحي أو مسلم أو يهودي، وليس عنوان فقيه يسرد نصوصا دينية لتحريم وتجريم “الإباحية”، بل هو عنوان كتاب عالمة النفس الأمريكية الدكتورة “ميريام جروسمان” الصادر عن “إصدارات الجديدة”، ترجمة وائل الهلاوي الطبعة الأولى 2011، “في سبيل الإيديولوجيا: الإباحية ليست حلا، أجيال في خطر”.
الدعوة إلى قراءة الكتاب ليست نابعة من حبنا لحجج وأدلة غربية ولثقافة “غربية تتصارع مع منتجاتها كما قال محمد عابد الجابري في تحليله للتحولات الغربية والتقنية منها بالخصوص”، ولكن لتقديم نص نُحاجج به أولئك الذين يرفضون إقحام النص الديني في نقاش أخلاقي معياري، وهو نص تتجلى فيه الثقافة الغربية وكيف تتصارع مع منتجاتها السلبية، ومن هذا المنطلق جاءت الدعاية للكتاب القيم، الذي أتمنى من المراهقين وتلاميذ الثانويات وطلاب الجامعات أن يفككوه عبر ورشات ومحاضرات، ففيه خلاصة تجربة عملية لعالمة أرهقها التفكير لصالح أطفال أمتها وشبابها، الذين تراهم يتللون بالعذاب والألم الشديد بسبب “الإيديولوجية الاجتماعية الراديكالية.. وهي تتسرب إلى الفصول التعليمية وإلى المراكز الاستشارية” وجنت على جيل في عمر الزهور من طلبتها، متأثرة بفرض الإيديولوجية الإباحية في المقررات وفي مسالك الجامعات والثانويات.
الكتاب “صرخة غضب” عن “سبب تدفق هذا القدر من الشباب الذكي والناجح في واحدة من أفضل جامعاتنا على مكاتب الاخصائيين النفسيين والأطباء النفسيين والاخصائيين الاجتماعيين؟ هم يبحثون عن الراحة والسلوان، يبحثون عن الراحة من نوبات البكاء التي تدهمهم، وليالي الأرق والقلق، وأفكار الموت التي تلاحقهم”.
رابط الكتاب: