من كان عاقلا فلا يلتفت إلى الشيعة (ج5)
الياس الهاني
هوية بريس – الأحد 10 نونبر 2013م
أما العصمة فلا توجد آية قطعية في كتاب الله تدل على عصمة الأئمة، و لم يقل أحد إن معشر السلفية والوهابية معصومون وإلا فاذكر لي نصا واحدا لسلفي أو وهابي يقرر زعمك وادعاءك.
افتراء على الأنبياء:
قال في افتراء كاذب: “..أن موسى عليه السلام لطم (صكه) ملك الموت فرجع إلى ربه…”
کيف تصححون مثل هذا؟ ثم تلومون الغربیین إذا کتبوا عن نبینا صلى الله عليه وسلم، وصحبه الكرام ما یندی له الجبین، ومن کتبكم خرجت الأفاعي والعقارب وأنتم لا تعلمون؟ نعم، قد یكون في کتبنا مثل ما عندكم، لكننا لا نصححه ولا نقبله حجة في عقیدة ولا في عمل!”.
أقول: يستنكر الشيعة مثل هذه الأحاديث الصحيحة ويقولون: “إن هذا لا يليق بنبي أن يغضب فيبطش بطش الجبارين، ولكن القرآن يثبت لموسى أنه لطم رجلا فقتله ثم قال: )هذا من عمل الشيطان( فهل يحكي القرآن خرافة لا تليق بالأنبياء؟؟
فالله عز وجل لم يبعث ملك الموت لموسى وهو يريد قبض روحه حينئذ وإنما بعثه إليه اختيارا وإنما لطم موسى ملك الموت لأنه رأى آدميا دخل داره بغير إذنه ولم يعلم أنه ملك الموت، وقد جاءت الملائكة إلى إبراهيم وإلى لوط في صورة آدميين فلم يعرفهم ابتداء، ولو عرفهم إبراهيم لما قدم لهم المأكول، ولو عرفهم لوط لما خاف عليهم من قومه. (الفتح).
وثبت بالكتاب والسنة أن الملائكة يتمثلون في صور الرجال، وقد يراهم كذلك بعض الأنبياء فيظنهم من بني آدم كما في قصتهم مع إبراهيم ومع لوط عليهما السلام -انظر سورة هود الآيات 69 80- وقال في مريم عليها السلام:) فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا(.
و قولك:“قد يكون في كتبنا مثل ما عندكم لكننا لا نصححه ولا نقبله حجة في عقيدة ولا في عمل”!! فبعيد عن الصحة، فقد ورد في كتبكم مثل هذه الرواية كما في كتاب “لألئ الأخبار” للتويسركاني (ص:91)، والأنوار النعمانية (4\205)، وقولك: «ولكننا لا نصححه» فأرجو من فضيلته إيراد ذلك بل هناك من أكده وقرره واستدل به، كالكاشاني على: «أن الطباع البشرية مجبولة على كراهة الموت مطبوعة عن النفور منه وقصة آدم عليه السلام مع طول عمره وإمداد أيام حياته مع داود مشهورة وكذلك حكاية موسى عليه السلام مع ملك الموت»؛ المحجة البيضاء (4\209).
أما وصمك كتب أهل السنة بمصدر للأفاعي والعقارب، فهذه دعوة مني لفتح كتب أهل السنة من جهة وكتب الشيعة من جهة أخرى لإنسان عاقل وإن لم يكن مسلما لترى الحقيقة جليا، ولا بأس أن نورد بعض ذلك العار الذي تطفح به كتب القوم مع تصحيحهم ودفاعهم عن ذلك بكل الوسائل والسبل:
– القول بتحريف القرآن وتصحيح الأحاديث الواردة في ذلك!!!!
– القول بتكفير الصحابة وأمهات المؤمنين!!!!
– القول بتكفير من لا يؤمن بعقائدهم!!!!
– القول بالزنا المتعة والدفاع عن ذلك!!!!
– تأليه البشر الأئمة والغلو فيهم وإشراكهم مع الله!!!!
– الكذب والدفاع عنه، التقية!!!!
– القول بعدم تمام رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وكمال شريعته قبل موته!!!!
– القول برجعة الأئمة إلى الدنيا بعد موتهم!!!!
– الاحتفال بأعياد المجوس والاعتقاد بمشروعيتها!!!!
– الاعتقاد في تراب وطين قبر الحسين ما ينزه عنه العقل البشري!!!!
فتلك عشرة كاملة على ما القوم به يدينون.
أما قولك أننا نلوم الغربيين على ما يكتبونه عن نبينا صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام البررة فهذه منقبة لهم، وحق لهم ذلك فهم دائما في دفاع وكشف للشبهات عن دينهم بخلاف الشيعة الأكارم فلم أر يوما دفاعا عن نبيهم مما يطرح في كتابات الغربيين، فأهل السنة هم من يقوم بواجب ذلك فجزاهم الله خيرا.
الوصية:
يقول محمد الصغير الحسني: “في أماكن کثیرة ذکرت الوصیة في القرآن وفي الحدیث الشریف وأبو بكر أوصی بالخلافة إلی عمر. وعمر أوصی إلی أحد الستة (وهو عثمان بن عفان کما في فتح الباري)، ثم أنت نفسك یا جناب الشیخ ذکرت في کلمة مسجلة أن مؤسسة إمارة المؤمنین في المغرب، مهمة وعامل أساسي للاستقرار.
إذن کلكم -السلف والخلف- فهمتهم أهمیة الاستقرار والخلافة إلا رسول الله، فهو لم یفهم منها شيئا وترك الأمة لتسیر من فلتة إلى فتنة!!”.
أقول: من عقيدة الشيعة أن الإمامة كالنبوة فهي لا تكون إلا بالنص من الله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أو لسان الإمام المنصوب بالنص إذا أراد أن ينص على الإمام من بعده وحكمها في ذلك حكم النبوة بلا فرق، فليس للناس أن يتحكموا فيمن يعينه الله هاديا ومرشدا لعامة البشر، كما ليس لهم حق تعيينه أو ترشيحه أو انتخابه، لأن الشخص الذي له من نفسه القدسية استعداد لتحمل أعباء الإمامة العامة وهداية البشر قاطبة يجب ألا يعرف إلا بتعريف الله تعالى ولا يعين إلا بتعيينه، ويعتقدون كذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على خليفته والإمام في البرية من بعده فعين ابن عمه علي بن أبي طالب أميرا للمؤمنين وأمينا للوحي، وإماما للخلق في عدة مواطن، ونصبه وأخذ البيعة له بإمرة المؤمنين يوم غدير خم، كما أنه صلى الله عليه وسلم بين أن الأئمة من بعده اثنا عشر نص عليهم جميعا بأسمائهم ثم نص المتقدم منهم على من بعده!!!!!
وقولك إن الوصية ذكرت في القرآن والحديث فنعم، ولكن ليس بالمفهوم والطريقة الشيعية، فها هو القرآن افتحه من أوله إلى آخره لن تجد مثل عقيدة الشيعة في الإمامة والوصية والنص.
وخلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه كانت بالنص الخفي وليست بالصريح لإشارات نبوية إلى استخلافه من ذلك:
– إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه: “مروا أبا بكر يصلي بالناس”، البخاري.
– أتت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم فأمرها أن ترجع إليه، قالت: أرأيت إن جئت ولم أجدك -كأنها تقول الموت- قال صلى الله عليه وسلم: “إن لم تجديني فأتي أبا بكر”، البخاري.
– قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه: “ادعي لي أبا بكر وأخاك حتى أكتب كتابا، فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل، أنا أولى، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر”، مسلم.
وأما استغرابك عن وصية أبي بكر لعمر وتفويضه أمر الخلافة له، فلما علم الصديق رضي الله عنه من فضل عمر رضي الله عنه ونصيحته وقوته على ما يقلده وما كان يعينه عليه في أيامه من المعونة التامة ولم يكن يسعه في ذات الله ونصيحته لعباد الله أن يعدل هذا الأمر إلى غيره، ولما كان يعلم من أمر شأن الصحابة رضي الله عنهم أنهم يعرفون منه ما عرفه ولا يشكل عليهم شيء من أمره فوض إليه ذلك فرضي المسلمون له ذلك وسلموه، ولو خالطهم في أمره ارتياب أو شبهة لأنكروه ولم يتابعوه، كاتباعهم أبا بكر رضي الله عنه فيما فرض الله عليه الاجتماع، وإن إمامته وخلافته ثبتت على الوجه الذي ثبت للصديق وإنما كان كالدليل لهم على الأفضل والأكمل فتبعوه على ذلك مستسلمين له راضين به.
ولما طعن عمر رضي الله عنه وأرضاه جعل الخلافة في ستة نفر هم عثمان بن عفان، علي بن ابي طالب، طلحة بن عبيد الله، الزبير بن العوام، عبد الرحمن بن عوف، سعد بن أبي وقاص، وقصة الشورى رواها البخاري في صحيحه -فلم لا تستدل وتستشهد بها كما فعلت في الباقي- حتى نعلم أن التاريخ لا يضيع، فهذا الإمام البخاري روى لنا أعظم قضيتين كثر حولهما الجدل، فعندما نقول إننا لابد أن تثبت فالحمد لله نستطيع أن نتثبت ونستطيع أن نجد روايات صحيحة لأمثال هذه الأمور لا كما فعلت أنت إذ قلت إنه تم انتقاء الخليفة الثالث من فتح الباري ولم تذكر لنا سند هذه الرواية ولا درجتها من الصحة أو الضعف-ويا ليتك فعلت- ولا توجد رواية صحيحة تقول إن عمر أسند الأمر من بعده لعثمان رضي الله عنهم أجمعين.
أما قولك إن الشيخ صرح بأن: “إمارة المؤمنين في المغرب مهمة وعامل أساسي للاستقرار”.
أقول: لابد للناس من حاكم وإن كان ظالما ولا يدع أمر الناس فوضى بدون قائم، ومؤسسة إمارة المؤمنين ليست عيبا في حد ذاتها وإلا فقد عرف المسلمون هذه المؤسسة منذ قرون وما زالوا يتوارثونها بدون اعتراض، ولكن المشكلة والأساس هو من يتولى هذه المؤسسة، وهنا نقول لمن أحسن قد أحسنت، ولمن أساء قد أسأت، ولمن تجبر تجبرت،… هذا وقد عرف الشيعة أنفسهم مثل هذه الأنظمة مع ما شابها -أكثر من أهل السنة بكثير- من ظلم بين وتجبر وتحريف للإسلام متعمد، فهذه الدولة العبيدية الشيعية والدولة البويهية والدولة الصفوية الشيعية فهل كان فيها الحكم يتم بشورى الخلفاء أم بولاية العهد والتوارث.
وقولك: “إذن كلكم -السلف والخلف- فهمتم أهمية الاستقرار والخلافة إلا رسول الله فهو لم يفهم منها شيئا وترك…”.
أقول: أعوذ بالله من هذا الكلام ومن يستطيع أن يتفوه بمثله إلا كافر مجرم أو جاهل خبيث.
الرسول صلى الله عليه وسلم أرشد أمته إلى كل ما تحتاجه في أمور دينها ودنياها إلى قيام الساعة -لا كما يقول الشيعة إنه لم يكمل تبليغ الرسالة فكملها الأئمة من بعده- ومنها شؤون الحكم والسياسة، فقد أخبر أمته ما سيحدث بعده في شؤون الحكم فبشر بالخلافة على منهاج النبوة وأرشد إلى كيفية التعامل مع الأنظمة المخالفة لمنهجه وطريقة أصحابه، ومن ذلك الأنظمة العربية الموجودة اليوم على الساحة بهذه الصورة.