جرائم مهولة.. الأسباب والتداعيات؛ الحسيمة نموذجا
الياس الهاني
هوية بريس – الجمعة 15 نونبر 2013م
تطفح الجرائد اليومية بكم هائل من جرائم الاغتصاب، والانتحار، والفساد، والقتل ،.. وبمجرد نظرة خاطفة إلى المواقع الإخبارية، أو الصحف الورقية،.. تنبئ عن حجم الكارثة والهول الذي يعيشه المجتمع المغربي؛ جراء فلسفات، وقيم وافدة،.. كان المغرب إلى عهد قريب بمنأى عنها؛ فما نشاهده من تقريب للدعر، ونشر للفساد، والدعوة إليه، وانتشار للمخدرات بشكل واسع، وفتح محلات تجارية لأنواع الخمور وتقريبها للساكنة كما في مدينة سلا،.. ما هي إلا أسباب ساهمت بشكل أساسي في الظاهرة..
فقد جاء في موقع الحرة أن:“ المغاربة يستهلكون الخمر أكثر من الحليب”. هذه نتيجة كشفها تقرير جديد حول نسبة إنتاج واستهلاك الكحول في العالم العربي.
وحسب التقرير الذي أصدرته وكالة رويترز للأنباء هذا الأسبوع، فالمغاربة يستهلكون في العام الواحد ما مجموعه 131 مليون لترا تشمل 400 مليون قنينة جعة و38 مليون قنينة خمر، ومليون ونصف مليون قنينة ويسكي، ومليون قنينة فودكا، و140 ألف قنينة شامبانيا.
وكشف التقرير أيضا أن المغرب أكبر مصدّر للخمور في العالم العربي، حيث يخصص أكثر من 37 ألف فدان لزراعة العنب أو الكروم لإنتاج النبيذ، في بلد يوفر فيه الطقس المعتدل والمناطق المرتفعة ظروفا مثالية لنمو الأنواع الجيدة من العنب..
لهذه الأسباب وغيرها تكاد معظم الأسر المغربية تجمع على أن الأمر أصبح مخيفا إذا استمر الحال على هذا الوضع، خصوصا وأن الداء استشرى في مناطق كانت قبلة للأمن والآمنين كمدينة الحسيمة مثلا؛ فما أقدم عليه الشاب الذي كان يشتغل بطنجة.. عند علمه بنبأ بيع أمه لقطعة أرضية كانت تملكها بمدينة الحسيمة.. من وضع حد لحياة أمه وأخته.. وذلك بتوجيه مجموعة من الطعنات بواسطة سكين من الحجم الكبير إلى أنحاء متفرقة من الجسم.. لتكون النهاية موت الأم وابنتها والعقوبة والسجن للابن المجرم..
جريمة أخرى لأسباب مجهولة لقي فيها شاب مصرعه.. بعد تعرضه لطعنات من طرف أحد الأشخاص بواسطة آلة حادة.. انطلقت بخلاف نشب بين شخصين تحول من لفظي إلى جسدي تبادل خلاله الطرفان اللكمات.. ليطور بشكل فجائي إلى جريمة قتل بشعة.. واعتقال شاب لم يبلغ سن الرشد بعد..
ولم ينته مسلسل الجرائم إلى هذا فقط.. بل تجاوز ذلك إلى إقدام شاب على الانتحار.. وذلك بواسطة شرب كمية كبيرة من الماء الحارق (القاطع) ليلفظ آخر أنفاسه جراء المفعول الخطير لما شربه..
كل هذه الجرائم وغيرها لم تكن أحداثها في الدار البيضاء ولا في طنجة، وإنما في الحسيمة التي ما عرفت قط هذه المصائب إلا في ظل التعلمن، والتفسخ، والاستهتار بالقيم الجميلة التي كان يتمتع بها أهل الحسيمة نتيجة ما يدفع إليه الشعب المغربي بقوة للسير في ركب الغرب الذي أزكمت جرائمه أنوف العالم..
لنصل بعد ذلك إلى تداعيات خطيرة ومقلقة من؛ الإيمان بالمادة المطلقة، والاستهتار بالدين، والعادات، والتهوين من الدماء، والأنانية المطلقة، والسرقة التي لا تعرف حدودا، ومعتقلات تعج بالمجرمين، وأسر مكلومة بفقد الأبناء، وأخرى ينظر إليها بعين الريبة،.. لذا كان حري بكافة أبناء المجتمع بأطيافه أن يتداركوا الأمر ويفعلوا البرامج والقانون في حق كل من تجاوز حدوده.