جمعية اليسر بإمنتانوت تنظم حملة لمكافحة العمى رفقة مؤسسات أجنبية ووطنية
هوية بريس – جواد أمزون (إمنتانوت)
الخميس 21 نونبر 2013م
واصلت جمعية اليسر للتنمية والتضامن والعمل الاجتماعي بمدينة إمنتانوت وضع بصماتها الخيرية باستضافتها حملة طبية لمكافحة العمى لفائدة سكان المنطقة في الفترة الممتدة بين 11-17 نونبر 2013م، تتكون من مؤسسة البصر الخيرية العالمية من السعودية ومؤسسة نور دبي الإماراتية وبإشراف من جمعية رعاية بالدار البيضاء وبتنسيق مع وزارة الصحة المغربية والسلطات المحلية.
وقد انطلقت فعاليات هذه الحملة الطبية المباركة على الساعة الثامنة صباحا من يومه الاثنين 07 محرم 1435 هـ الموافق لـ11 نونبر 2013م، علما أن المواطنين حلوا بالمركز الصحي للمدينة في ساعات مبكرة قصد تسجيل أسمائهم. وقد عرفت الحملة إقبالا مكثفا ساعد على تنظيمه تسخير طاقم كبير قصد السهر على مرور عمليات الفحص بيسر وسهولة.
وقد حج الناس إلى هذه الحملة المباركة رجالا ونساء كبارا وصغارا من وسط المدينة ومن القرى والبوادي، كل يأمل أن يستفيد من الفحص قصد إجراء عملية للعين تعيد إليه نور بصره الذي طاله النقصان أو الزوال.
وقامت الحملة الطبية بفحص ما يناهز (4600) من المصابين بمختلف أمراض العيون وتقديم العلاج بالأدوية لـ(2000) مريض، وإجراء (535) عملية جراحية لحالات مرضية كانت تعاني من العمى وضعف البصر القابلة للعلاج الجراحي مثل المياه البيضاء. كما استفاد أزيد من 1000 شخص من النظارات.
كما شهدت الحملة الوقوف على حالات نادرة وعجيبة تدمع لها الأعين وتهتز لها الأفئدة ومنها:
– حالة الطفل عبد العزيز القادم من أزيلال ذي 10 سنوات الذي قذف الله النور في عينيه بعد أن أجرى عمليتين ناجحتين ليعيش حياته كباقي أقرانه.. وهو الآن في قمة الفرح والانبساط بعد أن رأى النور لأول مرة منذ ولادته..
– حالة السيدة التي جاءت من مدينة مراكش لتتجدد عليها نعمة البصر بعدما فقدته لمدة خمس سنوات، فقد أجرت عمليتين ناجحتين ليكتمل النور وتسترجع بصرها كاملا غير منقوص بفضل الله وحده.
قالت كلمة عجيبة وهي تشير إلى عكازها : “دخلت وهو يحملني وها أنا أخرج وأنا أحمله”، وقالت لي: “جئت مع مرافق وكنت أصطدم بكل شيء، وأما الآن فأرى كل شيء، وها أنا أعود لمراكش وحدي دون أن أحتاج إلى رفيق ولا مرشد..”.
– حالة (السعدية) التي تجاوزت الـ20 سنة من منطقة امزوضة، لا ترى بعينيها منذ ولادتها، كانت خائفة جدا مما جعلها تحاول الفرار من الطاقم الطبي، ولكن بعد إقناعها أجريت لها عملية في إحدى عينيها، فكانت المفاجأة أن أبصرت النور ورأت بها ما حولها في موقف عجيب ومؤثر شهده جمع من الحاضرين منهم أختها التي لم تصدق ما يحدث، خصوصا أنهما يتيمتا الأب والأم.
فسبحان الله الذي بنعمته تتم الصالحات.. في مثل هذه المواقف يعجز اللسان عن الوصف، غير أن القلب تغمره نشوة الإيمان بقدرة الله سبحانه وعظيم فضله وكرمه على عباده، فالحمد لله أولا وآخرا، ظاهرا وباطنا.
هذا وقد تشرفت الحملة الطبية المباركة بزيارة السيد عامل صاحب الجلالة بإقليم شيشاوة لها، حيث اطلع على مراحل الفحص والعمليات الجراحية وعمليات التنظيم المتميزة لطاقم جمعية اليسر، وقد أعجب السيد العامل بما أنجز ونوه بكل أعضاء هذه الحملة الناجحة بكل المقاييس.
ومرت الحملة الطبية في جو من الحزم والجد والعمل المتواصل لمدة سبعة أيام كاملة، كما عرفت اهتماما إعلاميا محليا وإقليما ووطنيا ودوليا، من خلال تغطية القناة الأولى المغربية وقناة دبي وسما دبي وكذلك مجموعة من المنابر الإعلامية والمواقع الإكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.
وفي اليوم الأخير من الحملة عرفت حفلا لتكريم أعضاء الحملة الطبية من مؤسسة البصر وكذلك تبادل شواهد الشكر والتقدير بين جمعية اليسر والمؤسسات المنظمة والمجلس البلدي.
وختاما نتقدم بجزيل الشكر والامتنان للطاقم الطبي من مؤسسة البصر الخيرية العالمية على مجهوداتهم الجبارة وخدماتهم المتميزة وتفانيهم الذي لا مثيل له في العمل وجهدهم المبارك، كما نتقدم بالشكر لمؤسسة نور دبي التي تكفلت بالحملة التي تعتبر الأولى لها في المملكة المغربية، ولا ننسى تقديم عبارات التقدير والاحترام للسلطات الإقليمية والمحلية المتمثلة في شخص السيد عامل صاحب الجلالة على الإقليم وكذلك السيد باشا إمنتانوت والمجلس البلدي للمدينة ولوزارة الصحة التي وضعت المركز الصحي للمدينة في يد جمعية اليسر لتحوله فضاء لإجراء الحملة الطبية.
ولا تفوتني الفرصة لأنوه بجهود وخدمات جمعية اليسر المباركة بكل أعضائها ومكوناتها الذين أسهموا بشكل كبير في التنظيم وإنجاح هذه الحملة الطبية وهذا النشاط التطوعي التنموي، والذين أبانوا بالفعل عن حسهم ووعيهم العميق بقيم الأخوة والمواطنة، التي تتجلى بالدرجة الأولى في تقديم الدعم والمساندة لأبناء المنطقة التي يجب علينا جميعا أن نسهم في بنائها والرقي بها إلى الأمام حفاظا على أمنها واستقرارها، كما أحييها على نجاح هذه التجربة الفريدة من نوعها التي أسأل الله الكريم أن تشكل دفعة جديدة في مشوارها المرصع بأعمال الخير والنماء وتكون حافزا لمزيد من العمل والعطاء؛ والله الموفق..