الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يستنكر قرار السلطات الأنغولية بحظر الإسلام
هوية بريس – فاطمة سليماني
الثلاثاء 26 نونبر 2013م
استنكر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قرار السلطات الأنغولية منع المسلمين من ممارسة شعائرهم على أرضهم، ودعا المنظمات الدولية والإقليمية للدفاع عن حقوق الأقلية المسلمة في أنغوليا، وذلك في بيان له أصدره أمس، وهذا نصه:
“الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، وبعد.
فقد تناقلت وسائل إعلام عديدة اليوم 25 نوفمبر 2013 نبأ مفاده أن السلطات الأنغولية قررت حظر الإسلام على أراضيها، ومنع المسلمين من ممارسة شعائرهم الدينية، بحجة أن الحكومة الأنغولية لا ترحب بالمسلمين المتشددين على أراضيها، وكانت السلطات الأنغولية قد هدمت يوم 17 أكتوبر مسجدا في بلدية فيانازانغو في لواندا العاصمة.
والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إذ يستنكر بشدة هذا القرار، الذي يتنافى مع أبسط حقوق الإنسان في الحياة الكريمة، والحرية الدينية، ويتنافى مع مبادئ التسامح والتعايش السلمي، لاسيما في إفريقيا، التي يشكل المسلمون أكثر من نصف سكانها، ويشكل الإسلام وثقافته تراثا مشتركا بين أغلب شعوبها، وبخاصة في هذا الوقت الذي ترتفع فيه الأصوات، وتتكاتف الجهود من أجل عالم يسوده السلام والتسامح والحرية، فإن الاتحاد يؤكد ما يلي:
1- يدعو الاتحاد السلطات الأنغولية إلى العدول عن هذا القرار الظالم، والرجوع إلى العدل والإنصاف مع الأقلية المسلمة المسالمة، وعدم الخلط بين الإسلام والتطرف والإرهاب، وغيرها من الممارسات الشاذة الغربية على عقيدة الإسلام وشريعته وروحه، التي ما فتئ الاتحاد يدينها ويندد بها.
2- يدعو الاتحاد منظمة الأمم المتحدة، وهيئاتها المتخصصة في حقوق الإنسان، وحماية حرية العقيدة والتدين، وحرية الرأي، وحقوق الأقليات الدينية والثقافية، إلى التدخل العاجل لإنصاف الأقلية المسلمة في أنغولا، والدفاع عن حقها في ممارسة شعائرها الدينية.
3- يدعو الاتحاد منظمة التعاون الإسلامي، ومنظمة الاتحاد الإفريقي، وغيرهما من المنظمات الدولية، والإقليمية، والهيئات المهتمة بالحقوق والحريات، والسلام العالمي والتعايش بين الشعوب، أن تتدخل على وجه السرعة لدى الحكومة الأنغولية؛ للعدول عن هذا القرار العنصري المجحف بالأقلية المسلمة الأنغولية، بمنعها من حقوقها في ممارسة عباداتها وشعائرها، والمصادم لكل المواثيق الدولية، والحقوقية، المتعلقة بحقوق الإنسان وحريته. كما يصادم التوجه العالمي نحو السلام، ومنع الصراعات والحروب الداخلية والأهلية، لاسيما على أساس الدين والعرق.
4- يدعو الاتحاد حكام المسلمين في إفريقيا، وفي العالم الإسلامي كله: أن يدافعوا عن إخوانهم المستضعفين من الأقليات الإسلامية، فالمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا.
5- يؤكد الاتحاد تضامنه ووقوفه مع الأقلية المسلمة في أنغولا في مظلمتها، ويدعو قادتها -بصورة خاصة- إلى الصبر والحكمة، والتعامل مع الموقف بعقلانية، بعيدا عن ردات الفعل المتطرفة.
6- يرفض الاتحاد من كل مسلم الدعوة إلى الغلو في الدين، أو الانضمام إلى جماعة إرهابية، وينادي المسلمين عامة إلى ما دعاهم الله إليه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة:208].
أ.د علي القره داغي / أ.د يوسف القرضاوي، الأمين العام رئيس الاتحاد”.