ارتفاع حالات معاداة الإسلام في فرنسا العلمانية
هوية بريس – مركز التأصيل
الجمعة 29 نونبر 2013م
يبدو أن هناك تلازما بين سرعة انتشار الإسلام في العالم الغربي وبين ارتفاع حالة العداء لهذا الدين، فكلما صدر تقرير أو بيان أو خبر عن ازدياد عدد المسلمين في القارة الأوربية، كلما جن جنون الغرب وضاعفوا من وتيرة تضييق الخناق على المسلمين هناك، واللافت أنه كلما فعلوا ذلك ازداد عدد المعتنقين لهذا الدين، وكأن الاضطهاد والتنكيل لا يزيد هذا الدين إلا انتشارا وتوسعا.
فقبل يومين فقط كشف مقطع فيديو مدته 90 ثانية نشر على صحيفة (ديلي ميل) -البريطانية- عن أن الإسلام هو أسرع الديانات انتشارا خلال خمسة آلاف عام الماضية، وأن المسلمين سيزداد عددهم من 1,6 مليار إلى 2,2 مليار مسلم بحلول عام 2030م.
كما أنه منذ عدة أشهر، وتحديدا في منتصف مارس الماضي، صرح وزير الداخلية الفرنسي “مانويل فالس” في بروكسيل، أنه في خلال السنوات القليلة المقبلة سوف يصبح الإسلام الدين الثاني في فرنسا رسميا، ويزيد عدد معتنقيه على ستة ملايين مسلم.
وتتفاوت ردود الأفعال الغربية حيال أمثال هذه التقارير والتصريحات، وإن كانوا جميعا يشتركون في العداء للإسلام والمسلمين، وقد كانت فرنسا الأكثر عداء للإسلام من بين الدول الغربية، فقد سجلت ارتفاعا في الاعتداءات والأعمال العنصرية المعادية للإسلام، خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري 2013م.
وقال المرصد الوطني لمعاداة الإسلام في تقرير له: إن دول الاتحاد الأوروبي مثل إسبانيا وإيطاليا وهولندا تشهد ارتفاعا للعنصرية خلال المدة الأخيرة، ولكن من الدول التي ارتفعت فيها هذه الظاهرة بكثرة (فرنسا)، إذ سجلت الاعتداءات والأعمال العنصرية المعادية للإسلام في فرنسا خلال التسعة أشهر الأولى من سنة 2013 ارتفاعا بنسبة تتجاوز 11% مقارنة مع المدة الزمنية نفسها من السنة الماضية.
وأوضح التقرير أن النساء بالحجاب يشكلن نسبة كبيرة من ضحايا ارتفاع هذه الظاهرة في فرنسا، فمعركة فرنسا مع الحجاب باتت معروفة ومشهورة، رغم ادعائها بأنها بلد الحريات في العالم، وتاريخها حافل بمنع الحجاب ومعاداته، ففي العام 1989/ 1990م منعت فرنسا فتيات مسلمات مغربيات يرتدين الحجاب من دخول مدرستهن الثانوية بدعوى خرقهن قانون العلمانية (اللادينية) الذي لا يسمح بإدخال الرموز الدينية إلى المدرسة العمومية، وأرغمن على ترك الدراسة رغم أنهن مواطنات فرنسيات ولدن في فرنسا ويعشن فيها، لتبقى المعركة قائمة حتى يومنا هذا.
ولم يقتصر عداء فرنسا للإسلام على موضوع الحجاب، بل تعداه إلى استهداف دور العبادة وبعض الفرنسيين المسلمين الذين تبدو عليهم معالم ديانتهم مثل طول اللحية، وفق صحيفة القدس العربي، وقد شهدت هذه السنة اعتداءات على مساجد فرنسية ومنها: المسجد الكبير في باريس الذي كتب متطرفون على جدرانه الأسبوع الماضي شعارات معادية للإسلام.
ويعترف المرصد في تقريره بأنه اعتمد فقط على تقدم مسلمين بشكايات إلى الشرطة والدرك الفرنسي، بينما هناك اعتداءات كثيرة لا يتم الإعلام بها ولا تقديم شكايات بشأنها، ويستخلص أن (الاعتداءات في الواقع هي أكثر بكثير).
ويتزامن ارتفاع الاعتداءات ضد المسلمين في فرنسا وارتفاع مشاعر كره الأجانب وخاصة العرب والمسلمين، حيث تسجل الجبهة الوطنية بزعامة ماري لوبي وهي حزب قومي متطرف يجعل من معاداة الإسلام والأجانب ركيزة أساسية في خطابه ارتفاعا وسط الناخبين الفرنسيين.
وكان الأجدى بالدول الغربية عموما وبفرنسا خصوصا أن تنفذ شيئا من مبادئها التي ترفعها وتتباهى بها، من الحرية والديمقراطية والعدالة، فتترك للمسلمين الحق بممارسة شعائر دينهم والدعوة إليه بحرية تامة، إلا أن الذي يمنعهم من ذلك معرفتهم بما يحملونه من باطل وضلال، وما يحمله الإسلام من الحق والهداية.
فإذا كان الإسلام مع كل ألوان التضييق والاضطهاد ينتشر ويتوسع بهذا الشكل الكبير في الغرب عموما وفي فرنسا خصوصا!! فكيف إذا رفع عنه ذلك التضييق وتوقف عنه الاضطهاد؟!!