الجلباب الإسلامي عند نساء إسبانيا النصرانيات!!
هوية بريس – ذ.طارق الحمودي
الخميس 12 دجنبر 2013م
هذه قصة أخرى من قصص أثر الحضارة الإسلامية بالأندلس في الإسبانيين؛ صحيح أن القوط أخرجوا المسلمين منها بما كسبت أيديهم، ولكنهم لم يخرجوا إلا وقد تركوا وراءهم كنزا تراثيا وأخلاقيا كبيرا استفادت منه إسبانيا؛ وإن كانت ضيعت منه الكثير لجهل بعض روادها والمنافحين عن هويتها زعموا..
هوية دمجت العربي في القوطي في السلتي في البربري قرابة ثمانية قرون.
فعن أي هوية يتحدثون؟
ولم يبق عندهم دم قوطي خالص..!
هذه القصة تحكيها نساء إسبانيا النصرانيات بعد سقوط مملكة الإسلام فيها ونزوح آلاف الفارين بدينهم إلى بلدان الإسلام القريبة والبعيدة..
في قرية من أعمال قادس تسمى (بيخير الحدود) (vejer de la frontera)، وأصلها بالعربية (قرية البشير besher) ثم حرفت. وهي مدينة كانت تحت إمرة المسلمين منذ سنة 711 ميلادي حين فتحها طارق بن زياد بعد انتصارها على الدوق “رودريكو” إلى أن أخذها الإسبان.
كانت النساء ولازلن يحتفظن باللباس العربي الإسلامي المحافظ منذ ذلك الحين؛ محافظات على حياء مفقود اليوم، وشاهدات على قوة تأثر سكان الأندلس القوط بالحضارة والقيم العربية الإسلامية.
لبساهن هذا عبارة عن قميص أسود تحته ثياب بيض بعضها من الحرير، وجلباب يدنينه على رؤوسهن ويغطين به إحدى العينين، فلا تبدي الواحدة منهن إلا عينا واحدة على طريقة عبيدة السلماني، وكذلك كانت عادة نساء الأندلس كما قال أبو حيان الأندلسي في البحر المحيط.
ومن عجائب ذلك أنهن استمررن في لبسه إلى حدود سنة 1960 ميلادي حين منع لأسباب أمنية ثم عاد مرة أخرى ليظهر كما يقولون (في: السبعينيات).
والأعجب منه أن الإسبانيين أنفسهم اعترفوا بنبل هذا اللباس ودلالاته الخلقية وجعلوا للمرأة المحجبة كما يسمونها تمثالا في القرية تمجيدا وتشريفا وتكريما لها.
وعلقت صورها على الجدران وقيل فيها الشعر وضرب بالحياء العربي المغربي المثل فيها.
وتشرف كبار الرسامين برسم لوحات لهن، كما فعل الرسام (فرانسيسكو بييرطو سانطوس Francisco pierto santos) حين رسم صورة خمس نسوة متجلببات سنة 1935 ميلادي حيث وضعت في المتحف الجهوي في قرية (بيخير).