تركي يعذب المعتقلين وهو يقول: “لا يوجد هنا الله، أنا موجود هنا”
هوية بريس – المفكرة
الإثنين 05 غشت 2013م
أصدرت المحكمة الجزائية الثالثة عشر في إسطنبول قرارها النهائي اليوم الاثنين بحق المتهمين في قضية منظمة “أرجنيكون” التي تم الكشف عن مخططاتها الهادفة إلى الإطاحة بالحكومة الشرعية، إلى جانب خطط اغتيالات تطال كبار الشخصيات التي تمثّل طوائف ومذاهب مختلفة في تركيا، مثل رجال دين من أصول أرمنية وعلوية، ورجال أعمال يهود، سعيًا لاختلاق صراع طائفي لتتهيّأ الظروف لإحداث انقلاب عسكري في البلاد.
وممن طالتهم الأحكام في هذه القضية مدير استخبارات الأمن السابق عادل سردار ساجان، والذي قضت المحكمة المذكورة بسجنه 14 عامًا وخمسة أشهر.
وفي تعليقه على هذا الحكم، قال الكاتب التركي إسماعيل ياشا عبر حسابه الشخصي على “تويتر”: “مدير استخبارات الأمن السابق عادل سردار ساجان الذي حكم عليه بالسجن 14 عاما كان يصيح أثناء تعذيبه للمعتقلين: (لا يوجد هنا الله، أنا موجود هنا)”.
وتذكِّر هذه العبارة بكلمة شهيرة نُقلت بشكل متواتر عن مدير السجن الحربي في مصر إبان عهد جمال عبد الناصر، والذي كان يتفنن في تعذيب المعتقلين المشكوك في ولائهم للنظام، خاصة من الإسلاميين، حتى بات مجرد ذكر اسم السجن الحربي وقتها يصيب المصريين بالهلع.
يقول الدكتور يوسف القرضاوي في مذكراته عن حقبة حبسه بالسجن الحربي: “هنا واحد فقط هو الحاكم بأمره، الذي لا يحاسب على ما يقول، ولا يجازى على ما يقترف، بل لا يسأل عما يفعل، فله كل سلطة الإله! إنه (الباشا) قائد السجن حمزة البسيوني، الذي يتحدى القانون، ويتحدى النظام، ويتحدى الدين، ويتحدى كل شيء، حتى الله تعالى في عرشه؛ فقد رد على بعض الإخوة حين قالوا: يا رب، يا رب، قال: هاتوا لي ربكم وأنا أحطه في زنزانة!! لعنه الله وأخزاه، وكلما رأيته تذكرت قول الله تعالى: “كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ” (غافر: 35)”.
ونفس الرواية حكاها الداعية المصري الشهير عبد الحميد كشك في أكثر من موقف.
وقد عوقب البسيوني أيضًا بالسجن، فدخله بعد نكسة 67، ووُضع مع بعض ضحاياه. ومات حمزة البسيونى بعد أن اصطدمت بسيارته سيارة لنقل أسياخ الحديد المخصص للبناء فمزقت ضلوعه ودخل سيخ في رقبته.
وعن حادث مقلته هذا، يقول القرضاوي: “ويأتي رحيل البسيوني الغريب حيث مات في حادثة في الطريق الصحراوي وظل دمه ينزف من عربة الإسعاف حتى بعد نقله داخلها طوال الطريق الصحراوي وحتى المستشفى التي مات فيها لتضع طريقة الموت وسببها حول اسمه وحول ما كان يشاع عنه عشرات الاستفهامات، وكأنها دعوة مظلوم استجاب الله له في سجن مظلم قاس”.
وبالعودة إلى قضية منظمة الأرجنكون السرية، فقد أصدرت محكمة الجزاء الثالثة عشر بإسطنبول اليوم الاثنين قرارها النهائي ضد 275 شخصًا من أعضاء المنظمة، منهم 67 شخصًا معتقلاً على ذمة القضية.
وقد قررت المحكمة خلال تلاوتها للأحكام تبرئة 20 شخصًا من المتهمين على ذمة القضية، في حين أصدرت أحكامًا مشددة بالسجن المؤبد والحبس لفترات طويلة ضد الأعضاء المتبقين.
فقد حكمت المحكمة على “دوغو برينتشاك” رئيس حزب العمال بالسجن لمدة 117 عامًا، وعلى الجنرال المتقاعد “مصطفى دونماز” بالسجن لمدة 49 عامًا، وعلى رئيس الأركان العامة السابق “إيلكر باشبوغ”، والجنرال المتقاعد ومؤسّس الوحدة السرية التابعة لشرطة الدرك المتخصصة في عمليات التصفيات والاغتيالات “ولي كوتشوك”، وعلى الصحفي والكاتب السياسي والرئيس السابق للحزب الجديد “تونجاي أوزكان” بالسجن المؤبد، في حين أصدرت المحكمة على الأعضاء الباقين أحكامًا بالسجن لمدد تتراح بين 30 عامًا وثلاثة أعوام.
كما حكم على الأمين العام الأسبق لمجلس الأمن القومي التركي الجنرال “تونجر كيليج” بالسجن 13 عاما وشهرين.