لماذا لا نجرب الفصل بين الجنسين في المؤسسات التربوية؟
محمد عز الدين ضفيري
هوية بريس – الثلاثاء 24 دجنبر 2013م
قد يقول أحدهم إن تعليمنا يتطلب أكثر من هذا؛ فالاكتظاظ والخصاص الذي تعانيه المنظومة على مستوى الموارد البشرية والبنية التحتية، إضافة إلى انتشار المخدرات والتدخين في صفوف المتمدرسين؛ كل هذا يحتاج إلى حل، ويبقى الفصل بين الجنسين أمرا مستبعدا لأن حقوق الإنسان تمنع مثل هذا التمييز الجنسي.
دعونا نعترف أن التمييز الجنسي نظرية مثبتة دينيا وعلميا، ولعل كتاب “الرجال من المريخ والنساء من الزهرة” للطبيب النفسي “جون غراي”، واحد من الكتب التي تتحدث عن جزء من المشاكل التي تحدث بين الذكور والإناث نتيجة لاختلافاتهم، وقد بيعت من الكتاب ملايين النسخ.
الأساس الذي يأتي لأجله التلاميذ إلى المؤسسة التربوية هو التعلم؛ لكن ما يجدونه فعلا في ظل التسيب الأخلاقي هو التشتت الذهني، والغريب أن دولا غير إسلامية أصبحت تنظر إلى هذه القضية وفق منظور متفتح.
معهد أبحاث علم النفس الاجتماعي في مدينة بون بألمانيا، أجرى دراسة على المدارس المختلطة وغير المختلطة، فتبين أن طلبة المدارس المختلطة لا يتمتعون بقدرات إبداعية، وهم محدودو المواهب، قليلو الهوايات، وأنه على العكس من ذلك، تبرز محاولات الإبداع واضحة بين طلبة مدارس الجنس الواحد غير المختلطة.
وفي أميركا نشر الموقع الإخباري الأميركي (سي إن إن) قبل سنوات خبراً تحت عنوان: (الطلبة الأميركيون في الصفوف المختلطة يحصلون على علامات متدنية)، وذكر فيه: أن إدارة الرئيس قد منحت مديري المدارس العامة في البلاد حق فصل الصفوف بين الجنسين، حسب ما يرونه من المصلحة التربوية للطلاب والطالبات، وهذا يعد أكبر تعديل يطال النظام التربوي في أميركا منذ عقود كثيرة.
بل في بلدنا نجد مثل هذه المؤسسات التي خصصت للبنات دون غيرهم، ومهما كان النظام الداخلي للمؤسسات صارما فإن الإعلام والشارع وبعض الأسر لهم القدرة على التأثير السلبي في التلاميذ فيرون أن الاختلاط ليس بالأمر العظيم، لكن لو قام أولياء الأمور بالاطلاع على ما يروج في ساحات المؤسسات التربوية لربما كان لهم رأي آخر؛ فالصداقة بين الجنسين مهما ادعي فيها من البراءة والصفاء ستظل أمرا مشبوها، وهذا ما يوضحه الفيديو التالي:
الصداقة بين الجنسين هل هي ممكنة؟