(1993-2018) من اتفاقية أوسلو إلى صفقة القرن: مسلسل سلام أم سراب وأوهام؟!
هوية بريس – نور الدين درواش
ما زلت أتذكر ذلك المشهد الذي مر عليه ربع قرن والذي تناقلته حينها بالمباشر أغلب القنوات العربية والعالمية…
مشهد المصافحة المشؤومة بين الراحل ياسر عرفات والصهيوني إسحاق رابين بحضرة الرئيس الأمريكي كلينتون في حديقة البيت (الأسود).
قُتل رابين بعد سنتين من قبل متطرف صهيوني، ومات ياسر عرفات مسموما من قبل الصهاينة عقابا له على الاقتناع المتأخر بعدم جدوى عملية (السلام) التي كان أول من اقتنع بها وتبناها واقترحها على الغرب وعلى اليهود.
فما الذي حققه مسلسل الكذب والعار (السلام) للفلسطينيين؟؟
ما تزال أرضهم محتلة وسيادتهم منعدمة ولا أقول ناقصة، وكل ما يحققونه هو وعود كاذبة وأماني هي أوهى من خيوط العنكبوت يتتابع على رفع شعاراتها رؤساء أمريكا المتعاقبون.
إلى أن جاء ترامب الذي كشف المستور وأعلنها صريحة بنقل سفارة أمريكا للقدس كاعتراف عملي بما أخفاه سابقوه وأجَّلوه، من أن القدس عاصمة (اليهود) في خطوة تصعيدية مستفزة أحرجت أصدقاء أمريكا من العرب والمسلمين؟؟
ومع ذالك ما يزال المنهزمون المُخذِّلون من المسلمين يعزفون سمفونية السلام الموهوم..
لقد ظل المسلمون يرفعون شعار (السلام) ربع قرن والواقع على الأرض لا يتغير، فلا سلام ولا أمان ولا سيادة ولا دولة فلسطينية ولو حتى على حدود 1967 الظالمة.
إن اليهود قوم غاصبون لأرضنا، محتلون لقدسنا أولى القبلتين ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم، فبأي حق يكون معهم السلام؟
ومن نظر في تاريخ الدول الاسلامية المتعاقبة في شتى بقاع الأرض و تأمل في أسباب تقلبها بين ظهور وانتصار و دحور وانكسار، وبين تمكين وعزة وذل مسكنة؛ علم علما يقينيا أن التمكين التام لهذه الامة لا يكون إلا بجهاد النفس وإصلاحها -قبل جهاد العِدا وقتالها- وبإصلاح العقائد و العمل بالشرائع وليس وبالتنافس على الكراسي والمقاعد…وهذا كما دل عليه شاهد الحس والواقع فقد دل عليه شاهد الشرع وبرهانه الساطع كما قال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [النور:55].
وإن استرجاع السيادة الإسلامية على أرض فلسطين وغيرها من بلاد المسلمين وتحقق العز لهذه الأمة لن يتأتى إلا بتحقيق شروط النصر وفي مقدمتها الرجوع إلى الدين الصحيح .
عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا تبايعتم بالعِينَةِ، وأخذتم أذناب البقَر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سَلّط الله عليكم ذُلاًّ لا يَنْزِعُهُ عنكم حتى تَرُجِعوا إلى دينكم» أخرجه أبو داود.
الرجوع إلى الدين الصحيح الصافي المبني على الكتاب والسنة، البعيد عن تحريف الغالين وتأويل الجاهلين وانتحال المبطلين.
الدين الذي أراه الله لعباده ووكل محمدا صلى الله عليه وسلم ببلاغه وتكفل سبحانه بحفظه لا الدين المحرف والمبدل الذي يُخْرج على مقاس النظام العالمي الجديد.
فاستعادة القدس وفلسطين تبدأ إذن من أنفسنا… من بيوتنا… من مساجدنا.. من أسواقنا وتعاملاتنا… من مجتمعاتنا… (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) [محمد:7].
والله الهادي إلى سواء السبيل.
لقد عرف الغرب واذنابهم هذه الحقيقة فهم يسعون بكل مااوتوا لمنع تحقيق شروط النصر
تاريخ الصراع لم يبدء من أسلو ولكن مذ خروج الثورة العربية تمهيدا ، لسقوط الخلافة العثمانية ثم تقسيم الشرق الأوسط إلا فلسطين بقيت تحت البريطانين فبلفور وعدا واعتراف الأمم المتحدة بالدولة الصهيونية و دخول العرب عسكريا -خيانة- فنشوب الكفاح المسلح الفلسطيني و تصدر عرفات للمشهد….كلها محطات متتالية نفذت برؤية صهيونية دامت قرنا من الزمن ومازال. ..