خاطرة حول صراع المعطلين ورجال الأمن
إبراهيم بيدون
هوية بريس – الإثنين 01 يوليوز 2013م
تألمت كثيرا وأنا أرى شابا وقد احمر جزء من ظهره كأنه جرح كبير، وآخريضعونفوق عينه اليسرى قطع الثلج في محاولة جادة من أصدقائه ليردوا انتفاخا قادما لا محالة..، وفتاة تجلس فوق كرسي ساحة البريد وهي تبكي؛ وفي مزايدات بينها وصديقات يؤانسن ألمها وبين رجال الوقاية المدنية احتدم الوضع وصار تبادل الضرب؛ هذه برجلها شبه الحافية ويديها الضعيفتين وأولئك بهراواتهم وأحذيتهم القوية..
انفض النزاع بسرعة خشية هجوم الطلبة المعطلين الذين اختار بعضهم بسبب تعسفات رجال الأمن في استعمال الرِجل الحديدية والعصا القوية إلى رميهم بالحجارة متحدين نتائج إصابة رجل الأمن..
كنت واقفا أراقب الوضع فإذا برجال الوقاية المدنية يقتربون مني بعدما فضوا نزاعهم مع الفتيات وقد سقطت ضحيتهن الرئيسية على الأرض وصارت تصرخ وتتمرغ في تراب ساحة بأشهر شوارع مدينة الرباط..
وفي همهمات مختلطة بالسب والقذف.. سمعت أحد رجال الوقاية المدنية يقول فرحا: “لقد ثأرت منها، فقد ضربتني بمحفظتها اليدوية عندما كان احتكاكنا في الصباح أمام البرلمان..”.
ضربة بمحفظة يدوية تقابلها ركله بحذاء عسكري وضربة بهراوة قوية..
رجل الوقاية المدنية منتش بانتصاره وثأره، والفتاة المعطلة الحاصلة على شهادة تطلب من ورائها حقها في العمل!! تتمرغ في تراب وطنها ليس فرحة به، ولكن حسرة وألما..
رجال الوقاية المدنية يقومون بواجبهم الذي يفرضه عليهم من هم أعلى منهم سلطة والنتيجة ضرب بالأيدي والمحافظ، ورمي بالحجارة!!
هذا هو الصراع القائم في أشهر مكان في الرباط تشهد عليه كل يوم مئذنة مسجد السنة وقبة البرلمان والباب الكبير لبنك المغرب وبنايات أخرى.. وآلاف البشر..
إنه صراع القط والفأر، من غير أن نعرف من هو القط، ومن هو الفأر.. وربما تأثرنا بصراع توم وجيري فأخذتنا العزة لصالح الفأر، ونسينا أن القط من الطوافين علينا..
أو ربما هي فئران التجارب والقط يراقب كل تلك التحركات من فوق قبة البرلمان، يصم آذان الجميع عن سماع أذان مسجد السنة، ويعمي الطرفين حتى لا يروا أين تصرف دراهم بنك المغرب.. وغير بعيدة عن هذا الصراع وزارة العدل.. لكنها تنأى بنفسها عن تحقيق العدل.. ربما لأن قبة البرلمان أكثر ارتفاعا.. والقط (الفساد) بمخالب أطول لذلك يخشاه الجميع..!!
{jcomments on}