إغلاق دور القرآن بمراكش وفض الاعتصام في خرق تام للمقتضيات القانونية
إبراهيم بيدون
هوية بريس – الاثنين 01 يوليوز 2013م
تابع المراكشيون اليوم وجميع المغاربة المهتمين؛ قضية إغلاق دور القرآن بمراكش، والتي ابتدأت منذ الصباح بتطويق جميع مقرات جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة التي يرأسها الدكتور محمد بن عبد الرحمن المغراوي بتشكيلات من رجال السلطة المحلية الذين جاؤوا لإغلاقها، مستندين على أمر شفوي تلقوه للقيام بذلك من طرف مسؤولي وزارة الداخلية.
وقد دعت الجمعية روادها ومناصريها وكل غيور على دور القرآن، وعلى أمانة حفظ كتاب الله عز وجل، للحضور إلى مقراتها من أجل الاحتجاج والتنديد بهذا القرار المجحف والظالم واللاقانوني؛ وهي الدعوة التي لباها مئات المراكشيين وحضروا إلى مقراتها الأربع رافعين المصاحف والأعلام، وهم يرددون شعارات رافضة لقرار الإغلاق وشطط وزارة الأوقاف، ويطالبون ملك البلاد بحفظ وحماية دور؛ تحفظ كتاب الله تعالى، وتساهم في عملية الإصلاح من خلالها أنشطتها التي تشيد بها وتثمنها مندوبية الأوقاف بمراكش دائما.
ولكن الأمر لم يطل كثيرا، لأن السلطات كانت مصرة على فرض قرارها غير القانوني، والتدخل بقوة لفض الاعتصام.
فقد صرح الشيخ حماد القباج المنسق العام للتنسيقية المغربية لجمعيات دور القرآن لـ”هوية بريس” في اتصال هاتفي معه بأن “مكتب الجمعية وروادها ومناصروها دخلوا في اعتصام منتصف النهار.. لكن السلطات الأمنية جلبت معها أعدادا غفيرة من القوات العمومية مدججة بالهراوات ومدرعات رش المياه، وهددت بتوجيه ذلك كله إلى صدور رواد دار القرآن الذين كانوا يحملون المصاحف والرايات..
وعلى إثر ذلك الإصرار من السلطات انعقد اجتماع لمكتب الجمعية وتابعه الدكتور المغراوي رئيس الجمعية من خلال الهاتف لتواجده خارج الديار المغربية، وبعد محادثات اتخذ المكتب قرار فك الاعتصام حفظا لسلامة الرواد والمتعاطفين”.
وحول الخطوة التي ستتخذها الجمعية بعد إغلاق مقراتها؛ قال الشيخ حماد: “سنتوجه الآن إلى القضاء للمطالبة بحقنا في معاودة ممارسة أنشطتنا، والتي نمارسها في إطار اشتغالنا في العمل الجمعوي، وليس تبعا لنظام التعليم العتيق الذي تشرف عليه وزارة الأوقاف”.
وتعليقا منه حول القيام بإغلاق مقرات دور القرآن دون سند قانوني، قال: “إغلاق دور القرآن بأمر شفوي من الداخلية خرق لكل المقتضيات القانونية والدستورية”..
وكانت هذه الأزمة قد ابتدأت قبل عشرة أيام عندما توصلت الجمعية بمراسلة من طرف مندوب وزارة الأوقاف في مراكش، يطالب فيها رئيس الجمعية بإغلاق جميع مقراتها في أمد لا يتعدى يوم الجمعة 28 يونيو المنصرم، وهو اليوم الذي نظمت فعاليات المجتمع المدني بمراكش ندوة تحت عنوان: “حاجة المجتمع المدني إلى خدمات دور القرآن الكريم”، وعرفت حضورا جماهيريا غفيرا قدر بحوالي 35.000 مشارك نساء ورجالا.
