ماذا يحدث في بورما؟
إلياس الهاني
هوية بريس – الإثنين 30 دجنبر 2013م
أراكان تلك البقعة المنسية تماما، والتي كانت في يوم من الأيام تحت أيدي المسلمين وحكموها قرونا طويلة، حتى جاء الغزو البريطاني فضم أراكان إلى الهند ثم فصلها، وأصبحت ضمن بورما؛ يخضع المسلمون فيها للسلطة الوثنية التي تحكم البلاد، ومن هنا بدأت المأساة، ووقعت الكارثة؛ خاصة بعد قيام الحكم الشيوعي عام 1382هـ، فبات المسلمون تحت أيديهم وتصرفهم؛ يمارسون عليهم أبشع أنواع التعذيب.
ومنذ ذلك الحين والمسلمون هناك يعانون، يبحثون عمن ينصرهم فلا يجدون يلتفتون إلى المسلمين، فيرون أن كل دولة مهتمة بما لديها واستمرت عدة حملات من المجازر؛ حيث أبيد في بعض تلك المجازر أكثر من مائة ألف مسلم، وما كان من المسلمين إلا الفرار بدينهم وعقيدتهم بعد ما ذاقوا الويلات واشتدت المعاناة، وحرموا من حقوقهم فبدا المسلمون ينزحون ويهجرون إلى الدول الإسلامية، ويطرقون أبوابها كبنغلادش، وباكستان، وماليزيا، وتايلاند، والهند، والأردن، والسعودية.
تلك حال المسلمون هناك؛ ذبح، وتقتيل، ومطاردة، ومجاعة، لا مأوى، ولا طعام، بل خوف، ورعب، ولا ملجأ إلا الله، نقول هذا ليعرف المسلمين أن الأزمة ليست جديدة أو حديثة، وإنما أثيرت في الآونة الأخيرة لازدياد المجازر والجرائم بحق الشعب الأراكاني؛ فما يتم الإعلان عنه من أرقام فظيعة عن عدد القتلى ينبئ عن حجم المعاناة التي يعيشها المسلمون في بورما..
فالظلم، والتشريد، والاضطهاد المتواصل، والسب، والشتم، والاهانات، وكثير من المشاكل والصعوبات في جميع مراحل حياتهم الدينية، والتعليمية، والاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية من قبل بورما البوذية العسكرية، كما يتعرضون لإشاعة الرذيلة، ونشر المخدرات، والمسكرات، وإفساد ذات البين بالتحريض بين الناس، وإذكاء العداوة، والخصومات، والاستيلاء على الأراضي، والأملاك الوقفية، وطرد الناس من أراضيهم، وإنشاء المعسكرات والمستوطنات البوذية عليها، وهدم المساجد، وإغلاق المدارس، والمؤسسات التعليمية، وقتل العلماء والدعاة، والزعماء والأذكياء، وانتهاك حرمات النساء وإجبارهن على خلع الحجاب، واعتقال علماء الإسلام والشيوخ بدون جريرة إلى أجل غير مسمى، وحرمان المسلمين من حرية التنقل في داخل البلد وخارجها، ونهب أموالهم، وانتزاع محاصيلهم الزراعية، وعدم سماح المواطنين المسلمين بالاتصال مع الدول الأخرى، ومنع زواج المسلمين ووضع عقبات عنيفة في الزواج..
إلى غير ذلك من المظالم التي لا تخطر ببال إنسان من أنواعها وأشكالها، فأين حقوق الإنسان في القرن الواحد والعشرين؟؟!! وأين المتشدقون بالحرية والديمقراطية؟؟!!
إنه الصمت الرهيب والرضا والقبول والدعم والتأييد، لأنه دم مسلم، وما دام مسلما فدمه رخيص في أراكان وفلسطين وكشمير وفي الشيشان وفي كل مكان.
فاللهم انصر إخواننا في أراكان وكن لهم عونا ونصيرا.