تخصيص ليلة رأس السنة الميلادية بصلاة أو ذكر أو عبادة بدعة منكرة محرمة
هوية بريس – إبراهيم الوزاني
الثلاثاء 31 دجنبر 2013م
كتب الشيخ الدكتور رشيد نافع في صفحته على “الفايسبوك” محذرا: “انتشرت مؤخرا صورة وبها كلام لعائض القرني بأن صلوا الساعة 11:59.. آخر يوم من سنة 2013 على أساس يحسب لك أنك ختمت 2013 بعبادة وبدأت 2014 بعبادة!!
هذا الأمر لا يجوز فعله أبدا وهو بدعه منكرة.
أولا: القول يحتمل أنه كذب وليس صحيحاً أنه قاله الشيخ عائض كما تنتشر كثير من رسائل مكذوبة بأسماء الدعاة.
ثانيا: لو افترضنا قاله الشيخ فهو مردود لا يجوز العمل به.
وكما يقال كلٌ يؤخذ منه ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إنما هذا دين ولا يعرف الدين بالرجال بل يعرف الرجال بالدين”.
ثم قال مؤكدا مخالفة هذا الأمر للمشروع: “والمخالفة صريحة من أوجه كثيرة ونختصر الكلام في ذلك:
أولا: عند المسلمين لا عبرة بالتاريخ الميلادي في عباداتهم؛ أي لا يجوز ربط عباداتنا بأيام السنة الميلادية، بل لا يجب أن نؤمن في هذا التاريخ بدخول السنة وخروجها، واتخاذ عليه طاعة لهذا التاريخ الذي ليس له أصل..
بل افتخروا أعطاكم الله تاريخاً اختاره بنفسه لكم وقال الله تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ).
ثانيا: الشهور التي جعلها الله عز وجل مواقيت للعالم كلهم قال الله عز وجل: (يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ).
هذه مواقيت للناس كلهم بدون تخصيص، لا فرق بين عرب وعجم؛ لأنها علامات محسوسة ظاهرة لكل أحد، كل إنسان يعرف بها دخول الشهر وخروجه، فمتى رؤي الهلال من أول الليل دخل الشهر الجديد وخرج الشهر السابق، إن هذه الشهور الهلالية التي هي الشهور عند الله ليست كالشهور الإفرنجية؛ الشهور الإفرنجية شهور وهمية غير مبنية على أمر مشروع ولا معقول ولا محسوب.
ثالثا: قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “ليس من السنة أن نحدث عيداً لدخوله أن نعتاد التهاني ببلوغهم، فإن بعض الناس يهنئ بعضاً ببلوغ السنة الجديدة وهذا ليس من السنة”.
هذا القول في التهنئة السنة الهجرية فما بالك باتخاذ عبادة بدخول وخروج السنه الميلادية”.
ثم قال: “والخلاصة لا يجوز الاعتبار بالتواريخ الميلادية في عباداتنا وطاعتنا لله..
وأيضا وإن كانت السنة الهجرية لا يجوز ربط أي عبادة تسمى آخر عبادة نهاية السنة أختم السنة بعبادة كذا وكذا، لأن لو كان ذاك خيراً لعلمنا رسول الله وهو الذي يوصينا كثيرا في استغلال أوقاتنا بالطاعة، وكذلك لا يعرف أن فعلها أحد من الصحابة أو الصالحين”.
وفي الأخير نقل عن “الشيخ صالح الفوزان قوله في التذكير بنهاية العام: “لا أصل لذلك، وتخصيص نهايته بعبادة معينة كصيام بدعة منكرة” اهـ.
نسأل الله العفو والعافية”.