هل يتكرر السيناريو السوري في العراق مع المالكي الشيعي؟؟
هوية بريس – مركز التأصيل
الأربعاء 01 يناير 2014م
لا يختلف الفكر الاستعلائي والإجرامي للطغاة والجبابرة المعاصرين، عن فكر أسلافهم في غابر الزمان، فهم يظنون أنفسهم آلهة أو أنصاف آلهة لا يخطئون، ولا يرون من يخالفهم في الرأي إلا رعاعا -إرهابيين- يجب القضاء عليهم والتخلص منهم، وقد ذكر القرآن الكريم لنا شيئا من ذلك التفكير: {فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ} (الشعراء:53-55).
وما بشار والمالكي -وغيرهما- في زماننا اليوم إلا الوجه الآخر لهذه العملة، التي تلتقي مع أسلافها -فرعون وهامان ونيرون- في التفكير، المستمد من معين واحد هو الهوى الذي يدعمه الشيطان، ولكن بأسلوب العصر وأدواته الحديثة: صناعة الإرهاب والإرهابيين من الخصم ومحاربته.
فكما أن الشعب السوري حاول جاهدا أن يغير ذلك التفكير الفرعوني الشيطاني لبشار من خلال المظاهرات السلمية والتي دامت ستة أشهر دون جدوى، ها هم أهل السنة في العراق يحاولون تغيير طائفية المالكي بالسلمية في احتجاجاتهم طوال عام كامل دون جدوى، ولعل السبب واضح ومبين في كتاب الله: {قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} (غافر:29).
وكما أن بشار أجبر الشعب السوري المسالم على حمل السلاح للدفاع عن نفسه بعد أن مارس بحقهم إجراما منقطع النظير، يبدو أن المالكي ينتهج نفس الأسلوب والطريقة، من خلال اقتحامه ساحة الاعتصام في مدينة الرمادي بمحافظة الأنبار بالرغم من وجود اتفاق لإنهاء الاعتصام مقابل سحب قوات الجيش والإفراج عن النائب “أحمد العلواني”، مما استتبع قيام الأهالي بالدفاع عن أنفسهم، ووقوع اشتباكات راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى.
وحتى لا يتكرر المشهد الضبابي من مسألة مواجهة الظالم ودفع الصائل الذي حدث في بداية الثورة السورية، حيث تأخر إعلان الجهاد فيها من قبل العلماء الثقات بشكل رسمي وواضح أكثر من عام، أعلن الشيخ رافع الرفاعي -مفتي العراق- في خطاب مباشر له مساء أمس الجهاد، وأفتى بضرب قوات المالكي المعتدية على الحرمات.
واستثنى الرفاعي الشرطة المحلية من هذه الدعوة، شريطة مساندتها للمجاهدين وعدم استخدام السلاح ضدهم، كما دعا باقي المحافظات لحمل السلاح وقطع طرق الإمداد عن الأنبار بالكامل.
وقال الرفاعي لكل مجاهد: “تذكَّر فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم واقف عند رأسك ويقول لك: (ارمِ فداك أبي وأمي)”.
وطالب مفتي الديار العراقية ثوار العشائر بالمضي قدما فيما خرجوا إليه، قائلا: “إنكم منتصرون لأنكم خرجتم نصرة للمظلوم وللوقوف في وجه الظالم”.
ولم يقتصر الأمر على مفتي العراق، فقد ناشد من قبله الشيخ الدكتور حارث الضاري، الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق، أبناء محافظة الأنبار وعشائرها بصورة عامة وأهالي مدينة الرمادي على وجه الخصوص بنجدة إخوانهم في ساحة العزة والكرامة الذين يتصدون بصدورهم العارية للقوات الحكومية الغازية.
كما طالب المرجع العراقي الشيخ عبد الملك السعدي أصحاب الغيرة والشهامة من أبناء محافظة الأنبار بمواصلة الصبر والثبات والدفاع بكل بسالة وشجاعة في مواجهة هذا العدو الغاشم الذي يريد إهانتهم في عِقْرِ دارهم.
من جهته استنكر الداعية السعودي الدكتور محمد العريفي استهداف السنة في العراق، وجاء في تغريداته اليوم على حسابه الخاص بموقع تويتر: “ما يقع في الأنبار العراق من أعظم المصائب، وأدعو الجيش العراقي لحقن دماء الشعب، لن ينفعك من يأمرك بالقتل” مضيفا: “أهلنا في العراق على صفيح ساخن، نُصرتهم واجبة، هم بين القتل والتشريد والتجويع، {وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر}” (الأنفال/72).
إن الحقيقة التي تنطق بها الفطرة الإنسانية السليمة، ووقرتها الشرائع السماوية والقوانين البشرية الوضعية، أن المظلوم لا يملك إلا أن يرد الظلم عن نفسه وأهله، وأن المراد قتله والنيل منه ومن دينه وعرضه لا يسعه إلا أن يدفع القتل عن نفسه ويذود عن دينه وعرضه، وهو في كل ذلك معذور، وإن مات أو قتل في سبيل ذلك فهو مأجور، وذلك بنص حديث سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ) سنن الترمذي برقم 1421 وقال هذا حديث حسن صحيح.