حوار مع منسقة ورئيسة «مجموعة مساعدة اللاجئين السوريين بوجدة»
حاورها*: إلياس الهاني
هوية بريس – السبت 04 يناير 2014م
1- لاحظنا في الآونة الأخيرة ازدياد الاهتمام باللاجئين السوريين على المستوى الدولي ولم يكن المغرب استثناءا في هذا، فما سر هذا الاهتمام؟ وكيف نشأت الفكرة ؟ وما أهدافها المعلنة؟
أكيد أن الكل في العالم متابع للوضع السوري، ونلاحظ معاناته منذ اندلاع الثورة، ووضعهم يزداد سوءا بالمقارنة مع دول الربيع العربي، وبما أن هؤلاء اللاجئين اختاروا بلدنا المغرب للجوء إليه فهنا يبدأ واجبنا باعتبارنا مسلمين، على عكس ما كان سابقا لا نستطيع أن نمد لهم يد المساعدة، ونكتفي بالدعاء.
2- كيف نشأت فكرة المجموعة؟ وكيف تم احتواء الأعضاء؟
بالنسبة لنشوء الفكرة فمن المعلوم أن وسائل الاتصال الاجتماعي وعلى رأسها “الفيسبوك” كان له دور في تسريع نشر المعلومات، وكذلك كان مساعدا أساسيا في تسريع قيام الثورات العربية فقلت في نفسي لماذا لا أنشئ صفحة على “الفيسبوك” لنساعد إخواننا السوريين بعدما علمت بدخول عدد مهم إلى الأراضي المغربية.
وسبحان الله؛ ففي وقت وجيز وصلتني إضافات من مجموعة ممن أعجبتهم الفكرة، وخاصة القاطنون بمدينة وجدة والطلبة المتمدرسون بها، هؤلاء الأعضاء رحبوا بالفكرة ومدوا يد المساعدة إلي، وكان عددهم في البداية قليلا جدا؛ خاصة الذين يتحركون على أرض الواقع، وصار عددهم يزداد يوما بعد يوم.
3- ما نوعية المساعدات التي تقدمها المجموعة؟
بداية كانت المساعدات تقتصر على الألبسة، والأحذية، والأفرشة، والأغطية،… وفي بعض الأحيان الأواني، لكن مؤخرا ومع ازدياد قدوم اللاجئين السوريين إلى الأراضي المغربية، صار المشكل القائم وبحدة الخصاص في الموارد المالية لدفع أجور البيوت؛ فأغلب مشاكل السوريين في الوقت الحالي يرتكز على دفع إجار الكراء.
فصار بعض الأعضاء يجتهدون في جمع التبرعات المالية من أهاليهم وعائلاتهم وأصحابهم، ومن عند المحسنين؛ ومن خلال هذه التبرعات المالية كنا نسهم معهم في دفع الإجار.
4- هل كان هناك صدى لهذه الأعمال التي تقومون بها؟
نعم، لقيت البادرة صدى واسعا؛ بحيث التوصل بالمساعدات لم يعد يتوقف خاصة فيما يخص الألبسة والأحذية والأفرشة، وأنت تعلم أننا في فصل الشتاء؛ وهم بحاجة إلى هذه المساعدات بشكل أكثر.
5- كيف تقومون بتوزيع المساعدات؟ وكيف تعرفون العائلات الوافدة إلى المغرب والمحتاجة إلى مساعدتكم؟
بعدما نعلم بدخول أسر سورية جديدة إلى المغرب، أول عملية نقوم بها هي تقسيم الأعضاء إلى مجموعات؛ فكل مجموعة تذهب لزيارة ومعاينة عائلة من العائلات المتواجدة في أحياء وجدة.
فتكون المعاينة عن طريق كشف معلومات لهذه العائلة؛ مثل تسجيل الأسماء، والسن، والجنس، والسؤال عن أكثر الأشياء التي هم في حاجة إليها، وبعد توفير هذه الحاجيات على قدر المستطاع نقوم بتوزيعها عليهم.
6- ما هي أهم التحديات والمشاكل التي تواجهكم؟ وكيف تتعاملون معها؟
واجهتنا بعض التحديات خاصة في البداية، لأن معظم ساكنة مدينة وجدة لم يكونوا على علم بوجود السوريين بالمدينة، وكذلك كان عندنا خصاص في المساعدات والموارد المالية، وحاليا تواجهنا كذلك تحديات خاصة بعد ازدياد عدد اللاجئين السوريين؛ فمشكل الإقامة لم يتوفر لكثير منهم، وهذا مما يزيد من صعوبة المهمة، وهناك شباب سوريون يبحثون عن عمل ولا يجدونه، إضافة إلى انعدام الإقامة في بعض الأحيان وهذا ما يقع على كاهلنا..
ونحاول التغلب على هذه التحديات بتوسيع نطاق عملنا والتفكير بتأسيس جمعية لتزداد ثقة الناس، وبذلك تزداد المساعدات خاصة المساعدات المالية؛ فأنت تعلم أنه ليس قانونيا جمع المال من الناس لمساعدة هؤلاء السوريين، فارتأينا أن نؤسس جمعية ولن يقتصر هدف الجمعية وقتها على مساعدة اللاجئين السوريين فقط، وإنما كل المحتاجين سواء كانوا مغاربة أو أجانب.
7- كيف يمكن الوصول لمن أراد مساعدتكم؟
عن طريق صفحتنا على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/groups/566814120058497
ومن خلال أرقام الهواتف الموجودة على الصفحة، التي تستقبل المكالمات من بعض الناس الذين يريدون المساعدة، ولكي نتواصل مع السوريين لنعرف مقر سكناهم ومعرفة أحوالهم.
8- كلمة أخيرة تودون إرسالها إلى عموم القراء؟
أول شيء أشكر جريدة: “هوية بريس” وأشكرك أنت خصيصا على هذا الحوار الذي من شأنه أن يوسع نطاق عملنا، وأشكر كل من ساهم في مساعدة هؤلاء السوريين وأقول لإخواننا السوريين مرحبا بكم في بلدكم الثاني، ونشكر كذلك الحكومة المغربية وجلالة الملك للسماح لهم بالدخول ومساعدتهم في تسوية أوضاعهم.
ونرجو من الله العزيز القدير أن يتقبل منا ومنكم هذا العمل الذي نبتغي منه رضا الله عز وجل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* جهان فارس