حرب الريف مشاهد حية لقصف واحتلال مدينة الحسيمة 1925م
تعريف وتوضيح
الإنزال البحري الإسباني الفرنسي المشترك على شواطئ الحسيمة وبداية القصف تمهيدا للغزو الشامل والتخلص سريعا من الوجع الريفي الذي أرقهم طويلا.
قد خلف القصف أكثر من 3 آلاف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى ودمار شامل بمعنى الكلمة، وتدمير للبيئة والأرض والحقول؛ حيث كانت الطائرات تقصف المداشر والأسواق والتجمعات البشرية بقنابل فسفورية كغاز “البن”، وغاز الفوسفور الأصفر، وغاز الأكترون، وغاز الخردل، وغاز الأكسول.
حيث أن الريف المنسي ولحدود اليوم توجد هناك مناطق شاسعة لا تنبت وغير صالحة للزراعة باستثناء “الصبار والشوك”، بينما مناطق أخرى تنبت القنب الهندي فقط، حيث هي تلك ما تبقى للريف.
بالإضافة إلى أن تلك الغازات جعلت من أبناء الريف يصابون بالمرض الفتاك “السرطان” بنسبة 80% من نسبة المرضى بالدولة المغربية حسب إحصائيات معهد الإيكولوجيا بالرباط.
في هذا الصدد تقول المؤرخة الإسبانية ماريا روزا المختصة في حرب الريف فقد أوردت في كتاباتها المتعددة حول حرب الريف أن “المغرب وإسبانيا متساويان من الناحية المسؤولية التاريخية من خلال استعمال الغازات السامة في حرب الريف على اعتبار أن المغرب تواطأ مع إسبانيا في ضرب الريفيين بالأسلحة الكيماوية”.
وفي علاقة بهذا الموضوع يقول المؤرخ البريطاني سباستيان بالفور مؤلف كتاب “العناق المميت حول” حول حرب الغازات السامة بالريف قائلا: “المعروف أن السلطان المغربي كان قد التزم الصمت بخصوص هذا الموضوع، وإن كنت لا أشك أنه كان على علم بلجوء جيش الاحتلال الإسباني لسلاح الغازات السامة، خاصة وأن العالم كله تحدث خلال تلك الفترة عن هذه الحرب القذرة، كما أن وسائل الإعلام الدولية كانت تندد وتفضح لجوء الإسبان للغازات السامة في المنطقة”.