حتى نحن في المغرب عندنا «دانيال»
هوية بريس – أيمن الموساوي
الإثنين 06 يناير 2014م
فجرت جمعية حقوقية مغربية بفاس، ملفا يتعلق باغتصاب القاصرات، وهذا الملف طابور، يخشاه الأغلب، ويتحاشون الحديث عنه، نظرا لطبيعة المجتمع، الذي يعتبره من الأمور، التي تخدش الحياء..
لكن الذي وقع للفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن، ما بين ثماني سنوات، وأربع عشرة سنة، لم يخدش الحياء فقط، بل طعنه طعنات سامة وقاتلة؛ كيف ذلك؟
هذا ما سنعرفه سويا في هذه الكلمات:
يبيع الدخان (الكارو ديطاي)، في أحد الأحياء الموجودة بفاس، وهمّه اليومي هو ترصد الفتيات الصغيرات، حتى يوقعن في فخه المقيت، ولما يقضي منهن شهوته الحيوانية داخل مرحاض يمتلكه، وحتى لا يفضح أمره، يُغْرِيهن بالمال، ما بين 5 دراهم، و20 درهما.
استمر الوضع لأشهر عديدة، كما تحكي الضحية، التي عمرها ثماني سنوات، والتي قام بالاستمتاع بجسدها الصغير أربع مرات (عن طريق التفخيذ).. ولما قُدِّر للأم، أن تكشف أمر فلذة كبدها، عند عملية “التحميم” أو “الدوش” رأت أثارا حمراء على فخذيها، فلما سألتها ما بك؟
لم تجبها البنت خوفا؛ لكن لما وصل الخبر إلى الأب، واستعمل أسلوب الترهيب والضرب، اعترفت الصغيرة بكل شيء.. فخرجنا بحصيلة، وهي أن هذا الذئب، قام بهتك عرض (تفخيذا) ما يقارب ثلاث عشرة فتاة، من نفس الحومة.
رفع الأب دعوى قضائية، للمحكمة المعنية بالأمر، مُسَانَدًا بالحقوقيين في هذا الباب، الذين لم يبخلوا بمجهوداتهم، لردع كل من سولت له نفسه المريضة، المس بشرف بناتنا، وفلذات أكبادنا..
سوف يجري القضاء مجراه، وتبقى في الذهن أسئلة محيرة، لابد من التعاون في إيجاد حلول لها من خلال الأجوبة على هذه الأسئلة:
من نحمله مثل هذه التصرفات غير الأخلاقية، أهو المجتمع أم الأسرة أم الدولة؟
هل جمعيات المجتمع المدني، قائمة بواجبها في التحذير، من مثل هؤلاء المرضى؟
وما هي الطرق السليمة، لردعهم قانونا وشرعا؟
لماذا مجتمعاتنا العربية الإسلامية تلتزم الصمت حُيال هذه الملفات؟
ثم ما هو واجب القانون، والقضاء، إذا تم التأكد من الجريمة؟
لماذا يتم التلاعب بالمسطرة القانونية في هذا الباب، ولا تعطى أقصى العقوبات، لمرتكبي هذه الأفعال الخبيثة؟
ثم أين دور الأسرة في التربية الأخلاقية، التي تزرع الحياء، والحشمة، والوقار، في الإناث منذ الصغر؟
هل جلوس الأسر، مع بناتهن أمام التلفاز، ومشاهدة أفلام مدبلجة بالمغربية؛ إما تركية، أو هندية، أو مكسيكية… تبث العري، والقبح، والفساد شيء عادي؟
أم أنه أول الإشارات للفتيات، أن تلك القبلات، واللمسات ووو.. من الأمور البديهية، التي بإمكانها، أن تجربه مع أي كان؟
هل الفتاة التي يقال لها أن تزيل ملابسها، ويفعل فيها ما يشاء مقابل دريهمات، أخذت القدر الكافي من التربية عن طريق أمها وأبيها؟
هل هذا الانفتاح الخطير على شبكات الإنترنت، التي اكتسحت البيوت، فأصبح يرتادها الصغير والكبير، لها تأثير في هذا الباب؟
وأخيرا أين يتجلى، دور الدعاة والعلماء، في التوعية ونشر الفضيلة بين الناس في هذا الباب ؟