الشيخ حماد القباج: يعلق على «مباشرة معكم» وكيف نواجه خطابات التطرف؟
هوية بريس – متابعة
الأربعاء 08 يناير 2014م
علق الشيخ حماد في صفحته على “الفايسبوك” على برنامج مباشرة معكم في حلقته اليوم التي كانت تحت عنوان: “كيف نواجه خطابات التطرف؟”، قائلا:
“في حلقة أمس من برنامج قضايا وآراء اقتطع الأستاذ حسن طارق حيزا من مداخلاته للتنديد بخطابات التطرف وبيان أنها تهدد السلم والأمن الاجتماعيين، وأنها بريد إلى العنف الجسدي والاغتيالات..
وهو ما خصص له الأستاذ جامع كلحسن حلقة هذا المساء من برنامجه مباشرة معكم..
ملاحظتي: أن النخب المتدخلة من التيار العلماني تبصر بعين واحدة، ولا ترتقي إلى سلوك المسؤولية وما يتأسس عليه من نضج وتوازن؛ لتزن الأمور بميزان العدل، وتتخذ موقفا حاسما من الشق الأول من خطابات التطرف؛ وهو شق التهجم على أحكام الدين الإسلامي واعتبارها جزءا من الماضي لا يواكب التطور الإنساني!
وهو ما يمثل تسفيها لرأي شرائح واسعة من النخب وعموم المواطنين، ومصادرة لهذا الرأي؛ وهو ما أعتبره نوعا من الاستبداد الفكري الذي كان ولا يزال يشكل غطاء للاستبداد السياسي الذي فرض العلمانية بقوة السلطة..
إن الخطاب الذي يستهدف أحكام الدين الإسلامي هو في نظري المغذي الأقوى للعنف والمتسبب الأول فيه؛ وهو خطاب مرفوض شرعا ومرفوض في ضوء التعاقد الاجتماعي بين أهل المجتمع الواحد المتباينين في أفكارهم وقناعاتهم..
هذا التعاقد المعبر عنه في الدستور؛ ينص على منع أي نشاط حزبي أو صحافي أو غيره يستهدف هذه الأحكام.
فالمتعين على السياسي والمثقف الذي يحترم نفسه ومجتمعه أن يلتزم بهذا العقد الذي يعتبره من مظاهر الرقي والمدنية والحداثة، يلزمه هذا ولو كان لا يؤمن بذلك الحكم من أحكام الدين الإسلامي.
وهذا يعني أن هذا الموضوع هو خارج الحوار والنقاش العمومي؛ والحوار مهما كانت قيمته الأدبية فإنه يكون غير مستساغ حين يهدد الأمن الروحي والاستقرار المجتمعي؛ أقول هذا جوابا على الأستاذة رئيسة جمعية جسور التي أصابت حين أبرزت أهمية الحوار في تدبير النقاشات العمومية، لكنها أساءت حين جعلت الحوار فوق مقتضيات التعاقد الاجتماعي.
ولو جعلنا الحوار فوق هذا التعاقد لما استقر لنا دستور ولا توافق ولا تعايش..
الملاحظ أن قطاعا واسعا من نخبنا الثقافية والسياسية والفكرية..؛ تلزم نفسها بمقتضى ذلك التعاقد إلا فيما يخص أحكام الدين الإسلامي؛ فإنها تستبيحها وتناضل لإسقاطها وتعتبر الشعب متخلفا ما لم يوافقها على توجهها؛ وهذا سلوك خطير هو في حقيقة الأمر أكبر أسباب انتشار خطابات التطرف.
ولا سبيل لتغييب هذه الخطابات إلا بتغييب ذلك السلوك وتأهيل النخب بكل تخصصاتها للترفع عنه والتحلي بالنضج العقلي الذي يعينها على ذلك..”.