معنا أو مع «الإخوان»..؟
مسرور المراكشي
هوية بريس – الجمعة 17 يناير 2014م
في يوم 11 سبتمبر عام 2001، وجه بوش الإبن خطابا مشحونا بالكبرياء والتحدي لكل دول العالم قال فيه : “أنتم إما معنا أو مع الإرهابيين الذين قاموا بتفجيرات بنيويورك وواشنطن”.
“بوش” لم يترك الخيار للدول المغلوب على أمرها في عدم المشاركة في الحرب أو التزامها الحياد، فلابد إذن من اصطفافها إلى جانب أمريكا لخوض الحرب “المقدسة “على الإرهاب، ومن يرفض سيصنف في خانة الدول الداعمة للإرهاب ونحن نعلم جاهزية مجلس الأمن لقصفه بقرارات تنتهي بتدخل عسكري “يسحق الإرهاب وينشر الديمقراطية وحقوق الإنسان” الله يحفظنا وإياكم من “هد الخير”..
الجنرال السيسي اليوم يتبع نفس الطريقة مع معارضيه، وهو بالمناسبة” ميني ديكتاتور” فهو لا يصل إلى عجرفة بوش ولا إلى قوة أمريكا، ومع ذلك فيمكن تشبيهه وهو ببذلته العسكرية بـ”دمية المفاتيح” “بورط كلي”. فهو لا يتجبر إلا على الشعب المصري الذي يخرج في مظاهرات سلمية رافضة للانقلاب الدموي، فعجبا لمنطق الطغاة، فلا يمكن حتى للمقربين منهم الإطمئنان لقراراتهم، ففي الزمن القديم حدثت مبارزة بين نبي الله موسى عليه السلام وسحرة فرعون حيث اجتمع الناس ضحى ليتبعوا الغالب، ولقد طالب السحرة من فرعون الأجر فوعدهم خيرا وقال لهم: “.. وأنتم من المقربين..”، لكن السحرة لما عرفوا الحق سجدوا لله واتبعوا دين موسى عليه السلام، هنا انقلب الطاغية فرعون 360 درجة وقال: “..إنه كبيركم الذي علمكم السحر..”، وأنتم تعرفون بقية القصة ومصير السحرة رحمهم الله. إن منظر سجود السحرة أمام الجماهير التي حجت للميدان ضحى يشبه رفع شارة “رابعة” فمنظر السجود أغاض فرعون” الأب” كما يغيض الفرعون “الإبن” رفع شارة “رابعة“.
يحاول الانقلابيون في مصر شيطنة “الإخوان المسلمين” وإلصاق كل السلبيات بهم لكن دون أن يتراجعوا، حتى وصل بهم الأمر إلى إصدار قانون “الإرهاب” وتصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية. ومن تم استباحة أموالهم ودمائهم وكذا أعراضهم، فكل المعارضين للانقلاب “إخوان”، حسب منطق “أنتم إما معنا أو مع الإخوان”. فعل الانقلابيون كل شيء لكن جدوى حتى الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” قالوا إنه إخوان والمندوب الأممي إخوان، وحتى أشد المعارضين لحكم مرسي حركة “6 أبريل” إخوان!!..
فأي منطق هذا؟ إنه عمى السياسة أصاب العسكر، فكل من قال لا للانقلابيين صنف مع الإخوان. فلم يبق للدكتاتور السيسي إلا أن يقول: “..كلكم إخوان.. وإخوان من تراب.. لا فرق عندي بين قبطيكم وإسلاميكم، ويمنيكم ويساركم إلا بقدر إيمانكم ب”خارطة الطريق”.. فمن آمن بها نجى واهتدى ومن كفربها هلك واعتدى..”. ولقد ساند بعض كبار “علماء” الأزهر الطاغية بفتواهم حيث قال كبيرهم: “..من صنف مع إخوان فهو إرهاب يجوز فيه الذبح مع جعله كفته أو كباب..”، تبارك لله عليك ما “يسالكشي” إنني أشك في سلامة إرادة بعض فقهاء الأزهر الموالين للعسكر، ونحن نعلم أساليب “الموساد” في الإيقاع بالعملاء. فالصهيونية “ليفني” هددت صائب عريقات وزميله قريع في المفاوضات بعرض أشرطة لمغامرتها مع الرجلين، حيث قالت إنها استفتت كبير حاخامات “إسرائيل” في قضية ممارسة الجنس مع الأعداء لمصلحة “إسرائيل” فقالوا لها “حلال”.. وهل هذا سيقتصر فقط على الفلسطينيين؟ طبعا لا وبعض شيوخ الأزهر لا يشكلون في نظري الاستثناء. وها نحن نرى قذائف الفتاوي تأمر بقتل المتظاهرين السلميين وتمجد حكم العسكر.
وابالمعطي أش ظهر ليك فهذ الفتاوي.. يكما يكون “اليتوب”..؟ أولدي اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض.. آمين.