حماس: «فبركات الإعلام والقضاء المصري تستهدف المقاومة الفلسطينية»
هوية بريس – البيان
الأربعاء 29 يناير 2014م
قالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في فلسطين إنها تستهجن الاتهامات المفبركة التي وجهها القضاء المصري لبعض من عناصرها، مضيفة بأن تلك الاتهامات تأتي بالتزامن مع تهديد صهيونية بضرب غزة وحركة دبلوماسية تقوم بها الإدارة الأمريكية في المنطقة من أجل تمرير خطة يشرف عليها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لتصفية القضية الفلسطينية.
وذكرت الحركة في بيان بدأته قائلة “هذا بيانٌ للنّاس.. من حركة حماس للرأي العام وللشعبين المصري والفلسطيني.. نرفض الاتهامات الباطلة بتدخل حماس بالشأن المصري ونطالب بلجنة تقصي حقائق مستقلة”.
وقالت الحركة في بيانها: “إنَّنا نستغرب ونستهجن وندين التهم الباطلة التي يلقيها القضاء المصري ضد شخصيات في حركة حماس ونرفضها جملة وتفصيلاً، ونعدّها استهدافاً مباشراً لحركة مقاومة فلسطينية تدافع عن شرف الأمّة وتقارع عدواً غاشماً يتربّص بمصالح الأمَّة العربية والإسلامية وحاضرها ومستقبلها”.
و أكدت حماس أنها ترفض التدخل في شأن أي دولة عربية وإسلامية، مضيفة بأن استقرار الأمن القومي المصري هو مصلحة حقيقية لصالح القضية الفلسطينية، مشددة على عدم تورط أي عنصر من عناصرها في الأحداث التي تدور على الساحة المصرية.
وإليكم البيان كما ورد:
هذا بيانٌ للنّاس..
من حركة حماس للرأي العام وللشعبين المصري والفلسطيني.. نرفض الاتهامات الباطلة بتدخل حماس بالشأن المصري ونطالب بلجنة تقصي حقائق مستقلة”
في تزامن مريب تتقاطع فيه التهديدات الصهيونية بضرب قطاع غزة وتشديد حصاره، وما يحاك للقضية من تصفية عبر خطة كيري “الصهيوأمريكية” مع هذا الكم الهائل المتصاعد من الاتهامات الموجّهة ضد حركة حماس والمقاومة الفلسطينية بالتدخل في الشأن المصري واختلاق أحداث وأسماء لا حقيقة لها على أرض الواقع، وانتقال حمّى شيطنة حماس في مصر واعتبارها عدوّاً من الإعلام إلى القضاء ، الذي نستغرب منه أن ينزل إلى مستوى الفبركات الإعلامية ، فيقع في شَرَك اعتماد الأخبار الكاذبة والتحريضية والملّفقة دليلاً في حَبْك التُّهم جُزافاً دون أدنى مستند أو شبهة منه.
إنَّنا نستغرب ونستهجن وندين التهم الباطلة التي يلقيها القضاء المصري ضد شخصيات في حركة حماس ونرفضها جملة وتفصيلاً، ونعدّها استهدافاً مباشراً لحركة مقاومة فلسطينية تدافع عن شرف الأمّة وتقارع عدواً غاشماً يتربّص بمصالح الأمَّة العربية والإسلامية وحاضرها ومستقبلها.
وأمام هذا التصعيد المتواصل في مصر ضد حركة حماس إعلامياً وسياسياً وقضائياً؛ خصوصاً وقد وصل إلى حدّ توجيه التهم الصريحة المبنية على أدلة مختلقة ، فإننا نتقدّم إلى الرّأي العام الفلسطيني والمصري والعربي الإسلامي والعالمي بهذا البيان، لنؤكّد فيه على ما يلي:
أولاً: أكّدنا مراراً ونجدّد تأكيدنا على عدم تدخل حركة حماس في الشأن المصري لا قبل الثورة ولا أثناءها ولا بعدها، وأنَّ من مصلحة حماس أن تظل مصر آمنة مستقرّة ومساندة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ونعتزّ بمصر، ونعتبرها عمقاً استراتيجياً للشعب الفلسطيني، كما أكّدنا أننا لسنا طرفاً فيما يجري في مصر، ولسنا ضدّ أحدٍ في الساحة المصرية، وتناقضنا الرئيس مع الاحتلال الصهيوني فقط.
ثانياً: بندقيتنا لن ترفع إلاَّ في وجه عدوّنا، ولن ننساق إلى أي استفزاز؛ فغاية مشروعنا المقاوم هو تحرير فلسطين، وهو هدف جامعٌ لكل أطياف الأمّة العربية والإسلامية.
ثالثاً: إنَّ هذه الاتهامات الباطلة لا أساس لها من الصحة، ولا تستند إلى أيّ دليل، وإنما هي تهم سياسية محضة لا تنطلي على أحد، وقد فضحت زيفها وبطلانها الحقائقُ على الأرض، وقد ثبت بالدليل القاطع أنَّ جميع الاتهامات التي وجّهها الإعلام المصري عبر سنوات طويلة ضد حركة حماس كان غرضها تشويه صورتها والنيل من فصيل سياسي وتصدير لأزمة داخلية.
رابعاً: لم يثبت منذ تأسيس حركة حماس أنَّها تدخلت في أيّ شأن عربي أو إسلامي داخلي، وهذا هو مبدؤها الذي لا تحيد عنه، فالأمن القومي لأيّ دولة عربية أو إسلامية خط أحمر، وستظل بوصلة المقاومة وطاقاتها وجهودها مصوّبة ضد الاحتلال الصهيوني.
خامساً: لا يستقيم أن يقوم طرفٌ محاصر في قطاع غزة بزعزعة استقرار دولة هي عمقه الاستراتيجي ومعبره الوحيد نحو العالم الخارجي، وإنَّ اختلاق أيّ أزمة من خلال الاتهام أو التحريض أو الشيطنة يعمّق من معاناة وآلام شعب محاصر لأكثر من ثماني سنوات.
سادساً: لقد ثبتت براءة الحركة في كل الأحداث التي اتّهمت بها زوراً بقصد تصدير الأزمة، من كنيسة القديسين وقتل ثوار 25 يناير، والمكالمات التي ثبتت فبركتها، ثم في قضية وادي النطرون التي أكّدت لجنة تقصي الحقائق التي شكلها المجلس العسكري برئاسة المشير طنطاوي أنَّ حماس لم تكن حاضرة في المشهد برمّته.
سابعاً: استمرّ مسلسل الاتهامات الباطلة، التي تنقلها الصفحات عن “خبراء استراتيجيين” وعن “مصادر أمنية رفيعة”، واستمر معها ظهور براءة حماس بعد كل اتّهام، فقد ألقي القبض على قتلة شهداء رمضان في رفح، وعلى خاطفي الجنود السبعة، وعلى مثيري فتنة الخصوص وكاتدرائية العباسية، وليس فيهم عنصر واحد من حماس، كذلك لم يثبت بالمطلق وجود أي عنصر قسّامي ممن ادّعت بعض الأبواق دخولهم بالآلاف لحماية قصر الاتحادية.
ثامناً: إنَّ سيل الاتهامات والفبركات التي توجّه ضد حركة حماس في وسائل الإعلام المصرية المختلفة يدعو إلى الشكّ والريبة بشأن دوافعها وأهدافها ومصلحتها، وما نفته حركة حماس في هذا البيان هو غيضٌ من فيض، وقليل من اتّهامات كثيرة، ننفيها بالمطلق.
تاسعاً: إنَّ محاولات الزّج بأسماء قيادات بارزة في الحركة واتهامها بتدبير مؤامرة ضد مصر وأمنها هي محاولات مكشوفة تصبّ في الخط المتصاعد لتشويه حركة حماس وتاريخها النّاصع في المقاومة الذي لا ينكره إلاّ حاقد أو جاحد، ولا يستفيد منه إلاَّ العدو المشترك لمصر وفلسطين.
عاشراً: إنَّ الادَّعاءات التي ذكرتها النيابة العامّة المصرية ضدّ حركة حماس سياسيةٌ محضة، وادّعاءات باطلة جملة وتفصيلاً؛ فإدراجها لأسماء أسرى يقبعون في سجون الاحتلال؛ كالأسير حسن سلامة المحكوم عليه بعدد من المؤبدات منذ عام 1996م، وأسماء شهداء قضوا قبل ثورة 25 يناير/كانون الثاني2011 بسنوات كالشهيد حسام الصانع الذي استشهد خلال حرب الفرقان عام 2008م، والشهيد تيسير أبو سنيمة الذي استشهد عام 2009م، في لائحة الاتهامات الأخيرة يكشف بوضوح وبصورة أقرب إلى الفضيحة زيف هذه الادّعاءات وبطلانها، وأنّها قائمة على الفبركة والتهم المعلبة.
حادي عشر: نربأ بالقضاء المصري أن يُقحم حركة مقاومة فلسطينية في أتون أزمة داخلية مصرية ليست حماس طرفاً فيها، ونطالبه أن يكفّ عن كيل التهم الباطلة.
ثاني عشر: ندعو وسائل الإعلام المصرية إلى تحرّي الصدق والدقة والموضوعية والتحلّي بالمصداقية وعدم تضليل الرّأي العام، وألاّ تنجرّ لخدمة أجندة محاصرة الشعب الفلسطيني وتشويه صورة المقاومة.
ثالث عشر: إنَّنا في حركة حماس ندعو إلى تشكيل لجنة تقصي حقائق محايدة من عدد من الدول برعاية جامعة الدول العربية أو منظمة التعاون الإسلامي للتحقيق في الاتهامات المصرية، فحماس ليس لديها ما تُخفيه أو تخاف منه، وهي في كل مناسبة أو حدث تعلن موقفها بوضوح دون مواربة أو لبس.
وعلى الرغم من شعورنا العميق بالظلم والتجني من قبل بعض أشقائنا في مصر، فإن مصر ستظل لدينا هي مصر العظيمة التي نحرص على أمنها واستقرارها وازدهارها، ولا نتدخل في شؤونها الداخلية لا من قريب ولا من بعيد بصرف النظر عن طبيعة الحكم والنظام فيها.
المكتب الإعلامي – الأربعاء 27 ربيع الأول 1435هـ”.