الشيخ عادل رفوش .. ليلة القدر وعيد الفطر.. يفضحان تزوير ميدان التحرير
د. عادل رفوش
هوية بريس – الخميس 08 غشت 2013م
ما زلت أطمع في صدقِ إنسان، في حكمة عاقل، يجيب بصراحة تتجاوز التنديد إلى مستوى القرار، وتتخطى العلم بالشيء إلى الإقرار به والتسليم له والشهادة بالحق ولو على النفس، فضلاً عن المتجاهلين المتحاملين:
يا أيها الناس هذه جموع المصلين والمعتمرين في جنبات الحرم المكي الشريف، غصت بها الطرقات وازدحمت عندها الشوارع العريضات، في تناسق تام وانضباط عجيب ، يجعل الأفئدة التي هوت إليه تؤسر في جلاله، والناظرون عبر القنوات يغرقهم الوجد في بحر الأشواق..
لا يمتري عاقل في أن هذا المشهد وهو يقيني الثبوت!! خالٍ من التلاعب التمثيلي!! أو خداع الصور بمخرج سينمائي!! وليس معه تقرير شفهي من إعلامي ينطق عن الصورة بما ليس فيها حتى يخيل للناس من سحرهم أنها تسعى!
فيوجسون أمام الشاشاتِ خيفةً من تلك التقارير ذات البَهْتِ العظيم.
فهل من “مُوسوِّيين” يلقون عصا الحقيقة لتلقف ما يأفكون، ثم يرجعون إلى الحق ليقولوا له: “لا تخف إنك أنت الأعلى”، إنما “سحروا أعينَ الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم”، وأنه “كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى”.
إنها صورة الحرم المكي في ذروة امتلائها، وفي أبرك ليلةٍ في أعظم زمنٍ، وبعده مشهد ليلة الختم والأيادي ممدودة إلى أسباب السماء، وبعدهما صبيحة عيد الفطر وكأنهم في يوم الحج الأكبر..
مع ذلك انظروا إلى الأعداد المقدر تواجدها وهل يتفق ذلك مع ما ادعى انقلابيو مصر في 30 يونيو وأنها على اضطراب العادين -والاضطراب دليل ضعفٍ وموجبُ رَدٍّ- لا تقل عن 20 مليون، وفي المقابل يبخسون أصحاب الشرعية فيقولون: “ثلاثة رابعهم كلبهم”، “شرذمة قليلة”، “أنؤمن لك واتبعك الأرذلون”، ونحو ذلك من لغة التحقير والتصغير لأصحاب الحق، والتهويل الكاذب الزخرف للمتسورين على الشرعية، (منطق فرعون)..
إنها معادلة واضحة وقد كتبت حولها تقارير، وخصصت لها قناة الجزيرة تحليلاً مدقَّقاً.. خلُصَتْ فيهِ إلى أعلى تقدير في القاهرة دون المليون! وهذا تؤكده جموع ليلة القدر في الحرم المكي التي لا تداني أعدادَهَا فرقاءُ التحرير.. وأضافت الجزيرة باعتبار أن سكان القاهرة خُمُسُ سكان مصر، وأن المتواجدين يومها لم يتجاوزوا 800 ألف فيكون -مع المبالغة- عددُ جميع من تظاهر -ضد مرسي- في مصر كلها يومها لم يتجاوز 4 مليون!
فهل هذه المعارضة جديدة؟!
أليس قد صوت مع شفيق ضد مرسي أضعافها؟ وهل بمثل هذا تسلب إرادة الشعوب وتحرف مساراتها؟!
أليس هذا وحده دون غيره من الاعتبارات -وما أكثرها- كافيا للتسليم بأنه انقلاب صارخ، واعتداء بين على أصحاب الشرعية ذوي المرجعية الإسلامية ومن حالفهم من العقلاء الأحرار، اعتداء من قلة قليلة لا فضل لها في المجتمعات إلا إرهاب القوة وسلطة الجبر بالسلاح والإعلام العميل والثروات المنهوبة..
لقد آنَ الأوانُ لكي تتمايزَ المناهجُ، وتنكشف النيات عند المؤيد والمنقلب والمتوسط والساكت.. وعند الشرق والغرب.. حتى توقن الشعوب بأسباب قرارات سلطاتها منتخبَةً أو مغتصِبةً..
كفانا توْريةً ووصايةً..
فإما أن نذعن للحق فنسلم الحقوق لأهلها ولا تنتهك شرْعياتُ الشعوب والدساتير.. وإما أن نفصح عن أسباب مقنعة للمنقلبين؛ تجعل الناس في جِهَادٍ إن اعترضوا، أو في حِلٍّ إنْ رضَخُوا.. لم يعد الوقت يحتملُ التعميةَ في مقتضياتِ القرارات.. لا جهلا ولا ضعفاً..
ولا يجوز بحال التلاعب بمشاعر الشعوب فضلا عن زلزلة البلاد والخوض في دمائها..
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه..
(الشيخ الدكتور عادل رفوش)