تصريحات حول إعفاء القائد الجهوي للقوات المساعدة بجهة الغرب
هوية بريس – إبراهيم الوزاني
الأربعاء 05 فبراير 2014م
حول قضية إعفاء الكولونيل ميسور من مهامه في القيادة الجهوية للقوات المساعدة بجهة الغرب الشراردة بني احسن بسبب امتناعه عن مصافحة الوالي الجديد للجهة زينب العدوي وتنقيله إلى العمل بمصالح جهات القوات المساعدة بجهة الشاوية ورديغة تأديبا له، واعتبار ذلك إهانة للعدوي كما قال وزير الداخلية في البرلمان، لنقرأ هذه التصريحات:
ونبدأ بالأستاذ إبراهيم الطالب مدير جريدة السبيل الذي قال: “إن هذا الإعفاء الذي تعرض له السيد الكولونيل ميسور، يعد من التدخلات الرسمية للإدارة في الحدّ من انتشار بعض السلوكيات التي يمارسها أصحابها بدافع ديني وقناعة شخصية؛ مخالف لما تدعيه الدولة ومن يصك أسماعنا من العلمانيين من مناضلي بيت الحكمة وحزب الأصالة والمعاصرة من ضرورة الإعلاء من شأن الحريات الفردية واحترام حرية المعتقد والدين.
وتنضاف هذه الحادثة إلى مثيلاتها من إعفاء العشرات من الجنود المغاربة من الخدمة، وكذلك التضييق على المحجبات بإدارة السجون، وإعفاء عنصر الوقاية المدنية لحضوره محاضرة للشيخ عبد الله نهار.. وكل هذا يعد خرقا سافرا للشرع والقانون؛ يشي بأن هناك من يتخذ من أسلوب الإقصاء والتهميش والمضايقة استراتيجية للحد من تواجد المتدينين في صفوف الإدارة ونعتبر هذا من الأمور تعطي الانطباع لعموم المواطنين أن الدولة تحارب التدين وهذا لا يليق بنا كبلد مسلم”.
وأما الأستاذ نبيل غزال عضو هيأة تحرير جريدة السبيل، فتعليقا عن إثارة الموضوع داخل البرلمان من طرف حزب البام، وما قالته نائبته خديجة الرويسي من أن امتناع الكولونيل عن مصافحة الوالي زينب العدوي أمر خطير يصدر عن أصحاب العقول المتحجرة، قال: “قرار إعفاء الكولونيل ميسور يندرج ضمن عدد من القرارات الجائرة التي تعرض لها كثير من رجال السلطة والجيش والشرطة. وحزب البام يتعامل هذه القضايا بمنطق “ما أريكم إلا ما أرى“، فما يعتقده صوابا يجب على كافة أفراد الشعب الامتثال له سواء على مستوى القناعات أو السلوك، وكل من خالفه التوجه اعتبر مباشرة متطرفا ومتشددا ورجعيا… ما يجب أن تعلمه مثل هاته الأحزاب وكل من أسهم في اتخاذ هذا القرار الجائر؛ أننا نعيش في بلد دينه الرسمي الإسلام، والمغاربة -رغم فشو مظاهر الفساد والانحلال- مسلمون، وسهل جدا في زمن تطور وسائل التكنولوجيا والوصول إلى المعلومة، معرفة الحكم الشرعي بخصوص مصافحة الرجل لغير محارمه من النساء.
فالموقف الشرعي واضح وصريح حتى في المذهب المالكي نفسه، ولا يعني إطلاقا رفض الكولونيل ميسور مصافحة الوالي الجديد “زينب العدوي” لجهة الغرب إقصاء للمرأة أو التنقص منها أو ازدراءها، فلا وجود لمثل هاته السلوكات المستفزة إلا في عقليات من تحرك وشجب موقف الكولونيل، فموقفه موافق تماما لصريح الشرع وما نص عليه السادة المالكية في هذا الباب، كما أنه موافق أيضا لمبادئ الحريات الفردية كما هو متعارف عليها دوليا. فهاته الأحزاب ترفع شعار الحريات الفردية إن تعلق الأمر بالزناة ومعاقري الخمور والشواذ.. وتتنكر لها إن تعلق الأمر بأي مسلم اختار عن عقيدة وقناعة التمسك بأحكام الإسلام.
وتحت عنوان “العقلية الفرعونية والاستبداد المجاني..”، كتب الشيخ حماد القباج في صفحته على “الفايسبوك”: “قد يجد المستبد ما يسوغ به سلوكه الاستبدادي مما يتوهمه مصلحة.. لكن البعض أصبح الاستبداد خلقا ملازماً له لا يستطيع التخلص منه..
وفي هذا السياق؛ يسعى بعض من ابتلي بقناعة أن التزام العمل بالسنن النبوية المباركة؛ غلو ورجعية..!ويسعى لفرض قناعته المرضية على الناس على مذهب فرعون: “ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد“.
وتعظم خطورة هذا السلوك حين يستغل السلطة والسياسة لفرض القناعة على المخالف ويوظفها لعقوبة من يخالفه ويختار قناعة أخرى..
نحن في بلد مسلم يسعى لإرساء دعائم حقوق الانسان؛ ولذلك فإننا نرفض رفضا قاطعا أن توصف سنة نبوية كريمة بأوصاف قدحية.. كما نرفض سلوك توظيف السلطة لمحاسبة الناس على آراءهم ومعاقبتهم على قناعاتهم..
وأما الشيخ الدكتور رشيد نافع فقد اختار الدفاع عن “الكولونيل ميسور” بكتابة مقال عنونه بـ”نعم وبصوت عال: لا لمصافحة النساء“، بيانا للحكم الشرعي في مسألة مصافحة المرأة الأجنبية، وانتصارا للسيد ميسور.
وقد ابتدأه بالحديث عن خطر الاعتراض على أحكام الشرع بالأهواء والقناعات، وعدم الخضوع والاستسلام لشرع الله؛ ثم نقل الأدلة من السنة النبوية على حرمة مصافحة النساء الأجنبيات، ونقل أقوال العلماء خصوصا السادة المالكية منهم في النهي عن ذلك.
فيما كتب ذ. إبراهيم بيدون عضو هيأة تحرير جريدة السبيل والصحفي في الجريدة الإلكترونية “هوية بريس” في حسابه على “الفايسبوك”: “إعفاء القائد الجهوي للقوات المساعدة بجهة الغرب الشراردة بني احسن من مهمته هاته، بعدما أبدى رفضه لمصافحة الوالي الجديد للجهة زينب العدوي، ولعدم حضوره الموكب الذي أخذ الهبة الملكية لضريح مولاي بوسلهام؛ هو تصرف لا يتماشى وحق المسلم في التمسك بشرائع دينه، واتباعه لهدي أسوته المصطفى صلى الله عليه وسلم، أفضل الخلق وأطهرهم قلوبا، وأعظم الناس تكريما للمرأة؛ وهو الذي لم يكن يصافح النساء.. وهو القائل: “إني لا أصافح النساء“..
بل تصرف سلطوي يحمل من معاني التعسف والشطط في استعمال السلطة ما يخدم سياسة ترهيب الناس وتخويفهم من التمسك بأحكام الدين خشية الاتهام بالتشدد والرجعية.. والعبد الحريص على مرضاة ربّه هو من ينتصر لشرعه وحكمه؛ ومن هنا أحيي الكولونيل ميسور -يسر الله أموره- الذي لابد من ردّ الاعتبار له وتكريمه.. لأنه بالامتناع عن مصافحة الأجنبيات عنه يكون قد أكرم المرأة لا أهانها كما زعمت إحداهن (بيت الحكمة!!)؛ لأنه صان يديها من أن تمسها يد الرجال والذكران كيفما كانوا.. ولا أنسى هنا أن أذكر كيف أن الملك محمد السادس قد احترم وجهة نظر المرأة المالية التي امتنعت عن مصافحته في زيارته لدولة مالي..”.