كاتب أمريكي: الجيش أسقط مبارك لصالحه.. وقريبًا سيتحول إلى سراب
هوية بريس – المفكرة
السبت 15 فبراير 2014م
ذكر أستاذ العلوم السياسية الأمريكي “جوش ستاتشر” أنه بعد رحيل مبارك لم يعد لدى أية جهة في مصر سيطرة كاملة على مقاليد الحكم، ويشمل ذلك المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وسوف يرى المصريون قريبًا أن المؤسسة التي يعتبرونها الأقوى في مصر ما هي إلا “سراب”.
وأضاف ستاتشر في مقال له بمجلة الشئون الخارجية “فورين أفايرز” التابعة لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي: إن ترشح السيسي لرئاسة الجمهورية سيكون الخطوة الأخيرة فيما أسماه “الغزو العسكري لمصر”، وعودة مصر إلى ما يشبه نظام مبارك.
ويقول ستاتشر: إن السيسي حاول تثبيت دعائم حكمة من خلال إطلاق حملة لمواجهة “الإرهاب” بدءًا من شهر يوليو الماضي، ومنذ ذلك الحين قامت أجهزة الدولة القمعية باستهداف التظاهرات والاعتصامات المناهضة للحكومة مما أودى بحياة الآلاف من المتظاهرين.
ويصف ستاتشر هذه الحملة بأنها “أكبر من كونها مجرد حملة ضد الإخوان”، فقد قتلت الحكومة المؤقتة وجرحت الكثير من المتظاهرين غير المنتمين إلى الإخوان، واعتقلت النشطاء الثوريين والصحافيين، وقامت بالتشهير بالأكاديميين المعارضين لها. بالتزامن مع تزايد في وتيرة التفجيرات والاغتيالات والعمليات المسلحة التي تقوم بها جماعة أنصار بيت المقدس في سيناء.
ويضيف ستاتشر: “أصبح من الواضح للعيان أن الدولة المصرية قد ضعفت على مدار الثلاثة أعوام الأخيرة، وأصبحت سياسة اللجوء للعنف من قبل الدولة ضد المعارضين بمثابة محاولة أخيرة لإصلاح قارب أوشك على الغرق، ولكن في الواقع فإن مصر الآن على أعتاب ثورة أخرى”.
ويقول: إن ما حدث وقت تنحي مبارك لم يكن سوى أن الجيش قام بالتدخل لحماية المصالح والمؤسسات الخاصة به، ثم قام بتوزيع غنائم نظام مبارك في حين ركز الجميع على استقالة مبارك.
وأضاف الكاتب: قام الجيش بنفي أو سجن أصحاب رؤوس الأموال والفريق الاقتصادي الإصلاحي بالحكومة؛ لأنه لم يكن يسيطر عليهم. كما قام بالتخلص من منافسيه في وزارة الداخلية ووضعهم تحت سلطته. فعلى سبيل المثال قام المجلس العسكري بإعادة تسمية جهاز أمن الدولة وأطلق عليه الأمن الوطني وأعاد تشكيل قيادته في مارس 2011.
وتابع ستاتشر بقوله: لم يستثن من ذلك الأجهزة الاستخباراتية الأخرى؛ فعلى سبيل المثال، تعرض عمر سليمان (جهاز المخابرات العامة) لمحاولة اغتيال في القاهرة أثناء الثورة، ولم يصدر أي تفسير رسمي لها، في حين تشير معظم الروايات أن الجيش كان وراء المؤامرة حيث لم يتم توجيه الاتهام لأي أحد في ذلك الوقت، مبرهنًا على كلامه باستقالة عمر سليمان السريعة بعد رحيل مبارك، بحسب قوله.
ويقول الكاتب: إن تعيين محمد فريد التهامي (الضابط السابق في المخابرات العسكرية) يؤكد أن الجيش قد قام بتفكيك شبكة عمر سليمان بشكل تام.