مساعدات عطاء تستفيد منها أكثر من 200 أسرة من قبيلة آيت الفرح بإقليم تازة
مساعدات عطاء تصل 200 أسرة من آيت الفرح تازة
عطاء تدخل البسمة على وجوه أكثر من 200 أسرة من قبيلة آيت الفرح بإقليم تازة
هوية بريس – إبراهيم بيدون
الأربعاء 12 فبراير 2014م
حطت رحال القافلة الثالثة للحملة الوطنية “لننعم جميعا بالدفء” في نسختها الثانية، على قمم جبال الأطلس المتوسط الشرقي المحاذية لقمة جبل “بويبلان” (3172م)، وبالضبط في دوار “إزلافن”، لتوزيع مساعداتها، وقد تم ذلك يومي السبت والأحد 08-09 فبراير الجاري.
وينتمي دوار “إزلافن” إلى قبيلة ايت الفرح المنتمية إلى القبيلة الكبيرة بني واراين التي اشتهرت بمقاومتها الشرسة للمحتل الفرنسي بداية القرن الماضي، وتعتبر تربية الماشية موردهم الأساسي وبعض الزراعات المعاشية التي لا تغطي حاجياتهم الغذائية، وذلك بسبب قلة الأراضي القابلة للزراعة، مع وجود مناطق غابوية شاسعة لا يمكن استغلالها لانعدام وجود الطريق وبعد ديارهم، ويتحدث الساكنة باللهجة الواراينية الأمازيغية.
بعد ساعتين من السير بالسيارات من مدينة تازة توقفت القافلة في منطقة تيكركورين، وقام المشاركون بإفراغ الشاحنة من المساعدات التي تقدر بقرابة 8 أطنان، ثم حملت المساعدات على متن شاحنة لنقل مواد البناء، و4 سيارات من نوع (مرسيدس 207)، أما المشاركون فامتطوا ظهور البغال ليبدؤوا رحلة طريق صعبة ومليئة بالمغامرات.
فبعد صعود وانخفاض في اتجاه أعالي الجبال الرابضة في مؤخرة الأطلس المتوسط، واختراق عدد من الوديان.. مرت الساعة الأولى فالثانية فالثالثة.. وبدأ العياء يدب في أجساد من يمشون على أقدامهم قبل أن يصل لمن يركبون.. والذين صاروا يرتاحون من خلال النزول والمشي على الأقدام..؛ نزل الظلام ولم يصل المشاركون إلا مع الساعة التاسعة ليلا من يوم السبت، بعد قرابة 6 ساعات صعودا في الجبال.
في صبيحة يوم الأحد وزعت المساعدات، واستفادت أكثر من 200 أسرة، وتتكون المساعدات من المواد الغذائية (عبارة عن قفة متنوعة)، وكيس من الملابس المتنوعة والأحذية، بالإضافة إلى أغطية؛ كما استفاد قرابة مائة وخمسين طفلا من هدايا متعددة (حلويات، لعب متنوعة، معجون أسنان وفرشاة مع درس توجيهي لاستعمالهما والحفاظ على الأسنان).
كما قام مجموعة من المشاركين بتنشيط الصغار بمجموعة من الفقرات المرحة مع البهلوان علي الذي أمتع الصغار والكبار بأسلوبه المرح، وحركاته المضحكة.
عاد المشاركون إلى ديارهم وهم يحملون في أذهانهم التصور الحقيقي لمفهوم المغرب العميق، الذي يعاني أهله من الحرمان من أبسط شروط الحياة الكريمة، فهناك لا كهرباء ولا هاتف، ولا مستشفى.. ولا حتى طريقا ميسرة؛ بل طريق خوضها ركوبا في سيارات النقل المزدوج أشبه بمغامرة خطيرة، خصوصا عندما تميل السيارة جهة الحافة الشديدة الانحدار، فحينها يتمتم الراكبون: “اللهم سلم سلم”.