الصحفي والحقوقي مصطفى الحسناوي يقبع داخل مرحاض في سجن القنيطرة
هوية بريس – عبد الله المصمودي
الإثنين 24 فبراير 2014م
بعد الخبر الذي نشرته أول أمس السبت صفحة الدفاع عن الصحفي مصطفى الحسناوي على “الفايسبوك”، والذي أفاد بأنه تم نقله يوم الجمعة من زنزاته إلى جناح آخر قرب إدارة السجن المركزي بالقنيطرة، نشرت الصفحة قبل قليل ملخصا عما وقع له؛ حكاه أخوه خالد الحسناوي بعد زيارة له قام بها اليوم، حيث جاء في المنشور:
“علمنا من خالد، أخو الصحفي مصطفى الحسناوي، أنه ذهب لزيارته اليوم (24/02/2014)، فتفاجأ بإدارة السجن توجهه إلى قاعة «الزيارة المشبكة» عوض المكان الذي اعتاد زيارة أخيه فيه.
كما أن الزيارة هذه المرة كانت مراقبة من قِبَل أحد موظفي السجن، حيث وقف يستمع إلى حوارهما ويراقبهما، وقد أخبر مصطفى أخاه أنه في صبيحة الجمعة الماضية جاء عنده موظفو السجن وطلبوا منه مرافقتهم إلى الإدارة لمقابلة مدير السجن، وأدخلوه غرفة مجاورة لمكتب المدير، وبعد مدة وجيزة أخبروه بأن عناصر أمنية هي من تود مقابلته.
وبعد طول انتظار أخبروه أنه سيتمكن من مقابلة الطبيب، لكن بعد إلحاح الحسناوي عليهم لمعرفة ما يجري أعلمه نائب المدير بأن ما يحصل هو تعليمات «من الفوق»، وبأن مقاله الأخير «16 ماي (موت شهرزاد)» هو سبب هذا الاستدعاء.
ثم شرعوا في استفساره حول ما يقصده بكلامه في المقال، وبعد ذلك توجهوا به إلى مكان بقرب الإدارة، وأدخلوه إلى غرفة قد ملأ أرضيتَها مياه قذرة وروائح كريهة، حتى أن البول والماء كان يغطي قدميه، مما دفعه للاحتجاج على هذه الوضعية، فبدأ يصرخ ويطلب نقله من هذه الزنزانة إلى أن أصيب بالإغماء، فتم نقله إلى زنزانة أخرى عبارة عن مرحاض، طوله 3 أمتار وعرضه متر ونصف، وله باب مشبك يدخل الريح، مع حراسة على مدار الساعة.
في هذه الوضعية غير الإنسانية طلب الصحفي مصطفى الحسناوي من موظفي السجن إحضار أغطيته من زنزانته السابقة، وعندما ذهب معهم إلى غرفته لجلب أغطيته تفاجأ بأن جميع كتبه ومقالاته وأقلامه وأوراق دراسته قد أُخِذت من غرفته، وهذا دليل على أن اعتقاله لم يكن إلا بسبب مقالاته وآرائه التي أزعجتهم”.
وفي اتصال لـ”هوية بريس” بخالد الحسناوي، صرح هذا الأخير قائلا: “أنا كأخ لمصطفى وفرد من عائلته أعطاني الحق في التحدث عن قضيته رسميا، أقول إننا:
– نستنكر ما تعرض له مصطفى أشد الاستنكار، خصوصا وأنه سجين ولا يزال يعاقب فقط لأنه يكتب ويعبر عن آرائه في مقالاته، وهذه الحادثة والعقوبة تؤكد ذلك..
– لقد استبشرنا خيرا بمطالبة الأمم المتحدة بإطلاق سراحه، وبتصريح مسؤولها بأن اعتقاله كان تعسفيا، وبأن من حقه التعبير عن آرائه والدفاع عن المظلومين، لكن للأسف نتفاجأ بازدياد حالات التعسف والتعذيب والترهيب التي يتعرض لها أخونا البريء من أصل التهمة الملفقة له..
– نطالب جميع أصحاب الضمائر الحية بالتدخل العاجل لإنقاذ أخي من هذه المأساة وهذا التعذيب المقصود، واتخاذ كافة الإجراءات للمطالبة بتمتيعه بحقوقه الوطنية بله الآدمية”.
هذا، ويتابع الحسناوي بتهمتي “تكوين عصابة إرهابية” و”عدم التبليغ عن جريمة إرهابية”، عوقب على إثرهما بأربع سنوات سجنا نافذا، تم تخفيضها إلى ثلاث بعد الاستئناف؛ وفي الذكرى الحادية عشرة لأحداث 16 ماي الأليمة لهذه السنة سيكون الصحفي مصطفى الحسناوي قد أتم عاما كاملا على اعتقاله.