أبتاه..
نجاة حمص
هوية بريس – الإثنين 24 فبراير 2014م
وجودك يطمئنني..
صوتك يقويني وينعشني..
عاهدت أبتاه، ألا تتركني..
فما بال أصابعك ترتخي..
هل يا تراك ستفلتني..
سأبكي بحرقة وألم..
وأنت دوما كنت تتجنب..
أن تحزنني..
ظهري يشتكي برد الزمان..
كنت تحيل بيني وبين الزمن..
رجاء حاول ألا تتركني..
علمتني أن لا أنحني مستجدية
واليوم أنا أستجديك..
استجداء الأرض للمزن..
علمتني العزة والإباء..
وأن أصارع الحزن والغبن..
لكني اليوم، سأجثو راكعة..
سأبكي وأرجو أن تعذرني..
رياح الزمن عاتية
وأنا ضعيفة.. ستغلبني
خارج البيت غرباء..
ولا منهم من يشبهك
أو يشبهني..
أبتاه أنا نجاة..
انظر إلي، هل تذكرني..
قل شيئا.. أي شيء
فصمتك يرعبني..
تكلم، انطق، تحرك..
استسلامك هذا يهزمني..
عهدتك أبتاه شديدا..
فما بالك اليوم تخذلني..
مرت علينا سنون عجاف..
غاب فيها النوم عن الجفن..
مر بنا الجوع والمرض..
غلبت الروح على البدن..
قبضنا الجمر صبرا وتحملا
صبرنا على البلاء والمحن..
وها هو الزمن يطيح بي ويغلبني..
ضربت فيك وأنت ظهري..
وكان هذا مكمن الوجع..
فأدعو لك بالثبات أبتاه..
بالجنة ورغد العيش في عدن..