العشق الممنوع…
ذ. محند عادل
هوية بريس – الأربعاء 26 فبراير 2014م
المتتبع للساحة السياسة الخارجية ولو من بعيد، يمكنه أن يرى الضباب والغمام المتساقط على العلاقات المغربية والفرنسية التي لم يعرف لها مثيل من قبل، بسبب التصريح الذي قدمه السفير الفرنسي في واشنطن حيث قال بالحرف: “العشيقة التي نضاجعها كل ليلة ليس بالضرورة مغرمين بها، لكننا ملزمون بالدفاع عنها” واصفا بهذه العبارات النابية المغرب، والتي يرفضها المغاربة، حقا لبلدنا مكانة كبيرة في قلوبنا، وغيرة أعظم..
لكن بقليل من العقلانية الإيجابية والتفكير المتدبر للأمور، يمكننا أن نطلب تفسيرا بسيطا لما يجري ببلادنا، كتسليم السيد بلمختار وزير التربية والتكوين المهني التعليم لفرنسا، أو بعبارة أوضح لقبلات قصر الإيليزي، ليتحكم بمصير شعب بكامله، أليس التوضيح الذي خرج من هذه الوزارة ليس له أي أساس من الصحة، حيث عللت ذلك الصفقة التي منحت للمستعمر القديم-الجديد، بكون الفرنسيين لهم خبرة في الميدان المنهجي والبيداغوجي وخبرة طويلة؟
ألم يكن حريا بالمسؤولين قبل تعليلهم أن يقرؤوا قليلا في أكبر الجرائد الفرنسية انتشارا في العالم، أن التعليم الفرنسي به أعطاب، ولا يصلح للتطور التكنولوجي والعلمي، وأنه تعليم يكرس الطبقية، مع العلم أننا لسنا بحاجة لما نعيشه في تعليمنا من الطبقية، حيث الفرص التي تمنح للطلاب تتفاوت حسب الفروقات الاجتماعية والاقتصادية، دون مراعاة القدرات العلمية؟!!
ألم يطلع السيد الوزير على نداءات حقوقية ورسمية كالوزيرة الفرنسية “فيوراسوا” التي طالبت بفتح أبواب الجامعات والدراسات العليا أمام اللغة الإنجليزية؟!!…
أليس هذا ارتماء في حضن عاشق لا يبالي أصلا لمشاعر غريمته؟
وبماذا نسمي المشاريع الكبرى التي تحظى بها الشركات والمؤسسات الفرنسية دون غيرها وبدون أي عروض طلبات مسبقة؟
بماذا نسمي هجرة الدول المتقدمة وعلى رأسها فرنسا نحو اللغة الإنجليزية لتعزيز البحث العلمي؟ ومع ذلك يطلع علينا من يقول بالباكالوريا الدولية المفرنسة كليا!!
أليس هذا ارتماء في سرير نذل لا يحب عاشقته. وأخيرا نقول للحزب الفرنسي الاستعماري بالجلباب المغربي الأصيل، أنتم لا تتعدون رؤوس الأصابع ارحلوا واتركوا بلادنا بخير، لم يعد لكم مكان للدفاع عن مصالح فرنسا في بلادنا، ونقول للسيدة سمية بنخلدون: التي أصرت أن تقدم كلمتها في منبر دولي باللغة العربية معتذرة لضيوفها الأجانب؛ فقد قامت بما لم يستطع رجال المستعمر الفرنسي القيام به، لك تحياتي!!!