تقرير: هيمنة الإنتاج الأجنبي بنسبة 91 بالمائة على البرامج الموجهة للأطفال
هوية بريس – متابعة
الخميس 27 فبراير 2014م
أكد تقرير حديث أصدرته (الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري)، يتعلق بالوقوف على برامج القنوات التلفزيونية العمومية الموجهة للطفل ومقاربتها، هيمنة الإنتاج الأجنبي على العرض المقدم للأطفال بنسبة 91 بالمائة، حسب ما أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء.
وأظهر التقرير، الذي يغطي فترة زمنية محدودة (153 يوما) تمتد من فاتح شتنبر 2012 إلى 31 يناير 2013، “ضعف حجم الإنتاج الوطني” (9 بالمائة)، واقتصاره على إعداد برامج التنشيط داخل الاستوديوهات، مع “غياب تام ” لسلسة أو فيلم للرسوم المتحركة من إنتاج وطني.
وأشار التقرير، الذي حمل عنوان ” 150 يوما من العرض التلفزي العمومي الموجه إلى الأطفال “، إلى الحضور المكثف للرسوم المتحركة بنسبة 88 بالمائة في القنوات العمومية (95 بالمائة في القناة الأولى / 85 بالمائة في القناة الثانية / 75 بالمائة في قناة تمازيغت / و100 بالمائة في ميدي 1 تي في).
وسجل التقرير، الواقع في 41 صفحة، أيضا قلة برامج التنشيط والمسابقات (6 برامج من أصل 97 برنامجا من مجموع القنوات)، فضلا عن غياب أشكال أخرى من برامج الأطفال من قبيل مسرح الطفل وبرامج الحوار ومجلات ثقافية وترفيهية وغيرها.
وبخصوص مضامين البرامج المقدمة من قبل القنوات الأربع، فقد سجل التقرير أيضا الحضور المكثف للترفيه (67 بالمائة)، في الوقت الذي لا تمثل المضامين التربوية سوى 33 بالمائة، علاوة على تقديم بعض الرسوم المتحركة لمشاهد تحمل جرعات من العنف، مع اعتماد البرامج أساسا على الطفل المتلقي على حساب الطفل الفاعل.
وبشأن الجانب اللغوي، أبرز التقرير حضور البرامج الأجنبية المدبلجة إلى العربية الفصحى والأمازيغية بنسبة 49 بالمائة من مجموع البث في القنوات الأربع، مع الإشارة إلى اختلاف نسبة البرامج المدبلجة بحسب كل قناة، حيث بلغت هذه النسبة 100 بالمائة في تمازيغت التي لا تبث برامج الأطفال بأي لغة أجنبية، و34 بالمائة في القناة الأولى، و44 بالمائة في القناة الثانية، و18 بالمائة في قناة ميدي 1 تي في.
أما بخصوص البرمجة، فإن كل القنوات العمومية تلتزم بالحصص اليومية لبرامج الأطفال، غير أنها -حسب التقرير- “لا تحترم الدقة في التوقيت والانضباط في وتيرة بث بعض البرامج”، مع الإشارة إلى أن كل القنوات العمومية تخصص نهاية الأسبوع حصة صباحية للأطفال بين السابعة والحادية عشرة صباحا. وأشار التقرير إلى أن عدد البرامج التي تمت متابعتها بلغ 97 برنامجا، والتي استغرق بثها ما يعادل 814 ساعة طيلة خمسة أشهر من البث.
وبالعودة إلى العرض المقدم من قبل قناة ميدي 1 تي في، فقد سجل التقرير أن هذا العرض -الذي يشمل بالأساس سلسلات وأفلام الرسوم المتحركة- تطغى عليه اللغة الفرنسية بنسبة 82 بالمائة، فضلا عن كون هذا العرض له طبيعة تربوية وتعليمية بنسبة 69 بالمائة مقابل 31 بالمائة للبرامج الترفيهية والتربوية.
وتمت الإشارة أيضا إلى أن هذا العرض، الذي لا يشرك الطفل في الإنتاج والإعداد والتقديم، لا يأخذ بعين الاعتبار شروط استفادة الأطفال ضعيفي السمع من البرامج. أما العرض المقدم من قبل قناة تمازيغت، فإن أغلب منتوجه مستورد من الخارج (88 بالمائة)، ومكون في عمومه من سلسلات وأفلام الرسوم المتحركة (74 بالمائة)، مع الإشارة إلى أن هذا العرض تحضر فيه اللغة الامازيغية بكثافة اعتمادا على الدبلجة، كما تحضر فيه اللغة العربية مع غياب اللغات الأجنبية.
ومن خصائص عرض قناة تمازيغت، أنه ترفيهي أكثر منه تربوي وتعليمي، فضلا عن كونه متنوعا مع حضور جرعات من العنف في بعض البرامج، مع الإشارة إلى أنه نادرا ما يشرك الطفل في الإنتاج والإعداد والتقديم.
وبخصوص العرض التلفزيوني للقناة الثانية (دوزيم)، فإنه مكون في عمومه من سلسلات وأفلام الرسوم المتحركة (71 بالمائة)، مع طغيان الطابع الترفيهي عليه أكثر من الطابع التربوي والتعليمي. وتحضر في هذا العرض، المتنوع المضامين، جرعات من العنف في بعض البرامج، ونادرا ما يتم إشراك الطفل في إنتاج هذا العرض وإعداده وتقديمه، كما أنه لا يأخذ بعين الاعتبار شروط استفادة الأطفال ضعيفي السمع من البرامج. وبالنسبة لعرض القناة الأولى، المكون في عمومه من سلسلات وأفلام الرسوم المتحركة، فإنه يخلو من اللغة الأمازيغية، ومتوازن بين اللغتين العربية والفرنسية.
ويطغى على هذا العرض الطابع الترفيهي عليه أكثر من الطابع التربوي والتعليمي، مع حضور جرعات من العنف في بعض البرامج.
وفي سياق متصل أبرزت الهيئة ان هذا التقرير يتوخى الوقوف على البرامج الموجهة للطفل، ومقاربة هذا العرض التلفزيوني من زاوية نظر الضبط والتقنين المنوطة بالهيأة، مؤكدة أن القنوات موضوع التقرير، هي قنوات تلفزيونية عمومية ـ تخضع في عرضها لمنطق الخدمة العمومية، فهي “ملزمة -وفقا لمنطوق دفتر التحملات- بالاستجابة لحاجيات جمهور الأطفال، في ما يخص الإعلام والتربية والتعليم، إلى جانب الترفيه، مع الالتزام بمقتضيات كمية ونوعية تمليها الالتزامات التعاقدية والقانونية”. ولمقاربة هذا الموضوع -يضيف التقديم- اعتمد التقرير على مسح كمي لجميع البرامج المخصصة للأطفال في القنوات الأربع، بهدف استخراج العناصر والمعطيات الكفيلة باستنتاج الدور الإخباري والتربوي والتعليمي والتثقيفي والترفيهي للتلفزيون العمومي بخصوص هذه الفئة العمرية، وذلك في أفق أن تشكل المعطيات المستخرجة “أرضية للمساهمة في خلق نقاش واسع حول الإعلام والطفل”.