هم لا يريدون حريتك بل يريدون حرية الوصول إليك
سناء أزنود
هوية بريس – الأربعاء 06 مارس 2014م
تغيرت كثير من المفاهيم لدى الناس في مجتمعنا الإسلامي بسبب بعدهم عن شرع الله عز وجل، فأصبحوا يتخبطون هنا وهناك يبحثون عن مفاهيم جديدة توافق أهواءهم وتشبع شهواتهم وتضرب شرع الله عرض الحائط؛ مفاهيم مستوردة من الدول الغربية..
ومن هذه المفاهيم التي تغيرت، مفهوم حرية المرأة الذي أصبح مفهوما غربيا علمانيا يهدف إلى تحرر المرأة من أخلاقها وآدابها، وانسلاخها من مثلها وقيمها ومبادئها، وإيقاعها في طرق الفسوق والفساد.
فلما كانت المرأة المسلمة هي أساس المجتمع الإسلامي وعماد الأسرة والدعامة الأولى لتربية الأجيال والمحافظة على القيم الدينية للأمة جمعاء، وجهوا جل اهتمامهم إليها ليفسدوها، وذلك من خلال استنساخ النموذج الغربي للمرأة بأورامه وأخطائه، ثم تتم عملية إسقاطه على مجتمعنا الإسلامي، فجعلوا المرأة المسلمة تنجر وراء بريق عبارة التحرر وغيرها من العبارات الزائفة التي ظاهرها معسول وباطنها سم زعاف، وهم يريدون من ذلك كله إخراجها من عفتها ودينها وحيائها وأخلاقها، وحرية الوصول إليها، لتصبح سلعة رخيصة تعرض في الأسواق تتناقلها الأيدي ويساومها الجميع ولا أحد يشتريها، أو يشتريها البعض بثمن بخس دراهم معدودات، فتكون بذلك عرضة للتلاعب بكرامتها ومشاعرها والسخرية من شخصها.
إن الحرية عند الغربيين أو أصحاب الفكر العلماني المقيت في حقيقتها هي أن تنساق المرأة المسلمة نحو السفور والاختلاط والتقليد الأعمى لنساء الغرب، وذلك بأن تخلع حجابها وتخرج من بيتها شبه عارية وتبدي ما تشاء من زينتها، وتخرج متعطرة ومتبرجة، وتخلو بمن تشاء من الرجال دون قيود سواء في العمل أو في الدراسة أو في الشارع، وأن تجلس مع هذا، وتضحك مع ذاك، وأن يتمتع بجمالها من يشاء من الرجال أو إن صح التعبير أشباه الرجال من الذكور، وأن تنتشر صورها وهي عارية على صفحات الجرائد والمجلات الخليعة التي ابتليت المسلمات بشرائها، وأن تصبح بطلة المسلسلات الساقطة يعانقها هذا ويقبلها ذاك بحجة أنه دور سينمائي لا غير، وأن تصبح رخيصة تباع وتشترى بثمن لا يساوي ثمن تذكرة الحافلة، وأن تفعل ما تريده دون قيد ولا ضابط.
فهل هذه هي الحرية التي تنشدين أختي؟
هل هذه الحرية هي التي ستحميك وتسعدك وترفع قدرك ومكانتك؟
هل الحرية هي الانطلاق نحو المجهول بلا قيود ولا ضوابط؟
فإن كانت هذه هي الحرية فهنيئا لنا بالسجن نحن المسلمات لا نريد هذه الحرية، فهذه ليست سوى حط ودوس على كرامة المرأة المسلمة ولا تمت للحرية بصلة بل إن الحرية بمفهومها الصحيح براء من كل ما يدعون له من فجور وفسوق وتعرٍ.
إن الإسلام كرمك وحماك بتاج العفاف، ورفع قدرك ومكانتك، فأنت في الإسلام درة مصونة وجوهرة مكنونة وبغيره دمية في يد كل فاجر فأي شيء تريدينه بعد هذا التكريم؟
أتستبدلن الذي هو أدنى بالذي هو خير؟
لماذا تسخطين ربك وترضين هواك وهوى غيرك؟
ألا ترين أختي أنهم أخذوا منك كل شيء باسم الحرية ولم يعطوك إلا أقل القليل، أخذوا منك كرامتك وإنسانيتك وعفتك وكل شيء جميل فيك وأعطوك فقط قذارة الأمور؟!!
ألا ترين أنهم يريدون فقط جسدك وليس حريتك؟!!
فلماذا تمنحينهم جسدك بكل ما يحتويه بهذه السهولة؟!!
ألا تحسين بالذل والمهانة..؟!!
إن الحرية الحقة أختي هي أن تصوني نفسك عن الهوى، وتحافظي على عفتك وكرامتك وحيائك في بيئة منحرفة كالبيئة التي نعيش فيها في زمننا هذا..
الحرية هي أن تلتزمي بحجابك الشرعي، الذي يسميه أصحاب الفكر الغربي والعلماني بالغطاء المقرف الذي يقزز نفوسهم ويحبط مجهوداتهم التي تبوء بالفشل الذريع أمام تلك الحرة الأبية التي أبهرت عقولهم وحطمت مخططاتهم الفاسدة بتسمكها بحجابها وعفتها، والتي لا يسهل عليهم إغواءها، وتحقيق مآربهم منها ببريق التحرر المزعوم، بل هي شامخة كالجبال تأبى أن تنزل لمستواهم الدنيء..
الحرية هي أن تقومي بدورك في المجتمع في إطار الضوابط الشرعية…
أختي إنك لؤلؤة لا تقدرين بأي ثمن، فصوني عرضك وشرفك، وحافظي على عفتك وطهارتك، فصلاحك هو صلاح المجتمع. وندعو الله سبحانه وتعالى أن يثبتك على دينك ويهديك إلى ما يحاك لك من مؤامرات تهدف إلى تدميرك و تدمير المجتمع الإسلامي برمته حتى تعيها فتواجهيها وتحاربيها..