عصيد يدعو إلى التضييق على الوعاظ والخطباء.. فأين هي حرية التعبير؟
ذ. إبراهيم الطالب
هوية بريس – الخميس 06 مارس 2014م
على صفحات جريدة “الأحداث”، عدد:5222، الصادر أمس الأربعاء 05 مارس 2014، كتب عصيد: “خارج المساجد يتواجد بالمغرب دعاة منفلتون من عقال السلطة، يسعون بإصرار إلى احتلال ساحة الوعظ الديني عبر استعارة أساليب الدعاة الوهابيين المنتشرين على ما يقارب 500 قناة تلفزية ممولة من أموال النفط الخليجي“.
التعليق:
يلعب أمثال الكاتب أحمد عصيد، دور “الطبال والزمار” لقرارات الدولة مهما خرقت حقوق الإنسان وانتهكت الحريات، مادام ذلك في حق الإسلاميين، لأن حقده على الإسلام ونبي الإسلام وأتباع نبي الإسلام يغلب إيمانه بقيم الحرية، لذا لا غرابة أن نراه يغري الدولة بانتهاك حرية الوعاظ في الكلام والتعبير، ويبارك احتكار الدولة للدين، ويثمن خطة التوفيق في تنظيم الشأن الديني، لا لشيء سوى لأن هذه الخطة في نظر عصيد وغيره من العلمانيين، تضيق على الإسلاميين في إنتاج خطاب إسلامي واع، يوقظ الناس إلى خطورة المد العلماني المتغلغل في بنيات المجتمع المغربي، ولأنها تفسح المجال لدعاة العلمانية لمحاربة الإسلام العملي والذي كثر الامتثال له من طرف المغاربة، كما تثبت ذلك الدراسات الاجتماعية الميدانية.
فأين عصيد وأمثاله من النضال من أجل حرية التفكير والمعتقد التي يطالبون بها في المغرب للشيعة والمنصرين الصليبيين والهندوس الوثنيين والبهائيين الخرافيين، لكن إذا تعلق الأمر بدعاة آثروا البقاء أحرارا، فلهم الخنق والتضييق والإقصاء في نظر العصيد وأمثاله، إنه لتناقض يزري بأصحابه إلى مستنقع الحقد والكراهية.
والحقيقة أن هذا لم يعد غريبا، فمنذ أحداث 16 ماي الدموية، استغل أغلب الكتاب العلمانيين الحملات الأمنية على الإسلاميين واختفت كل دعوات حقوق الإنسان المتعلقة بضمان المحاكمة العادلة لكل إنسان، وتلاشت كل النضالات من أجل ضمان الحريات، والتحق أغلب الكتاب العلمانيين، بجوقة التصفيق لكل صروف التضييق والانتهاك لحقوق المئات من المغاربة..
ولأن العلمانيين ليسوا دعاة حقيقيين للـ”ديمقراطية”، فإنهم طبلوا وزمروا لكل الاعتقالات التي سيصرح العاهل المغربي فيما بعد للصحافة الإسبانية، أنها قد شابتها خروقات، حيث تخللها ظلم كثير، فموقفهم الإقصائي توارى خلف الدماء المهدورة ظلما في البيضاء، وتسترت دكتاتوريتهم المشبعة بالحقد والكراهية خلف غبار المتفجرات، لكن كل تلك المتاريس سقطت في قضية إغلاق 67 جمعية مؤطرة لدور القرآن، حيث لم نسمع لعصيد وأمثاله أي دفاع عن حرية الاجتماع والتنظيم المكفولة بالدستور والتي تعتبر أهم الحريات العامة لأنها تجمع كل الحريات، كحرية التفكير والتعبير والاجتماع والتنظيم والمعتقد والدعوة إلى المعتقد.