سباق يهودي محموم لهدم المسجد الأقصى
هوية بريس – مركز التأصيل
الخميس 13 مارس 2014
بينما تشن الآن طائرات سلطات الاحتلال الصهيوني لفلسطين سلسلة من الغارات المكثفة على عدة مواقع في أنحاء مختلفة من قطاع غزة تحقيقا للتهديدات التي أطلقت من جانب العديد من المسئولين الصهاينة مثل “بنيامين نتنياهو” و”تسيبي ليفني” و”أفغيدور ليبرمان” وزير الخارجية الصهيوني الذي صرح للقناة العبرية الثانية فقال: “إنه لا مفر من عملية برية واسعة لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل على أن لا تكون على غرار عمليتي الرصاص المصبوب وعامود السحاب”.
ففي الوقت نفسه وعلى المسار الآخر يواصل الصهاينة طريقهم نحو العملية المنظمة والمنتظمة الخاصة بهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه في غفلة من المسلمين الذي يتعاونون علانية الآن في هذه العمليات الأخيرة ويباركونها بدعوى الحرب على الإرهاب.
ففي كل يوم لهم تقدم على نفس المسار بعقد الندوات والمؤتمرات لتشكيل حشد شعبي ولإقرار الأمر لدى المسلمين من جهة بتهيئتهم لإعلان خبر إزالة الأقصى من الوجود وحشد الشارع اليهودي للاصطفاف خلف هذه الدعوات ولتهيئة الرأي العام العالمي بمسلميه وغيرهم لاعتبار مبنى المسجد الأقصى مبنى منتهي الصلاحية ليمهدوا الطريق حتى يصبح خبر إزالته خبرا عاديا وليس مفاجئا لأحد.
فعقدت “منظمات الهيكل المزعوم” مؤتمرا بمدينة القدس المحتلة حضره نائب رئيس الكنيست الصهيوني “موشيه فيجلن” بالإضافة إلى عدد كبير من الحاخامات اليهود؛ ناقشت فيه قضية فرض السيطرة الصهيونية على المسجد الأقصى كخطوة أساسية بدلا من السيطرة الأردنية القائمة حاليا لتهيئة الأجواء للمرحلة المقبلة، وهي إزالته بالكلية وبناء الهيكل المزعوم مكانه.
وجاء عنوان هذا المؤتمر “فرض السيادة على المسجد الأقصى” معبرا عن هذه الخطوة التي يرونها ضرورية لتنفيذ مخططهم وتناولوا فيه ما طرح داخل الكنيست الصهيوني الشهر الماضي، بشأن مشروع قانون لفرض السيادة الصهيونية الكاملة على المسجد الأقصى بدلا من السيادة الأردنية التي عبرت عن غضبها وقلقها تجاه هذه الممارسات الصهيونية في القدس الشريف؛ وهو الغضب والقلق التي لا تأبه به كثيرا سلطات الاحتلال.
وفي نفس الإطار يواصل الحاخامات اليهود بكل وسيلة ممكنة حشد وتعبئة الشعب الصهيوني المحتل وخاصة فئة الشباب الذين ليسوا على مستوى جيل آبائهم واجداهم نحو هذه القضية؛ فكما نقلت صحيفة “معاريف” العبرية عن الحاخام “مائير مزوز” وهو كبير الحاخامات لليهود الشرقيين “سفارديم” فتواه بوجوب دخول المسجد الأقصى واعتبار المتكاسل والمتخاذل مرتكبا لإثم في الديانة اليهودية، فقال “مزوز”: “دخول المسجد الأقصى شعيرة دينية في اليهودية، ومن لم يؤدِّ هذه الشعيرة، فإن الرب سيغضب عليه، ويصبح مرتكبًا إثمًا”.
ولا تزال اليهودية كديانة يتلاعب بها من قبل الحاخامات، إذ كيف يمكن فهم أن فعلا واحد في ديانة واحدة يعتبره أحد رجال الدين واجبا وأن المتخلي عنه آثم ويعتبره رجال دين آخرون خروجا عن الديانة كما سبق وقال الحاخام “عوفاديا يوسف” الزعيم الروحي لحزب “شاس”: إن الصعود للمسجد الأقصى خرق وخروج خطير على الشريعة اليهودية”!
وحتى من قبل فتوى “مزوز” وعلى الرغم من فتوى “عوفيديا يوسف” إلا أن الاقتحامات للمسجد الأقصى من قبل مستوطنين يهود وضباط مخابرات وأعضاء في الكنيست مدعومين بقوات من الجيش الصهيوني تتلاحق وتتقارب وتزايد بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة.
وبهذا المنوال المتسارع لن يكون بالفعل مفاجئا لأحد في العالم أن يستيقظ الناس يوما ما قريبا على خبر هدم المسجد الأقصى أول قبلة للمسلمين ومسرى الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم، وحينها لن نلوم إلا أنفسنا وحينها سيكون سقوط المسجد المبارك أبلغ دلالة على تفريط هذا الجيل الذي خدم ويخدم اليهود بكثير من الأفعال والأقوال ومن أولها وأهما فرقتنا وعدم وضوح الرؤية أو انعدامها بالكلية لدى الكثير من الزعماء والقادة الذي صار معظمهم لا يعرف عدوه الحقيقي الذي يتربص بهم دوما.