294 ألف تلميذ يغادرون المدرسة بالمغرب
هوية بريس – متابعات
أعلن شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، عن استمرار ظاهرة الهدر المدرسي التي تتجلى في مغادرة الأطفال المدرسة دون الحصول على شهادة.
وهي الظاهرة التي كشفت عنها تقارير الهيئة العليا للحسابات، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، ولجنة استطلاع برلمانية بمجلس المستشارين، حيث وصل عددهم حاليا بعد مرور سنوات إلى أربعة ملايين شخص يجوبون الشوارع بدون شهادة مدرسية ولا تكوين مهني.
وأكد بنموسى، في جلسة مساءلة الوزراء بمجلس النواب، الاثنين الماضي، أن الهدر المدرسي في العالم القروي يعد من التحديات التي تهدد منظومة التربية والتعليم، مؤكدا أنه لهذا السبب جرى اعتبار الحد منه من الأهداف الإستراتيجية لخارطة الطريق التي وضعها منذ توليه قطاع التربية، والممتدة من 2022 إلى غاية 2026، عبر تحديد الأهداف لتقليص نسبته بنحو الثلث.
وبلغة الأرقام قال المسؤول الحكومي، إنه، في الموسم 2021 -2022، كان عدد الذين يغادرون المنظومة التربوية يقدر بنحو 344 ألفا، وتقلص العدد بنحو 12 في المائة، إذ وصل إلى نحو 294 ألفا، ورغم هذا التراجع في النسبة، أكد الوزير أن هذا العدد يظل مرتفعا مشددا على أن المجهودات التي تم بذلها هذه السنة مكنت من استرجاع 50 ألف تلميذ انقطعوا عن الدراسة.
ولتسريع وتيرة محاربة ظاهرة الهدر المدرسي، أعلن الوزير عن مراجعة الإطار القانوني من أجل وضع رقم تعريفي موحد سيساعد على تتبع كل التلاميذ على حدة، بالإضافة إلى تعميم التعليم الأولي باعتباره عاملا أساسيا يقلص من نسبة الهدر والانقطاع عن الدراسة، وكذلك المواكبة الفردية للتلاميذ، من خلال معالجة التعثرات، وتعزيز الدعم المدرسي بالنسبة إلى التلاميذ الذين لديهم صعوبات.
وكشف الوزير جهود تأمين التمدرس الاستدراكي، الذي يقف حاجزا ضد الهدر المدرسي، وتمهيد الطريق أمام مدارس الفرصة الثانية التي تعد قرارا مهما لمنح التلاميذ فرصة أخرى لتجنب مغادرة المدرسة بصفة نهائية، مشددا على ضرورة تعزيز خدمات الدعم الاجتماعي، سواء من حيث منح التعويضات العائلية المشروطة، وتوفير النقل المدرسي، أو تشييد الداخليات التي لها دور محوري في كل هذا المسار.
وأكد بنموسى أن هذا الملف معقد لتدخل قطاعات أخرى، ما يتطلب المزيد من ضمان الالتقائية بين كل الأطراف من أجل محاربة الهدر المدرسي، وقال بهذا الخصوص “نحاول الرفع من جاذبية المؤسسات التعليمية، خاصة عبر تنويع الأنشطة الموازية، والارتقاء بنظام التوجيه المدرسي والمهني لمساعدة التلاميذ على اختيار ما يناسبهم”.
وفق “الصباح” فتفاعلا مع أسئلة أخرى تتعلق بامتحانات الباكلوريا، قلل المسؤول الحكومي، من شك فرق المعارضة، وقال إن الامتحانات مرت في ظروف عادية بفضل مجموعة من التدابير التي تم اتخاذها من قبل الوزارة، بدءا بتوفير العدد الكافي من مراكز وقاعات الامتحانات، وتعبئة أعداد مهمة من المكلفين بالحراسة وتصحيح أوراق الامتحانات، وهو ما ساعد على مرورها في ظروف حسنة، مع الحرص على ضمان مصداقيتها، مشيرا إلى تمديد السنة الدراسية بأسبوع، وتنزيل برنامج وطني للدعم التربوي، عزز المكتسبات الدراسية والتعلمات، خاصة في ما يخص المستويات الإشهادية.
وحول محاربة ظاهرة الغش، أكد وزير التربية الوطنية أن إطلاق برامج التوعية مكن من تقليص عدد حالات الغش التي لم تتجاوز 4500 حالة، وإذا تمت مقارنتها بعدد المترشحين البالغ عددهم 493 ألفا، فإنه يظل رقما ضئيلا.