إلقاء القبض على طفلين سوريين بعد انقضاء صلاة الجمعة بمسجد حمزة بسلا

هوية بريس – إبراهيم الوزاني

الجمعة 21 مارس 2014

مباشرة بعد تسليمة الخطيب الثانية قام طفل تبين من لكنته أنه سوري، يسأل المصلين المساعدة، وتقديم ما تجود به نفوسهم، فالتسول مصدر رزق عدد من اللاجئين السوريين في المغرب الفارين من نيران الحرب القائمة في بلادهم؛ ثم انسحب من بين الصفوف ووقف أمام الباب رفقة أخته ذات 15 ربيعا.

وقبل أن تمد إليهما يد أحد المتصدقين درهما أو درهمين، تلقفتهما أذرع عناصر القوات المساعدة التي تتواجد كل جمعة في جوانب مسجد حمزة رضي الله عنه المتواجد بحي سيدي موسى بمدينة سلا.

لقد تفاجأ الطفل وأخته اللذان لم يكن يرافقهما أحد بما حل بهما، وبدأ الصغير بالبكاء والاستعطاف لإطلاق سراحه وبدت علامات الخوف على وجه الفتاة؛ وقع هذا وسط تساؤل الكثير من المصلين عن ما يقع، فيما استنكر آخرون ما حل بالصغيرين، والبعض وافق على ذلك لأن هؤلاء الغرباء “فيهم المشاكل” على حد تعبيرهم.

ثم تم أخذ القاصرين السوريين إلى مقاطعة حي سيدي موسى القريبة من المكان، وقائد فرقة القوات المساعدة يتمتم بعد مكالمة هاتفية -ربما- بقائد المقاطعة: “نعم إلقاء القبض الفوري عليهم”.

وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وجهت في بلاغ لها تعليمات إلى مندوبي الشؤون الإسلامية لحث القيمين على المساجد على السهر على عدم استمرار بعض التصرفات الصادرة عن بعض اللاجئين السوريين الوافدين على المملكة، لأنها  “تشويش على بيوت الله ومن يؤمها”.

وكشفت مصادر مطلعة من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن التعليمات الصادرة من أجل التصدي لما سمته تشويشا على المساجد اتخذت بناء على تقارير رصدت ممارسات مشبوهين من شأنها المساس بالوحدة المذهبية للمغاربة وثوابتهم الدينية. 

وعلى صعيد مواز، أعلنت مصالح وزارة الداخلية حالة الاستنفار حسب ما ورد في بلاغ لها جاء فيه: (على إثر بلاغ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بتاريخ 4 مارس 2014، المتعلق بالتصرفات الصادرة عن بعض المواطنين السوريين الوافدين على المملكة والتي تشوش على بيوت الله ومن يؤمها، وبالنظر لاستمرار هذه التصرفات، فإن وزارة الداخلية ستقدم على الطرد الفوري لكل مخالف تبعا للقانون رقم 03-02 المتعلق بدخول وإقامة الأجانب في المملكة المغربية).