نصيحة الشيخ حماد القباج للمتسرعين في التكفير

هوية بريس – متابعة

الأحد 30 مارس 2014

وجه الشيخ حماد القباج في صفحته على “الفايسبوك” نصيحة للمتسرعين في التكفير، وذلك على هامش تعليقه على صلاة الجمعة التي صلاها الملك محمد السادس خلف الشيخ الفيزازي وهذا نص النصيحة:

“كثير من التعليقات سببها غياب النضج لدى أصحابها: النضج في إدراك فقه النصوص الشرعية، والنضج في إدراك الواقع كما هو وملابساته.. لو كُنْتُمْ تفقهون لعلمتم أنكم محيدون عن موطن الجهاد الحقيقي؛ اعلموا هداكم الله أن الدولة قائمة على نظام يتيح الفرصة للجميع العمل الذي يبني ويصلح..

وهي فرصة استغلها غيركم أحسن استغلال ففرضوا عليكم منكرات كثيرة بسبب تغلغلهم في مراكز قرار.. وأنتم معتزلون لساحة التدافع وتقتصرون على إصدار الأحكام الجاهزة التي لا تغير من الواقع شيئا بل تزيدكم بعدا عن الناس لا مصداقية لكلامكم ولا لدعوتكم.. الكارهون للتدين فهموا اللعبة باكرا فناضلوا للسيطرة على الإعلام والثقافة والسياسة..

وهي المجالات الحيوية للتأثير وتحقيق المصالح.. ومن منطلق هيمنتهم أقطعوا لكم قطعة صغيرة جداً تتحركون فيها وتتوهمون أنكم تجاهدون أو تدعون إلى الله وينصبون لكم الأفخاخ في تلك القطعة الصغيرة حتى تضطر الأجهزة الأمنية للزج بكم في قطعة أصغر (السجن..).

وهكذا يستريح منكم أعداؤكم من السياسيين بعد أن جعلوا منكم معادين لولي أمركم ووطنكم ومجتمعكم..

اقبلوا مني نصيحة مشفق: أخرجوا من جحوركم وخالطوا الناس واصبروا على الأذى ووطنوا أنفسكم على سلوك دفع المفسدة الأكبر بأصغر منها..

شاركوا في البناء بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وبالإصلاح بما أمكن وبالإسهام في التنمية.. أبواب الخير كثيرة، منها: العناية بالضعفاء من أيتام وأرامل ومعاقين… ومنها خدمة الناس في المجالس البلدية وغيرها… ومنها ترشيد السياسات العامة في الولايات والبرلمان تخفيفاً للشر وتوسيعا لدائرة الخير.. ومن لم يستطع شيئا من ذلك فليجتهد في العبادة؛ ولله الحمد المساجد كثيرة لا يمنعكم أحد من صلاة ولا صيام ولا تلاوة القرآن ولا كثرة ذكر..

فإن لم يفعل أحدكم شيئا من ذلك فليلزم بيته وليبك على سلبيته وعدميته.. اختر لنفسك بابا من تلك الأبواب فإن كل واحد منها قد يدخلك الجنة.. أما تتبع العثرات وتلمس الهفوات وإصدار الأحكام على الناس وتنمية السلوك العدواني فكله شر وعدمية لا يأتي بخير..

هذه نصيحتي لكم فإن قبلتموها “فخير لي من حمر النعم” وإن رفضتموها “فما أرسلناك عليهم حفيظا“.. 

والله يتولاني ويتولاكم بهدايته ومرضاته.”