الإسلام العلماني أم العلمانية الإسلامية
عبد العزيز الرهواني
هوية بريس – الأحد 30 مارس 2014
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
يقول الله تعالى لعبده ورسوله وإلى الثقلين: الإنس والجن، آمرا له أن يخبر الناس: أن هذه سبيله، أي طريقه ومسلكه وسنته، وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يدعو إلى الله بها على بصيرة من ذلك، ويقين وبرهان، هو وكل من اتبعه، يدعو إلى ما دعا إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على بصيرة ويقين وبرهان شرعي وعقلي.
و قوله تعالى: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين}.
أي التسليم لله والتفويض لله والعبودية لله وحده. ولا يمكن بأي شكل من الأشكال التفريق بين ما هو دنيوي أو ما ديني أو بالأصح ما أصبحنا نسمعه من بعض مشايخنا وطلاب العلم من الابتعاد عن السياسة في الوقت الذي أصبح فيه أعداء الإسلام وأخص بالذكر العلمانيون يناقشون في أمور الدين والله أنه لزمان الانقلابات الفكرية أيضا.
إذا كانت العَلمانية تعني اصطلاحاً فصل المؤسسات الدينية عن السلطة السياسية، وقد تعني أيضاً عدم قيام الحكومة أو الدولة بإجبار أي أحد على اعتناق وتبني معتقد أو دين أو تقليد معين لأسباب ذاتية غير موضوعية فالدعوة إلى عدم الانشغال بالحياة السياسية من أهل الدين وخصوصا من يدعي لنفسه السلفية فهو في أصله علماني.
أليست السياسة تسيير شؤون العباد؟
أليست السياسة إيجاد حلول لمشاكل العباد سواء الاقتصادية والاجتماعية و… ؟
سيرد البعض ليقول إن هذه السياسة العصرية تتعارض مع الشريعة الإسلامية والأحكام الدينية. فأقول لهم إنكم تمارسونها شئتم أم أبيتم ونتحاكم بها والواقع يؤكد؛ تعليم غربي، مدارس مختلطة بنوك ربوية، إدارات ذات قوانين فرانكفونية، شوارع فوضوية التبرج المخدرات وووو.. مقاهي وملاهي ليلية، وما خفي أعظم وبالمقابل لا يمكنك أن ترى مظاهر التدين إلا في المساجد والقبور والمآثم.
أليست هذه هي العلمانية التي نحاربها والأصل أننا نقويها؟
الاندماج في الحياة السياسية مطلب ملح إن لم يكن واجب من وجهة نظري فهو وسيلة لتغيير هذا الواقع وجزء من الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
أما فكرة الانسحاب من المشاركة في الشأن السياسي، ما دامت \”السياسة المعاصرة التي نراها بعيدة عن السياسة الشرعية\” فماهي إلا العلمانية.
أجيبوني بالله عليكم، هل نحن إسلاميون علمانيون أم علمانيون إسلاميون؟؟؟
