الفزازي يخطب والإعلام يكذب
ذ. يونس الناصري
هوية بريس – الإثنين 31 مارس 2014
ما أن خطب الشيخ الفزازي بين يدي ملك البلاد حفظه الله ورعاه، حتى ارتمت أقلام تكتب، وأفواه تتكلم، ومواقع تتخرص، كأنها حضرت الحديث الدائر بين الشيخ وملكه، بلا خجل ولا موضوعية ولا إنصاف ولا مهنية؛ منابر لا هم لها إلا الخبر اللافت للأنظار، والحكاية العجائبية الجالبة لقلوب الكبار والصغار.
ادعت على الشيخ دعوى عريضة، مفادها أنه شكر أميره على أنْ أمر بإخراجه من السجن، والناظر في الخبر يفهم أن غرض كاذبيه وملفقيه هو تشويه صورة الفزازي، بتذكيره بأنه كان معتقلا مذنبا، بل إرهابيا متطرفا، وبأنه لولا تفضل الملك نصره الله بالإفراج عنه، لكان باقيا وراء القضبان، يتجرع مرارة الحبس، ومرارة أكل العدس.
ولا فائدة في الحقيقة من وراء هذا الكذب الصراح لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، فعلى فرض وقوع الخبر الكاذب، الذي نفاه الفزازي وابنه، وعزما على مقاضاة الموقع الذي نشره، لا عيب أن يشكر المرءُ من كان سببا في إنصافه وإطلاقه سراحه، لقوله عليه الصلاة والسلام: “لا يشكر الله من لا يشكر الناس“، وقوله: “من أسدى إليكم معروفا فكافئوه“، والمكافأة تكون مادية ومعنوية لمن لم يجد، والكلمة الطيبة صدقة واعتراف بالجميل.
أم أن هم مروجي الأكاذيب هو زرع الفتنة بين الملك والمشايخ المعتبرين، كالفزازي وغيره، ليزداد تهميشهم وإقصاؤهم، مما يعمق الفجوة بينه وبينهم؟؟؟
بيد أن السحر كما يقال انقلب على الساحر، حيث كانت تعليقات القراء على الخبر والخطبة في بعض المواقع إيجابية بنسبة كبيرة جدا، كلها تثمن موقف الملك وتواضعه ولين جانبه، وتشد على يديه في هذه البادرة الطيبة التي تزيد المغرب استقرارا وأمنا، الأمر الذي يحسدنا عليه كثير من الناس في الداخل والخارج.
إن الملك حفظه الله ومتع به، يقتفي سنن آبائه وأجداده في الاهتمام بالرعية وتقريب أهل العلم، والحرص على الوطن والشعب، وغير خافٍ أن العلماء ورثة الأنبياء من أهم ركائز المجتمع، التي ينبغي الالتفات إليها، واستشارتها، والتمكين لها؛ لتوعية الناس بوسطية الإسلام وشموله وفضائله وأحكامه السمحة، من غير لي لأعناق النصوص، ولا تمييع لأحكامه.